معلومات عن تاريخ المغرب
عصور ما قبل التاريخ في المغرب
بحث علماء الآثار لفترات طويلة من الزمان عن التاريخ البشري القديم في الأخدود الأفريقي العظيم شرقي قارة أفريقيا وصولاً إلى جبل إيغود غربي المغرب ، حيث عُثر على بقايا الإنسان العاقل القديم من خلال تجميع الجماجم، وبعض الأدوات المصنوعة من الحجر، وبعض الأحافير، وأشارت الأدلّة الموجودة في هذا الجبل إلى أنّ أصل الإنسان العاقل الأول يعود إلى 300,000 عام، في حين كان يُعتقد أنّ أصله يعود إلى 195,000 عام فقط.
التاريخ المبكر للمغرب
بدأ تاريخ المغرب المكتوب منذ ما يزيد عن 1000 عام قبل الميلاد، من خلال أول الحضارات التي سكنتها وهي الحضارة الفينيقية، حيث تنحدر أصول الفينيقيين من سواحل لبنان، لكّن تُجّارهم وصلوا إلى المغرب وأسّسوا الأسواق الضخمة فيها، ولاحقاً أسّسوا مدينة قرطاج؛ وهي تونس في الوقت الحالي.
تاريخ المغرب في عهد الرومان
احتّل الرومان قرطاج عام 146 ق.م، وذلك بعد سلسة حروب تُدعى بالحروب البونيقية والتي كانت تُشنّ من قِبل القائد حنبعل والقرطاجيين مع دعم من السكان الأمازيغ الأصليين للمغرب، واستمرّت هذه الحروب لمدّة طويلة ما بين 264–202 ق.م، وقام بعدها الإمبراطور الروماني كاليغولا بإحكام سيطرته على أمازيغ المغرب العربي عام 40م.
أطلق الرومان اسم موريتانيا على أجزاء من المغرب وغرب الجزائر، كما خطّط الإمبراطور كاليغولا لتقسيم سكان المغرب إلى طبقات مكوّنة من العبيد، والفلاحين، والجنود، وطبقة من النبلاء الرومان، فطُبّقت هذه الاستراتيجة على البيزنطيين في المغرب وقبائل الوندال ونجحت عليهم، إلّا أنّ السكان الأمازيغ في الريف رفضوا الإذعان للرومان وشنّوا الحملات لطردهم من أراضي المغرب.
نَصّب الرومان يوبا الثاني ملكاً على ما عُرفت باسم موريتانيا، حيث إنّه كان الحاكم المفضّل للشعب، إذ رفع الإنتاجية الطبيعية المغربية، ودعم القطاع الصناعي، والبحث العلمي، واهتم بمجال الصيد، والزراعة بالقرب من المحيط الأطلسي، وبعد وفاته قام الأمازيغ بالعديد من الثورات التي أضعفت الحُكم الروماني في المنطقة، وبقيت المغرب تحت حكم الرومان حتّى القرن الخامس الميلادي.
تاريخ المغرب في العهد الإسلامي
الفتح الإسلامي
تعدّدت الديانات والآلهة التي عبدها سكان المغرب في القرن السابع الميلادي، وكان الإسلام في ذلك الوقت ينتشر في جميع أنحاء العالم حتّى وصل إلى شمال أفريقيا على يد القائد الأموي عُقبة بن نافع عام 682م، وبدأ الفَتح العربي الإسلامي للمغرب حتّى سيطر عليها المسلمون بالكامل عام 705م، وسادت الثقافة العربية فيها بالرغم من تعرّضها لبعض الغزوات والمُضايقات البرتغالية في ذلك الوقت.
استمرّ إقناع الأمازيغ بالدخول في الإسلام وتعريفهم بالدين الإسلامي على أنّه دين المساوة والعدل والشجاعة، فاعتنق العديد من الأمازيغ الدين الإسلامي بإرادتهم لأنّهم وجدوا أنّه دين لا يُفرّق بين جميع أبناء آدم، وأنّه متوافق مع العديد من مبادئهم الأصلية، إلى جانب العديد من المصالح المشتركة أيضاً، وبعد ذلك قُسّم المغرب لعدّة ممالك واغتيل القائد عقبة بن نافع، وأكمل تابعوه من الأمويين ما بدأ به حتّى استطاعوا بناء قاعدة إسلامية قوية في المغرب بداية القرن الثامن الميلادي، وفي منتصف القرن الثامن الميلادي اندلعت المواجهات في شمال أفريقيا حتّى أُطيح بالأمويين.
