معلومات عن السياسة الفرنسية في الجزائر
مشاريع التوسع داخل أراضي الصحراء
عمل الاحتلال الفرنسي على فرض سيطرته على الأراضي الجزائرية، ولكن وبسبب مقاومة الشعب الجزائري الاحتلال لم تستطع القوات الفرنسية التوغل داخل الجزء الشمالي من الجزائر، ولكن استخدمت القوات الفرنسية مشاريع توسع داخل الجزائر بالشكل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعلمي والديني، وكان منها مشروع البعثات الاستكشافية،وكان مشروع البعثات الاستكشافية التي أرسلته فرنسا إلى الأراضي الجزائرية كان بهدف التوسع داخل الأراضي الجزائرية فمرة كان بحجة السياحة ومرة أخرى بسبب التعلم، وبدأت الرحلات الفرنسية عندما بدأ "هنري بارث" برحلتين إلى الجزائر، وأقام إدوارد فوجيل برحلة أخرى انطلقت أيضًا من طرابلس إلى أعماق الصحراء الجزائرية.
ووجدت أيضًا سياسة جديدة اتبعتها فرنسا للتوغل إلى داخل الأراضي الجزائرية وهي بناء السكك الحديدة ومشروع بناء البحيرة الكبرى التي كانت من المفترض أن تربط قناة السويس وقناة بنما الأمريكية ببعضها وبالتالي ربط القارات بعضها ببعض، بالإضافة إلى أن الحملة الفرنسية تمثلت بتعيين منصب عسكرية وإدارية للضباط الفرنسين،وعملت الحكومة الفرنسية أيضًا على سياسة مختلفة عن المشاريع وهي سياسة تواجد رجال الأعمال والمضاربة على الفلاحين الجزائرين بالإضافة إلى مصادرة أراضيهم الخصبة والتي تنتج محاصيل كثيرة كالواحات والمناطق الخضراء المليئة بالمياه، وعملت الحكومة الفرنسية أيضًا على إنشاء شركات تجارية يرأسها الفرنسيون، وقامت هذه الشركات بشراء الواحات الخصبة.
السياسات الاجتماعية الفرنسية في الجزائر
لقد عملت الحملات الفرنسية في الجزائر بأن تتراجع الحضارة عوضا عن أن تتقدم، ومن أهم السياسات الاجتماعية التي عملت فرنسا على دسها داخل المجتمع الجزائري هو نزع اللغة العربية وأن تحل محلها اللغة الفرنسية، وتعد هذه السياسة خطيرة جدًا؛ لأنه تستبدل الثقافة العربية واللسان العربي والتاريخ العربي إلى ثقافة واللسان والتاريخ الفرنسي،وأغلقت القوات الفرنسية جميع دور حفظ القرآن في الجزائر وبالمقابل قامت بفتح العديد من المارس المسيحية التابعة للدولة الفرنسية في الجزائر، وذلك للقضاء على الدين الإسلامي في الجزائر واستبداله بالدين المسيحي، بالإضافة إلى إدخال مدرسين فرنسيين إلى تلك المدارس ومحاربة اللغة الجزائرية والثقافة الجزائرية.
أما عن الجامعات الفرنسية الموجودة في فرنسا، فقد احتضنت أيضًا العديد من الطلاب الجزائريين، فأصبحت كهجرة طلابية للطلاب الجزائريين، ولكن حملات الهجرة هذه لم تصب أبدًا في مصلحة الدولة الجزائرية، بل على العكس أصبح حملت البكالوريس من الجزائريين يستقرون في فرنسا، فأدى ذلك إلى افتقار الجزائر إلى البنية التعليمية في البلاد والذي أدى إلى الجهل والفقر. كما إن سياسة الهجرة التي اتبعتها كان لها فضل كبير في نشر الثقافة الفرنسية بين الجزائريين، وأدت هذه الهجرات إلى ربط علاقات الاجتماعية، لذلك اهتم القادة إلى وجود هجرات ثقافية واجتماعية بين البلدين، وعرف الفرنسيون الهجرة على أنها ذهاب أناس فقيرة من دولة فقيرة إلى الدول الغنية والمتحضرة والآمنة.
السياسة الاقتصادية الفرنسية في الجزائر
اعتمدت السياسات الفرنسية في الفترة الأولى من الاحتلال على مصادرة الأراضي من الفلاحيين الجزائريين وتمليكها للأوروبيين، لهذا لم تعد هناك نشاط زراعي عند الفلاحين الجزائريين، لأن الاحتلال الفرنسي اهتم بالاحتفاظ بالموقع الجغرافي للجزائريين والقيام باستغلال جميع الثروات في الجزائر لصالح الدولة الفرنسية،وعملت القوات الفرنسية في الجزائر على سلب الأغنياء أموالهم ومدخراتهم، وإن من قادوا الحملة الفرنسية على الجزائر كانوا يهدفون إلى جني الثروات والمال بأسرع وقت ممكن، وقد استعملت الحملة الفرنسية أسلوب التجويع والفقر والنهب والسلب على الشعب الجزائري لكي لا يتخط مرتبة الحيوان، لتستطيع فرنسا السيطرة على الجزائر.
من السياسات التي اتبعتها فرنسا أيضًا لضرب اقتصاد الجزائر والسيطرة عليه هو إرهاقهم بالضرائب، فوجدت ضرائب على الفلاح مالك الأراضي مما أدى إلى فقدان العديد من الفلاحين لأراضيهم، بالإضافة إلى زيادة ضرائب على الزكاة والحكر، ووجدت أيضًا ضرائب على النحل في الواحات ومن الضرائب أيضًا ضرائب يدفعها الجزائريون كل من بلغ سن رفع السلاح منهم، وهذه الضريبة خاصة بهم،كانت الضرائب تدفع من قبل الجزائريين بشكل عيني، ولكن بعد تاريخ 1845 أصبح المواطن الجزائري يدفع الضرائب بشكل نقدي وكان المسؤول عن جمع الضرائب القيادات العربية، ومن الضرائب التي وجدت أيضًا ضريبة الدمغة، وكانت هذه الضريبة من أكثر الضرائب عنصرية، إذ أنها تدفع إذا مر مواطن جزائري من حي فرنسي.