معلومات عن المسرح الجزائري
نشأة وتاريخ المسرح الجزائري
كان للمسرح الجزائري دور هام في محاربة الاستعمار الفرنسي، حيث كان يعتبر وسيلة المقاومة والنضال، حيث قام بتهيئة الظروف لكل من الثورة التحريرية، وتجهيز الجزائريين لمعركة حاسمة وفاصلة، وذلك عن طريق نشر الوعي السياسي وربطه بالقضية الوطنية.
ظهر الفن المسرحي الجزائري بالقرن العشرين، ولم تعرف الجزائر المسرح بالمفهوم الحديث كونه نوعاً أدبياً وفناً له قواعده وأصوله الخاصة، حيث إن جميع البلدان العربية كانت متأخرة في ظهور الفن المسرحي، فلم تعرفه أي من الدول العربية من قبل، حيث إن شكل المسرحية البدائية لم يتطور ليصل إلى المعنى الحقيقي من الفن المسرحي، كما أن لدولة الجزائر محاولة بدائية في المسرح وذلك في القرن التاسع عشر، كانت بمسرحية "نزهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة ترياق في العراق" حيث حدث ذلك في العام 1835.
العوامل التي ساعدت على ظهور المسرح الجزائري
من أهم العوامل التي أثرت على المسرح الجزائري في بدايات تكوينه حتى وصل في منتصف القرن العشرين ليصبح بذلك ظاهرة اجتماعية وثقافية وبإنتاج درامي مستمر ودائم ما يلي ذكره حسب الأهمية:
أولاً: توافد الفرق المسرحية العربية إلى الجزائر
في بدايات القرن العشرين، توالت الزيارات من المسارح العربية إلى الجزائر والتي كان لها عظيم الأثر في ازدهار المسرح الجزائري، ومن هذه الفرق:
- فرقة القرداحي.
- فرقة التمثل المصري لجورج أبيض.
- فرقة عز الدين المصرية.
- فرقة فاطمة رشدي .
- الفرقة المصرية للموسيقى والتمثيل والتي يترأسها يوسف وهبي.
ثانياً: التأثر بالمسرح الفرنسي
حيث إن الجزائريين استلهموا من المسرح الفرنسي إبداعاته في المسرحيات خصيصاً المسرحيات من النوع الكوميدي، حيث إن إدارة الاستعمار الفرنسية وكنوع من الترفيه عن جيوشها عمدت على إدخال المسرح الكوميدي كمعزز لهم، فقد قاموا بإنشاء منصات المسارح لهم في العاصمة، وقد تأثر الجزائريون بمسارحهم عندما كانوا يرتادون تلك المسارح الفرنسية لمشاهدة عروضهم المسرحية.
كما تأثر الجزائريون بهم عن طريق اصطحاب الفرنسيين لهم لمشاهدة تلك العروض، وكان السبب في ذلك لمعرفة ردود أفعالهم أو ليؤثروا بهم عن طريق تلك العروض المسرحية.
ثالثاً: ظهور مجموعات من نوادي وجمعيات
حيث احتلت النوادي والجمعيات أدواراً هامة في ازدهار المسرح الجزائري حتى أنها استغلت المسارح لخدمة القضية السياسية والوطنية ومن هذه الجمعيات:
- جمعية المطربية للموسيقى: حيث تأسست هذه الجمعية برئاسة إدموند يافيل وذلك سنة 1911، حيث كانت تختص بعرض مشاهد قصيرة بالأخص في شهر رمضان.
- الجمعية الودادية للطلاب المسلمين في شمال أفريقيا: والتي كان هدف المسرح فيها كوسيلة للترفيه والتسلية من جهة، وكانت تطرح أيضاً القضايا الوطنية والسياسية من الجهة الأخرى مستعينة بالفرق المسرحية، وقد تأسست في العام 1918.
- الجمعية الأدبية والتمثيل العربي: والتي تأسست عام 1921 على يد علي الشريف وكانت تلقب حين ذاك بالمهذبة، وقد قدمت ثلاث مسرحيات (الشفاء بعد العناء، سنة 1921- خديعة الغرام، سنة 1923- مسرحية بديع، سنة 1924).
رابعاً: ارتباط الفن المسرحي بالموسيقى والغناء
من الجدير بالذكر أن بدايات المسرح الجزائري كانت على شكل اسكتشات تعرض ضمن حفلات غنائية تقدمها فرق طربية، ويرجع ذلك إلى أن الأغلبية العظمى تفضل الموسيقى على التمثيل، حتى بعد نشأة المسرح الجزائري ظل مرتبطًا بالموسيقى، حيث إن العروض المسرحية كانت تتضمن الوصلات الغنائية.