مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة
نظراً للنمو السكاني الذي تشهده المملكة العربية السعودية وما رافقه من طلب متزايد على موارد الطاقة الهيدروكربونية ( البترول ومشتقاته ) الناضبة، كان لا بدّ من إيجاد مصادر بديلة للطاقة، تتميّز بكونها متجددة وموثوقة ومستدامة لاستخدامها في توليد الكهرباء وتحلية المياه ، ممّا يضمن تقليل استهلاك المخزون الوطني من الوقود الأحفوري، وتقليل انبعاث الغازات المُسبّبة للاحتباس الحراري، ممّا يضمن استمرار إنتاج الكهرباء والمياه المُحلّاة في المستقبل، وهذا سينعكس إيجابياً على المواد الهيدروكربونية؛ حيث سيطول عمرها، وبهذا ستبقى مصدراً للدخل لفترة أطول.
وبناءً على ما سبق، صدر الأمر الملكيّ (أ/35) بتأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة (K.A. CARE) من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل السعود -رحمه الله- في تاريخ السابع عشر من شهر نيسان/أبريل من عام 2010م، وقد صدر الأمر الملكي بإنشائها بهدف ضمان مستقبل طاقة مُستدام للمملكة ، وذلك بإضافة الطاقة الذريّة والطاقة المتجددة إلى قائمة مصادر الطاقة لديها.
وتؤسّس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة نظاما متوازناً من الطاقة البديلة والطاقة التقليدية وهذا النظام المتوازن مهم استراتيجيا على المدى الطويل لضمان إزدهار وأمن الطاقة والحفاظ على دور المملكة العربية السعودية في سوق الطاقة العالمي، ناهيك عن دورها في خلق فرص استثمارية واعدة لشركات القطاع الخاص المحلية والدولية الأمر الذي ينعكس بدوره إيجابيا على الإقتصاد الوطني.
موقع مدينة الملك عبد الله
تقع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة على بعد 25 كم جنوب غرب العاصمة الرياض ضمن ما يعرف بالمدينة المستدامة وهي المقر المستقبلي للمدينة، ويتميز موقع المدينة بطبيعة جميلة وتضاريس متنوعة فريدة من نوعها، وتعتبر المدينة المستدامة الموطن الجديد لقطاع الطاقة الذرية والمتجددة في المملكة حيث ستشكل المكان المناسب لمن يبحث عن الابتكار والريادة والاستثمار في هذا المجال من خلال تقديم بيئة متكاملة تعزز الجانب الأكاديمي والتجاري، وتشكل عنصر جذب للكفاءات المحلية والعالمية، وتمتاز المدينة بوجود بنية تحتية وشبكة مواصلات والعديد من المرافق الصحية والترفيهية والتعليمية والمختبرات لتشكل نموذجا يحتدى به وإضافة نوعية للمملكة.
أهداف مدينة الملك عبد الله
تم تأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لتحقيق مجموعة من الأهداف نذكر منها:
- المساهمة في التنمية المستدامة في المملكة بإستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية مما ينعكس على مستوى المعيشة ونوعية الحياة في المملكة.
- دعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات اختصاصاتها.
- تحديد وتنسيق نشاطات مؤسسات ومراكز البحوث العلمية في المملكة في مجال الطاقة الذرية والمتجددة وتنظيم المؤتمرات المحلية والمشاركة في المؤتمرات الدولية.
- تحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجال الطاقة الذرية والمتجددة من أجل بناء قاعدة علمية تقنية في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة وفي المجالات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية.
- العمل على تطوير الكفاءات العلمية الوطنية في المجالات المتخصصة بها.
مهام مدينة الملك عبد الله
يتضمن الأمر الملكي الخاص بإنشاء المدينة مجموعة من المهام المناطة بالمدينة نذكر منها:
- اقتراح الساسيات الوطنية للطاقة الذرية والمتجددة ووضع الخطة والاستراتجية اللازمة لتنفيذها واقتراح الأنظمة واللوائح ذات الصلة.
- تنفيذ برامج بحوث علمية تطبيقية في مجال اختصاصاتها سواء بمفردها أو بالإشتراك مع الغير في داخل المملكة وخارجها.
