مراد الرابع (سلطان عثماني)
مُراد الرابع (سلطان عثماني)
للتعريف بمُراد الرابع لا بُدّ من الإشارة إلى ما يأتي:
اسمه
هو مُراد الرابع بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل، وهو السلطان العثماني السابع عشر، وقد حَكَم عندما كان عمره ١١ سنة، وامتدّت مُدّة حُكمه إلى ١٧ عام.
عائلته
أبنائه وبناته
أبناء وبنات السلطان مُراد الرابع هم كالآتي:
- الأمير نعمان (1628 – 1629م).
- الأمير أورهان (1629 – 1629م).
- الأمير حسن (1631 – 1632م).
- الأمير سليمان (1632 – 1635م).
- الأمير محمد (1633 – 1640م).
- الأمير عثمان (1634 –1634م).
- الأمير علاء الدين (1635 – 1637م).
- الأمير سليم (1637 – 1640م).
- الأمير عبد الحميد (1638 – 1638م).
- جوهر خان سلطان (1630-1639م).
- كايا سلطان- أسمهان (1633-1659م).
- كلبهار سلطان (1634-1645م).
- حفصة سلطان (1634-1636م).
- رقية سلطان (1640-1690م).
- شاهزاده أحمد (21 ديسمبر 1628 – 1639)
- ربيعة سلطان.
- صفية سلطان.
زوجاته
تزوّج السلطان مُراد الرابع من:
- سمسيبيري خاتون.
- عائشة خاصكي سلطان من العائلة الألباني النبيلة.
جلوس مُراد الرابع على العرش
تولّى السلطان عرش الدولة العثمانية عندما كانت مُشتعلة بالأخطار على الصعيدين: الداخلي والخارجي، وحدث ذلك بعدما تمّ عزل السلطان مُصطفى الأول، وكان السلطان مُراد الرابع رجلاً سُلطاناً على الرغم من صغر سنّه، وأصبح يُحاول أن يُرمّم وينهض بالدول العثمانية.
مع ذلك استمرّت الانكشارية بالعبث حتّى تمّ عَزْل السلطان الأوّل، وقد تولّى مكانه السلطان مُراد الرابع بن أحمد الأول، وكان آنذالك لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وكانت أمّه السلطانة "كوسم" هي نائبة السلطنة لصغر سنه.
سياسة السلطان مُراد الرابع
عندما استلم السلطان مُراد الرابع الحُكم كانت الدولة تُعاني من عدم الاستقرار، واستمرّت المُنازعات والفوضى في كلّ أرجاء البلاد داخلها وخارجها، ولصغر سنّ السلطان كانت أمّه السلطانة " كوسم " هي من تُدير شؤون الدولة واستمرّت بذلك مُدّة تسع سنوات.
بعدما استلم السلطان شؤون الدولة نجح في إعادة الأمن إلى الدولة العُثمانية ، وكانت سياسته صارمة فقد ضرب بيد من حديد كلّ الخارجين والثائرين على الدولة، وأيضاً على الصعيد الاقتصادي فقد أنعش اقتصاد الدولة، وملأ خزانة الدولة، واستعان في تحقيق الأمن للدولة بأسلوب الترهيب، وكان لذلك الأسلوب الأثر الواضح في استقرار الأمن وانتعاش خزينة الدولة.
الثورات التي حدثت في عهده
عند انتهاء فترة نيابة السلطانة "كوسم" استلم رسمياً السلطان مُراد الرابع شؤون الدولة، وقتل كل من كان له علاقة بالثورات إلى أن استقرّت أوضاع البلاد، ومن أبرز هذه الثورات التي حدثت في عهده ما يأتي:
الحرب مع الصفويين
في سنة (1045- 1635م) خرج السلطان مُراد على رأس جيشه إلى بلاد فارس ، فقام بفتح مدينة عام 1635م في الشمال الغربي من إيران، ثمّ إلى مدينة تبريز ففتحها عام 1635م، وتوقّف السلطان إلى هذا الحدّ وعاد إلى بلاده ليُكمل استقرار وتحسين البلاد.
خرج جيش السلطان مُراد الرابع في أعداد كبيرة وفي أحسن تجهيز وإعداد الجيش مُتّجها إلى مدينة بغداد وخاضها في عام 1638م، وبسبب عدد الجيش العثماني الكبير لم يستطع الشاه الإيراني الاقتراب منه، وسقطت مدينة بغداد بعد حصار الدولة العثمانية لها بقيادة السلطان مُراد الرابع بعد ما دام الحصار تسعة وثلاثين يوماً.
لم يكن من السهل على الدولة العثمانية أن تُعيدها إلّا بقتال شديد وعنيف وفي (25 من كانون الأول عام 1638م) عادت مدينة بغداد إلى أيدي الدولة العثمانية بعد أن بقيت تحت سيطرة الصفويين لنحو خمسة عشر عاماً.
ثورة فخر الدين المعني الثاني
كان فخر الدين المعني منفياً في فلورنسا لسنواتٍ طويلةٍ، وقد تأثّر بالنهضة الإيطاليّة، وبعد صدور عفو عنه عاد إلى الأراضي العثمانية، فقد كان أحد الوُلاة في الشام وتمكّن من سيطرته على الأراضي اللبنانية، ومن خلال خبرته التي قضاها في إيطاليا جهّز جيش مُسلّح بالأسلحة الإيطالية وجاء به خُبراء إيطالين، وفي إحدى المكتوبات التي رفعها لحُلفائه الإيطاليين عرض عليهم تسليم القدس وقبرص مُقابل حصوله على الحماية والدعم.
عندما كشف السلطان مُراد هذه المكتوبات أراد أن يقتله قبل أن يوقع بالبلاد، فتقدّم بجيشٍ ضخمٍ أكثر عدد وعُدّة من جيش فخر الدين، وانتهت الثورة بوقوع فخر الدين بالأَسْر، فقام السلطان العثماني بإصدار أمر بقتله مع ولدَيه.
وفاته
تُوفي السلطان مُراد الرابع بعدما تجاوز سن السابعة والعشرين بعد عودته من حملته المُظفرة في 9 من شباط عام 1640م، ولم يترك السلطان ولداً بسبب وفاتهم في سنّ مُبكرة، وتجدر الإشارة أنّ السلطان مُراد الرابع يُعدّ من أقوى سلاطين الدولة العثمانية لما له من إنجازاتٍ عظيمةٍ فيها خلال فترة حُكمه.