مراحل العلمانية وصورها
مراحل العلمانية
لقد مرّت العلمانية بمرحلتين منذ نشأتها، وهما كما يأتي:
المرحلة المعتدلة
تُعدّ المرحلة الأولى التي مرّت بها العلمانية منذ نشأتها في القرنين 17 و18، فكانت تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، ومع ذلك كان على الدولة أن تحمي الكنيسة، وفيما يتعلق بجباية ضرائبها، كما أنّها طالبت بإخضاع الدين إلى العقل، فتولد عن ذلك مذهب يعترف بوجود الله، لكنّه ينكر الوحي، ويؤمن بالصدفة وهو ما عُرف بمذهب الربوبيين، ومن أبرز أتباعه ودعاته: فولتير، وشفتسيري، وليسنج، و جان جاك روسو ، وديكارت.
المرحلة المادية
تعتبر المرحلة الماديّة هي المرحلة الثانية في العلمانيّة، والتي تعرف أيضاً بالثورة العلمانية، كانت شرارتها الأولى في القرن 19، والتي قامت على مبدأ إلغاء الدين بشكل كليّ وعدم الإيمان بالغيبيات، فهي تعرى أنّ الشيء المحسوس هو الموجود الحقيقي، فكان لزاماً على العلمانية أن تلغي الدين لتعلي من شأن السلطة المنفردة المتمثلة بالمجتمع والدولة و الأحزاب ، ومن أبرز أتباع هذه المرحلة ودعاتها: هيجيل، وكارل ماكس، وفيرباخ.
صور العلمانية
يوجد للعالمية صورتان رئيستان، كل صورة لها خصائصها ومميزاتها، وذلك كالآتي:
- العلمانية الملحدة
هي الصورة الأولى للعلمانية، وتقوم على مبدأ رفض وإنكار الدين، والأمور الغيبية، بحيث إنّها ترفضها بشكل كلي وقاطع، وتحارب كل من يدعو بذلك.
- العلمانية غير الملحدة
هي الصورة الثانية للعلمانية التي ترفض تدخّل الدين في شؤون الدولة وأمور الدنيا، ولكنّها تؤمن نظرياً بوجود الله.
مفهوم العلمانية
تعرف العلمانية بأنّها من المصطلحات التي ظهرت حديثاً، حيث ظهر هذا المصطلح في البداية كحلّ إجرائي لفض الخلافات والحروب الدينية التي نشبت خلال القرنين 16 و17، ثم تحوّلت إلى فكرٍ له أبعادٍ ومبادئ، والعلمانية تعتمد على فكرة جوهرية وهي فصل الدين عن الدولة، والكثير ممن سمعوا عنها اتخذوها منهجاً ومذهباً في طريقة عيشهم وحياتهم.
تعددت التعريفات حول العلمانية، فمنهم من قال إنّها اتجاه وفكر في الحياة يُعنى بالفصل بين المجتمع الديني و المجتمع المدني في نفس الدولة، فلا تتدخل الدولة في الأمور الدينية، ولا رجال الدين يتدخلون بأمور الدولة وشؤونها، كما تُعرّفها دائرة المعارف البريطانية بأنّها حركة اجتماعية هدفها أن يركز الناس جُلَّ اهتمامهم على الدنيا وشؤونها الحياتية، وإبعاد تفكيرهم عن الآخرة.
وتُعرّف دائرة المعارف الأمريكية العلمانيّة بأنّها الدنيوية وهي فصل الديانات السماوية عن النظام الأخلاقي القائم على الأخلاق الطبيعية، أمّا العلمانية كمصطلح فهي اتجاه يدعو إلى عيش الحياة والتمتع بها من دون تدخل الدين في ذلك، وكذلك عدم تدخله في حكم الدولة ونظامها السياسي ، وبذلك فهو اصطلاح لا يمت بأي صلة بالمذهب العلمي والعلم.
مبادئ العلمانية
للعلمانية مبادئ تقوم عليها، وهي كما يأتي:
- فصل الدين وما يتعلق به عن الدولة ومؤسساتها.
- ضمان حريّة الفرد بأداء عقيدته ودينه، دون أن يعتدي بذلك على الآخرين.
- تحقيق المساواة بين أصحاب المعتقدات الدينية، فلا تفاضل بينهم.