معلومات عن ثقافة بريطانيا
ثقافة بريطانيا
تُهيمن الثقافة الإنجليزية بشكلٍ عام على الحياة الثقافية الرسمية في بريطانيا ، وأيضاً لكل من إسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية مساهمات مهمة في الثقافة البريطانية، وتُشارك هذه البلدان الثلاثة بشكلٍ كاملٍ في الثقافة المشتركة، لكن مع الحفاظ على تقاليد االاتحاد السياسي مع إنكلترا.
حدثت في بريطانيا العديد من التطورات الاجتماعية المهمة في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، ومن أبرز هذه التطورات هو ارتفاع مستوى التعليم؛ حيث إنّ عدد التلاميذ الملتحقين بالتعليم العالي ازداد بشكلٍ كبير في ذلك الوقت، كما حدث توسع كبير في عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي المختلفة، وجلبت الهجرة من جزر الهند الغربية وجنوب آسيا خاصةً فعاليات ثقافية جديدة إلى بريطانيا، وساهمت في الابتكار في عدة مجالات مثل: الأفلام، والموسيقى، والأدب، والفنون الأخرى.
ثقافة شعب بريطانيا
لا يحب الشعب البريطاني الوقوع في الحرج، وهم يخافون قول شيء يراه الطرف الآخر هجوماً أو يؤدي إلى سوء الفهم؛ ولذلك فإنّهم لا يبدؤون محادثة مع الأجانب مطلقاً، كما أنّ محادثاتهم بشكلٍ عام قصيرة وتتناول مواضيع عامة مثل الطقس.
يرغب البريطان في تحديد مساحة شخصية خاصة ولا يحبون تدخل أحد في تلك المساحة، فمثلاً يتجنب البريطان الجلوس بجانب أشخاص آخرين في الحافلة ويعتذرون إذا قاموا بلمس أحد عن طريق الخطأ، وهم لا ينتقدون عادة أو يشكون علناً في الأماكن العامة، كما أنّهم يقدرون الدقة والمجاملة، وعلى الأجانب توخي الحذر في التعامل مع الشعب البريطانيّ؛ لأنّ التكيف مع الثقافة البريطانيّة يحتاج إلى التحلي بالصبر وإدراك أنّ تكوين الصداقات قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد يكون من المستحيل تطوير فهم شامل للثقافة البريطانيّة خلال فترة قصيرة، ويجب من أجل تطوير العلاقات مع الشعب البريطاني احترام قيمهم الخاصة والبحث عن المصالح المشتركة.
الحياة اليوميّة والعادات
تنُم التقاليد الثقافية في بريطانيا عن عدم تجانس البلد؛ إذ تُحافظ كل من بريطانيا وإنجلترا وويلز وأسكتلندا وإيرلندا الشمالية على عاداتها وتقاليدها ومهرجاناتها ومأكولاتها، وأصبحت بريطانيا نقطة محورية للهجرة بعد استقلال مستعمراتها التي امتدت في معظم أنحاء الكرة الأرضية، إذ جاء المهاجرون من جميع أنحاء العالم إلى بريطانيا واستقروا فيها، وتركوا بصمات مهمة في الثقافة البريطانيّة، وفي بداية القرن الحادي والعشرين اختلطت العادات والتقاليد الإنجليزية والأسكتلندية والويلزية والإيرلندية القديمة مع عادات وتقاليد المهاجرين من أصل أفريقي-كاريبي ومسلم وآسيوي، وهذا جعل بريطانيا من أكثر دول العالم تنوعاً.
بريطانيا ما قبل الثقافة
قبل أكثر من عشرة آلاف سنة انتقل الناس من وإلى بريطانيا بأعدادٍ كبيرة، لكنّها قبل العصر الروماني لم تكن سِوى بقعة جغرافية بدون أية هوية سياسية أو ثقافية ، وعلى مر التاريخ تألفت بريطانيا من مجموعات وهويات ثقافية متعددة.
مع مرور الوقت تغير المجتمع الجيني في بريطانيا بشكلٍ بطيء، وترافق هذا التغير مع تحولات كبيرة في الهوية والثقافة البريطانية، ومنذ العصر الروماني اعتبر العديد من الناس أنفسهم بريطان، ولكنّ الهوية البريطانية لم تنشأ إلا وقت الاتحاد مع أسكتلندا وويلز وإنجلترا في عام 1707م، عندما قام جيمس الأول من إنجلترا وجيمس السادس من أسكتلندا بتأسيس مملكة بريطانية.
بريطانيا في العصر الروماني
قبل الاحتلال الروماني كان يسكن بريطانيا قبائل مختلفة يُعتقد أنّها من أصل سلتي، وغزا الجيش الروماني الذي وصل عدده 40000 جندي تقريباً بريطانيا في عام 43م بناء على أوامر الإمبراطور كلوديوس.
غزا الأباطرة الرومان أسكتلندا لاحقاً، وذلك على الرغم من أنّ شمال بريطانيا لم يتعرض للغزو أبداً، ترك الرومان حصوناً كبيرة في بريطانيا مثل جدار هادريان والجدار الأنطوني، والتي لا تزال موجودة إلى اليوم، وكانت بريطانيا قاعدة الحكام الرومان وتعرضت في بعض الأحيان إلى محاولات للاستيلاء على السلطة، وفي نهاية القرن الرابع الميلادي هدد البربر الوجود الروماني في بريطانيا، وهاجمت بيكتس من إسكتلندا وسكوتي من إيرلندا الساحل، وغزا الأنجلو-ساكسون من شمال ألمانيا جنوب وشرق بريطانيا، وفي عام 410م انسحب الجيش الروماني من بريطانيا، وحكمها الأنجلو-ساكسون خلال العصور المظلمة من عام 450م إلى 800م.
العصور المظلمة في بريطانيا
عادت العادات القديمة مع نهاية الإمبراطورية الرومانية في بريطانيا؛ فقد استمرت الاتجاهات اللغويّة والثقافية التي تعود إلى ما قبل العصر الحديدي، ففي الأجزاء الغربية من المقاطعة القديمة التي لم تستطع الإمبراطورية الرومانية إزالة الثقافة التقليدية منها تمّ إنشاء ممالك صغيرة في منطقتي ويلز والكورنيش تحت الضغط الساكسوني، وعلى المدى الطويل كان المجتمع البريطاني يتجه تدريجياً نحو تكوين دولة أكبر حجماً؛ لذلك في القرن التاسع قامت مملكة دالريادا التي تقع في إيرلندا بالاندماج مع المملكة البيكتية لتشكيل أسكتلندا، وبعد انهيار السلطة الرومانية عام 410م اختفت الحضارة الرومانية بسرعة، ومع بداية القرن السادس استولت الممالك "الجرمانية" على معظم بريطانيا، وكما انتشرت ثقافة سلتيك في العصر الحديدي ثمّ ثقافة الحضارة اليونانية والرومانية انتشرت أيضاً ثقافة "البرابرة الجرمانية" الجديدة، وفي هذا الوقت كان التحول أكثر عمقاً؛ حيث إنّ نسبة الوافدين كانت أعلى مما كانت عليه في العصر الحديدي أو العصر الروماني، وتعرضت هياكل وثقافة السلطة الرومانية البريطانية لانهيار كبير من خلال عزلها عن روما ودعم الجيوش الإمبريالية وذلك قبل انتشار الأنجلوسكسونية، وفي الواقع كانت بريطانيا دائماً موطناً لشعوب متعددة، ولقد أظهر سكانها استمرارية بيولوجية كبيرة على مدى آلاف السنين.