الأسرة الإدريسية
قامت أول سلالة مسلمة في المغرب يعود أصلها لمسلمي الشرق الأوسط عام 788م، قبل أن يؤسّس إدريس الأول الدولة المغربية الأولى عام 789م بعدما هرب من شبه الجزيرة العربية وعاش في مدينة وليلي المغربية، ثمّ أسّس مدينة فاس التي أصبحت عاصمةً للمغرب في عهد نجله إدريس الثاني، فبنى إدريس الثاني المدينة وكان سبباً في ازدهارها من بداية عام 803م حتّى وفاته عام 828م.
انتقل الحكم بعد إدريس الثاني إلى أبنائه ثمّ إلى إخوته، وأصبحت مدينة فاس مدينةً اقتصاديةً مزدهرة، حيث بُني فيها مسجدا القرويين والأندلس، وكان ذلك خلال الفترة ما بين 857–859م، واستمرّ توسّع حكم الإدريسيين حتّى وصل نفوذهم إلى قرطبة في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، إلى أن أضعفتهم انقساماتهم وأنهت وجودهم في عام 1055م.
تاريخ المغرب في عهد السلالات الأمازيغية
سلاسة المرابطين
بُنيت مدينة مراكش في عهد أمير المرابطين يوسف بن تاشفين عام 1070م، والذي وحّد المغرب مع مناطق مسلمي إسبانيا بعد غزوه لها، وبعد وفاته تولّى الحكم نجله علي بن يوسف عام 1106م لمدّة 37 عاماً، وحكم المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي، وتوسّع نفوذهم إلى شمال موريتانيا.
سلالة الموحّدين
تُعدّ سلالة الموحدين إحدى السلالات الأمازيغيّة التي تأسّست على يد المهدي بن تومرت، وحكموا المغرب في القرن الثاني عشر الميلادي بعد إطاحتهم بالمرابطين، وبعدما تولّى الحكم تلميذه عبد المؤمن عيّن مراكش عاصمةً للمغرب فأسّس جيشاً أدّى لظهور إمبراطورية الموحدين، لكنّه توفي عام 1163م قبل أن يضمّ الأندلس إلى مناطق نفوذه، ولكن خليفته يعقوب المنصور انتصر على البرتغال والإسبان عام 1195م في معركة الأرك وضمّ الأندلس لمملكته، وازدهرت في عهدهم الثقافة المغربية، إلّا أنهم خسروا جميع الأراضي الإسلامية في إسبانيا ما عدا غرينادا.
سلالة المرينية
تُعدّ إحدى سلالات الأمازيغ الذين اتخذوا مدينة فاس عاصمةً لهم، وبدأ المرينيون بالإطاحة بالموحدين في عام 1248م، وأسّسوا عدّة مدارس منها مدرسة العطارين، والمدرسة البوعنانية، والمدرسة المرينية في سلا، ثمّ سيطروا على العديد من المدن منها الرباط، وسلا، والسهول الغربية، ثمّ استولوا على مراكش عام 1269م بقيادة أبي يوسف يعقوب.
أعاد القائد الأعلى للسلالة المرينية أبو الحسن تشكيل الإمبراطورية المرينية في عام 1331م، لكنّه فقد الجزيرة الخضراء في إسبانيا عام 1340م، واستولى على مدينة تلمسان عام 1347م، وفي عام 1349م انتشر الطاعون وقامت العديد من الثورات ضد المرينيين ممّا أدّى إلى انهيار الإمبراطورية المرينية، ثمّ خلفهم فرع من أصلهم أُطلق عليهم الوطاسيين، حيث أنّ الوطاسيين ارتقوا خلال حكم المرينيين في السلطة المغربية وذلك منذ عام 1240م، حتّى أحكموا قبضتهم على المغرب كاملةً عام 1469م.