- تحفيز القطاع الخاص لتطوير بحوث المنتجات الطبية والزراعية والصناعية والتعدينية وتوليد الطاقة والمياه المحلاة وترشيد استخدامات الطاقة للمحافظة على الموارد ورفع من كفاءة استخدامها.
- تطوير الكفاءات اللازمة للقيام بإعداد وتنفيذ برامج البحوث العلمية من خلال تقديم المنح الدراسية والبرامج التدريبية.
- إصدار التنظيمات الخاصة بالوقاية من أخطار الإشعاعات الذرية بالنسبة للعاملين المتخصصين وبالنسبة للجمهور.
- تمثيل المملكة أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة .
- تشجيع البحوث التي يجريها الأفراد والمؤسسات والهيئات المعنية في الجامعات ومراكز البحوث في المملكة من خلال تقديم المساعدات المالية والتسهيلات والخبراء والمواد اللازمة للقيام بهذه البحوث.
- إنشاء المعاهد اللازمة لتدريب الأخصائيين في مجالات النشاط الذري والوقاية الصحية.
- إنشاء وإدارة المشاريع المنفصلة أو المشتركة مع الغير بما يحقق أغراضها.
- التعاون مع المؤسسات والمنظمات المماثلة في الدول الأخرى والمنظمات الدولية ومراكز البحوث العالمية.
مشاريع مدينة الملك عبد الله
تشمل مشاريع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية، ما يأتي:
- أطلس مصادر الطاقة المتجددة: تقوم فكرة المشروع على توفير دليل لقياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة ليتم إستخدامه من قبل مراكز البحوث والجامعات وأصحاب المشاريع والمهتمين في هذا الإطار. حيث سوف يتم إنشاء العديد من محطات الرصد بما لا يقل عن 100 محطة موزعة على كافة أنحاء المملكة بشكل علمي مدروس ودقيق لجمع المعلومات المناخية والجوية لتحديد موارد الطاقة المتجددة وتشكل فيما بعد قاعدة بيانات يستفاد منها لأغراض البحوث وتطوير المشاريع، وتأتي أهمية هذا المشروع كونه يوفر الوسيلة العلمية الصحيحة لقياس مصادر الطاقة المتجددة في المملكة وفق برنامج طويل الأمد، ويترتب عليه ضرورة تحديد الإحتياجات الأولية وفهم طبيعة الموارد المتجددة التي تملكها المملكة مما ينعكس بشكل مباشر على الدراسات الفنية ودراسات الجدوى الإقتصادية للمشاريع المستقبلية، وسوف يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع المختبر الوطني للطاقة المتجددة ومعهد باتيل موميريال للأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الجهات الوطنية في المملكة.
- جهة استثمارية ذات غرض خاص بالطاقة النووية: تتلخص فكرة هذا المشروع بالقيام بدراسة متخصصة لتكوين جهة استثمارية ذات غرض خاص لها ميزانية وإعتبارات قانونية مستقلة تكون من مسؤولياتها بناء محطات الطاقة النووية وتشغيلها وفق أعلى معايير السلامة وبالإستعانة بالخبرات العالمية. وتتطلع الدراسة إلى أن تكون هذه الجهة أحد أدوات توطين علوم وصناعات الطاقة النووية في المملكة، ومن أهداف إنشاء هذه الجهة أن تكون الذراع التجاري للمملكة في المشاريع المتعلقة بالطاقة الذرية وستكون هي الشريك المحلي لمشاريع الطاقة النووية والأبحاث في المملكة، تكون مرجيعيتها في ذلك الهيئة السعودية لتنظيم الطاقة الذرية.
- دراسة تأثير ربط محطات الطاقة المستدامة بالشبكة الكهربائية السعودية: يهدف هذا المشروع إلى توحيد الجهود والخطط الإستراتيجية الرامية إلى تطوير شبكة الكهرباء بالمملكة وإزالة المعوقات المتعلقة بإدخال الطاقة المتجددة والمستدامة ضمن منظومة الطاقة في المملكة بما يخدم الإستراتيجية الوطنية للطاقة، وتقوم المدينة بهذه الدراسة بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء، وشركة نقل الطاقة السعودية، ووزارة المياه والكهرياء، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، والعديد من الجهات ذات العلاقة، ونتج عن هذا المشروع العديد من فرق العمل الفعالة والورش والزيارات الرسمية الدولية بما يخدم غاية هذه الدراسة.