معنى النشيد وأنواعه
تعريف النشيد
نَشَدَ لغة أي: تذكّر، ونشد الضالة أي: عرفها ودل عيلها، ويقال في الفعل: تناشدوا أي: قرؤوا الشعر بصوت مرتفع، ويقال تناشد الشعراء أي: قرؤوا النشيد بصوت مرتفع، والأنشودة قطعة من الشعر يقرؤها القوم على إيقاع واحد، والجمع أناشيد، والنشيد: الصوت مع التلحين، وهي قطعة من شعر أو زجل في موضوع قومي أو وطني أو حماسي.
أما النشيد اصطلاحًا: هو أغنية سهلة بسيطة ذات معانٍ وكلمات ذات مغزى تلفظ بلحن بسيط بهدف التسلية أو التعليم أو إثارة الروح الوطنية، وهي أداة لإثراء الخيال والروح والوجدان، وسبب معنوي في خلق مشاعر البهجة و الفرح عند المتلقي أو السامع أو قطع شعرية مختارة قابلة للتلحين والغناء.
أنواع النشيد
تتعدد أنواع النشيد وأهمها:
الحداء
هو نوع من أنواع الشعر الحماسي، وكان يؤدّى قديمًا على ظهر الخيل، والهدف الأساسي منه بث روح الحماس في نفوس المحاربين، ويتكون غالبًا من بيتين إلى ثلاثة أبيات، أما في الوقت الحالي فالحداء لم يعد ظاهرًا بشكل منفرد بل تم دمجه في بحور الشعر وهو المعرفة ب الرجز (الشعر العامودي).
الإيقاع
وهو النشيد الذي يجمع ما بين المعنى واللحن، ويقول ابن منظور أنّ: "الإيقاع من إيقاع اللحن والغناء"، وقد طوّر هذا النوع الفراهيدي وهو أول من كتب في الإيقاع من العرب والمسلمين.
ويُعرّف ابن سينا الإيقاع أنّه: "تقدير لزمان النقرات، فإذا اتفق أن كانت النقرات منغمة كان الإيقاع لحنيًا، وإذا اتفق أن كانت النقرات محدثة للحروف المنتظم منها كان الإيقاع شعريًا"، فإما أن يكون الإيقاع متسقًا مع لحن ما أو مع بحر من بحور العروض الشعرية .
الدفوف
الأناشيد بالدفوف هي الأناشيد التي يتبعها الضرب الخفيف مع الكلمات دون موسيقى، وحسب تعريف أهل اللغة فإنّ الدفوف هي العزف المصحوب مع الغناء الإنشادي، وقد استُخدم قديمًا هذا النوع الإنشادي في الانتصارات والأعياد والاحتفالات.
أهداف النشيد
يعد النشيد لمختلف الفئات العمرية وسيلة توجيهية للمفاهيم والقيم والمبادئ القومية والدينية والتعلمية والاجتماعية والوطنية، ويمكن إيجاز أهم أهداف النشيد فيما يلي:
- تنمية المشاعر الدينية والقومية الجمالية: عن طريق طرح الموضوعات التي تحمل معنى عميقًا، لكن بكلمات بسيطة وسهلة، ومن الأمثلة عليها؛ الأناشيد الدينية والأناشيد الوطنية للدول.
- تنمية جوانب النمو المعرفية للفئة العمرية الصغيرة: خاصّة فئة الأطفال، إذ تُعدّ الأناشيد وسيلة لتنمية الصوت (صوت الحرف) ومخارج الحروف وزيادة المحصول اللغوي المعرفي.
- تنمية الجانب النفسي: من خلال إلقاء النشيد والتغلُّب على مشاعر الخج ل والشعور بالثقة بالنفس ، ممّا ينعكس على الجانب الاجتماعي، وخاصة في مراحل عمرية صغيرة، ومن ناحية أخرى فقد يكون النشيد سببًا في تفريغ المشاعر السلبية خاصة في الأناشيد الوطنية والشعور بالعزة والثقة والقوة.
- تنمية الجانب الاجتماعي الأخلاقي: الأناشيد في طبيعتها تُلقى بشكل فرديّ أو جماعيّ، ممّا يترك أثرًا على المحيط الذي يتم الإنشاد فيه من خلال احترام الدور وتنمية مهارة الصبر.
- تنمية الجانب الإبداعي ورفع مستوى الذوق العام: باعتبار النشيد من أشكال الأدب، فهو يُساعد على تربية الذوق العام للمجتمع أو الأسرة أو الدولة، خاصة عندما يكون قائمًا على التعبير الصادق عن الفكرة التي يتناولها.
- تنمية الوعي: من خلال ما يتم طرحه من موضوعات في الأناشيد وتحريك التوجه عند المتلقي بأخذ رد فعل، سواء من خلال المشاركة أو بناء التوجهات ضمن خط سير معين يتفق مع الثقافة والمجتمع والأهداف العامة للمجتمعات.
عناصر اختيار النشيد
لا بدّ من توفر عدد من العناصر والمعايير في النشيد عند اختياره، خاصة عندما يكون موجّهًا لفئة عمرية معينة أو فئة خاصة في المجتمع، وأهم هذه العناصر:
- وجود هدف محدد سواء أكان تربويًّا أم تعليميًّا أم وطنيًّا أم اجتماعيًّا.
- استخدام الكلمات البسيطة والمفهومة من جميع الأفراد الموجّه إليهم النشيد على اختلاف مرجيعاتهم وخلفياتهم الثقافية والدينية وغيره.
- وجود روح الحيوية والبه جة و السرور لتحقيق الهدف الذي من أجله وجد النشيد.
- تلبية الجانب العاطفي الشعوري النفسي لدى الفئة المستهدفة.
- قابلية التلحين والغناء، ممّا يسمح بتكراره وتحقيق الهدف منه.
يعرف النشيد بأنه قطع شعرية مختارة مُغنّاة تهدف إلى تحقيق أهداف تربوية واجتماعية وقومية ووطنية، وله أنواع عدة أهمها الدفوف والإيقاع والحداء، وتتوفر فيه عناصر تُميّزه عن غيره من أشكال الأدب، فهو قابل للتلحين، وكلماته سهلة وواضحة، وفيه هدف قومي حماسي ووطني.