تاريخ المغرب في عهد السعديين
يعود أصل سلالة السعديين إلى وادي درعة في المغرب ، حيث سيطروا على مراكش في عام 1525م واتخذوها عاصمةً لهم، ثمّ سيطروا على فاس عام 1548م، وشَهِد عصر أحمد المنصور المُلقّب بالذهبي والذي بدأ عام 1578م العديد من الانتصارات العسكرية، ولعلّ أهمّها كان معركة الملوك الثلاثة في وادي المخازن حيث تمكّن من فتح مدينة تمبوكتو، ومن أهم إنجازاته بناء قصر البديع، وتطوير صناعة الأسلحة، وصناعة السكر، كما وصل السعديون ذروة حكمهم في عهده، ثمّ تراجعت مملكتهم بعد وفاته عام 1603م.
تاريخ المغرب في عهد العلويين
تعود أصول السلالة العلوية إلى منطقة تافيلالت في المغرب، وهم أحفاد الإمام علي، وبدأت السلالة العلوية بالزعيم مولاي علي الشريف، وفرض خلفاؤه سيطرتهم على المغرب بالتدريج، حيث كان محمد بن علي الشريف أول ملك عُيّن في عام 1640م وجمع الشعوب المغربية تحت رايته وأعاد تشكيل الخطط العسكرية والسياسية للمغرب، إلى أن استطاع العلويون بذلك فرض سيطرتهم على المغرب كاملةً في عام 1666م.
بعد تولّي الملك مولاي إسماعيل السلطة في عام 1672م استمرّ على نهج من سبقه من ملوك العلويين، وأسّس عاصمةً جديدةً للمغرب في مدينة مكناس ، وضمّ كلّ من مدينة العرائش وطنجة إلى نفوذه، كما قضى على كلّ السطات القديمة وأسّس الإمبراطورية المغربية، فأمر ببناء الحصون في جميع مناطق نفوذه التي وصلت إلى السنغال، عدا عن تكوين العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأجنبية، واستمرّ حكمه حتّى 1727م.
تاريخ المغرب الحديث
توجّهت أنظار فرنسا إلى المغرب خلال عام 1830م حيث أصبحت المغرب محميةً فرنسيةً بناءً على اتفاقية فاس عام 1912م، وبعد الحرب العالمية الثانية ثار الشعب المغربي ضدّ الفرنسيين رغبةً في الاستقلال، وبقي الشعب المغربي يُطالب باستقلاله عن فرنسا حتّى استقلّت المغرب عام 1956م، واستلم السلطان محمد الخامس الحُكم عندها، ثمّ تولّى الحكم من بعده الحسن الثاني بين عامي 1961–1999م، واليوم يحكم المغرب السلطان محمد السادس بن الحسن وذلك منذ عام 1999م، ويجدر بالذكر أنّ الأسرة العلوية حكمت المغرب منذ عام 1649م وحتّى الوقت الحالي.
تاريخ سكان المغرب
يُذكر أنّ معظم سكان المغرب الأصليين ينحدرون من الأصل الأمازيغي، حيث كانوا يقطنون لعدّة قرون في جبال شمال أفريقيا، وأسسوا في عام 400 ق.م مملكة موريتانيا، حيث إنّ كلمة موريتانيا تعني كلمة الأمازيغ الشعب الحر، وانضم لهذا الشعب صيّادو البحر الأبيض المتوسط، ومربّو الخيول الصحراويون في عام 2500 ق.م، ولا زال هناك بعض الأمازيغ يتحدّثون بلغتهم القديمة حتّى الآن، إلّا أنّهم اليوم انخرطوا بالحياة المدنية لإيجاد العمل.
نبذة عن المغرب
تُعتبر المغرب الدولة الوحيدة في شمال أفريقيا التي حالت دون الوقوع تحت الحكم العثماني، وانتشرت في المغرب المساجد ذات المآذن المزخرفة والشاهقة، بالإضافة إلى وجود العديد من مظاهر العصور الوسطى في المدن القديمة فيها، والعديد من القلاع التاريخية المبنية من سعف النخيل والطين؛ حيث إنّه وحتّى الآن لا تزال الثقافة في المغرب هي مزيج ثقافات الحضارات المتعاقبة التي مرّت عليها.