معلومات عن قرين الأنثى
تعريف القرين
قال -تعالى- في مُحكَم تنزيله: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)، ومعنى القرين في اللُّغة: هو الذي يقارنك ويُصاحبك أي يلازمُك، ومنه قولهم: قرنت الشيء بغيره، إذا شددته إليه، ومن هنا نستنتج أنّه ما سُمّيَ قرينًا؛ إلا لأنّه يلازم الإنسان ويكون مقرونًا به.
ذكر القرين في القرآن
ورد ذكر القرين في القرآن الكريم في عدَّة مواضع، منها قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)، وق د بينت الآية الكريمة أنَّ سبب لزوم القرين للإنسان هو ابتعاده عن ذكر الله -تعالى- .
وقد ذكر المفسِّرون في تفسير هذه الآية ما مفاده: أن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية يخبر عمّن يتعامى عمّا جاءه من الذكر من عنده -عز وجل-، ويُعرض ويتغافل عن كتاب الله وهدي نبيه -صلوات الله وسلامه عليه-، فيقيِّضُ له الله عز وجل شيطاناً بسبب غفلته، "فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" أي: مقترن به في الدنيا وفي الآخرة؛ ليدخُلَ النَّار مع قرينه والعياذ بالله.
دور القرين وماذا يستطيع أن يفعل
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ، قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: وإيَّايَ؛ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ، فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ)، يت بيَّن لنا من هذا الحديث الشَّريفِ أنَّ دور القرين يتمثَّل فقط في إغواء الإنسان ، وتزيين المعاصي له ومحاولة إعانته على الشَّر.
كما أنَّ مَكايدَ الشَّيطانِ لا يَخلو مِنها أحدٌ؛ حتَّى نَكونَ مِنها على حَذَرٍ، فيقول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " ما مِنكم مِن أحدٍ "، أي: مَهما بَلغَ منَ العِبادةِ والعِلمِ ما بَلغَ، " إلَّا وَقدْ وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ "، أي: شَيطانٌ يُوَكَّلُ به يُغويه، ويُسوِّلُ له ويُشَكِّكُه في الدِّينِ.
قرين الأنثى
تبيّن لنا ممّا سبقَ أنَّ القرين موكول بالإنسان سواءً أكان ذكرًا أم أُنثى، وعلمنا أنَّ وظيفته تقتصر على إغواء المسلم؛ ليقع في المعصية ويُبعده ذلك عن ذكر الله -تعالى- وغيرها، وقد سُئِلَ العلّامة ابن باز -رحمه الله- عن قرين الأنثى أو ما يُسميها الناس: "أم الصبيان"؛ والتي تسبب بإسقاط الجنين، فردَّ بأنَّ هذه الأشياء التي يقولها الناس كلها لا أصل لها، ولا تعتبر.
وإنما هي من خرافات العامة، والتي يزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له، فكل إنسان معه ملك و شيطان كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكل إنسان معه قرين ليس خاصّاً بزيد ولا بعمرو، فمن أطاع الله واستقام على أمره، كفاه الله شر شيطانه، كما ورد في حديث النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، أما "أم الصبيان" فلا أساس لها، ولا صحة لهذا الخبر ولهذا القول.
وخلاصة القولِ أنَّ القرين ابتلاءٌ من الله -عز وجل-، وعلى العبد أن يتحصَّن من شرِّه بمُجاهدته فيما يورده من الشُّبهات والشَّهَوات، ويرُدَّ ذلك بالصَّبر والْيقين، ويشتَغِلَ بدعوة الناس إلى الهدى.