مدينة أمستردام في هولندا
مدينة أمستردام
تقع مدينة أمستردام (بالإنجليزية: Amsterdam) الهولنديّة في مقاطعة شمال هولندا، وقد تأسست أواخر القرن الثاني عشر كقرية صغيرة لصيد الأسماك عند مصب نهر أمستل، وتُعتبر العاصمة والمركز التجاري والمالي الرئيسي لهولندا ، إضافةً إلى كونها مركزاً ثقافياً رائداً؛ لما تملكه من جامعات، وأكاديميات، ومعاهد بحثية، إلى جانب أكثر من أربعين متحفاً، والعديد من المسارح، وأماكن الترفيه.
ولمعرفة مزيد من المعلومات عن أمستردام العاصمة، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة هولندا
جغرافية أمستردام
تقع أمستردام جغرافياً على ضفاف نهري أمستل (Amstel) وشينكل (Schinkel) وخليج آي جي (The Bay IJ)، وتُعتبر المناطق الحضريّة من المدينة أراضي مُستصلحةً من البحر أو ما يُعرف بالبُلْدر (بالإنجليزية: Polders)، ومنها المناطق الآتية: ألسمير (Aalsmeer)، وبايلمرمير (Bijlmermeer)، وهارلمرمير (Haarlemmermeer)، ووترجرافسمير (Watergraafsmeer)، وتنقسم المدينة من خلال شبكة قنواتها إلى حوالي 90 جزيرة؛ لذا فهي تضم ما يُقارب 1300 جسر.
مناخ أمستردام
تتمتع أمستردام بمناخ معتدل بشكل عام، ويتأثّر الطقس في المدينة بشكل كبير بقربها من بحر الشمال والرياح الشمالية الغربية، ففي فصل الشتاء تصل درجات الحرارة إلى 0.5 درجة مئوية في شهر كانون الثاني، كما تتأثّر أمستردام بموجات الصقيع من خلال الرياح الشرقية والرياح الشمالية الشرقية التي تهب من القارة الأوروبية من مناطق إسكندنافيا، وسيبيريا، وروسيا ، ويبلغ متوسط الهطول المطري فيها أقل من 760 ملم في السنة، يهطل معظمه على شكل رذاذ أو أمطار خفيفة، وفي الأشهر الباردة من تشرين الأول حتّى آذار تكون أغلب الأيام غائمةً ورطبةً، أمّا فصل الصيف فهو دافئ ونادراً ما يكون حارّاً، حيث تصل درجة الحرارة إلى 21.4 درجة مئوية في شهر تمّوز.
ديموغرافية أمستردام
تُعتبر مدينة أمستردام أكثر المدن اكتظاظاً في هولندا بعدد سكّان بلغ 1,148,972، وكثافة سكّانيّة بلغت 5,265 لكلّ كم في عام 2020م، إذ بلغت نسبة الزيادة السنوية لعدد السكان 1.21% حيث تمّ قياسها من عام 2015م حتّى عام 2020م، وتُقدّر مساحة المدينة بـ 166كم، يتوزّع فيها التركيب العرقي بين 46.6% من الأصول الهولنديّة، و53.4% من الأصول الأجنبيّة، 35% منهم من أصول غير غربيّة يتشكّلون من أربع مجموعات رئيسة من أماكن مختلفة، مثل: سورينام، وجزر الأنتيل، وتركيا ، والمغرب، ويتركّزون في أحياء معيّنة من المدينة، كما تضم أمستردام 176 جنسيةً مختلفةً الأمر الذي يجعلها واحدةً من أكثر المدن تنوّعاً ثقافيّاً في العالم.
تُعتبر اللغة الهولنديّة اللغة الرسمية في المدينة، تليها في المرتبة الثانية اللغة الإنجليزية، كما تُعتبر اللغة اليديشية الغربية (بالإنجليزية: West-Yiddish) اللغة العاميّة في المدينة وهي لغة المستوطنين الأوائل من ألمانيا، كما تُعدُّ الديانة المسيحية الديانة الأكثر انتشاراً فيها، تليها الديانة الإسلاميّة، كما أنّ 41% من السكّان لا ينتمون إلى أيّة ديانة.
الاقتصاد في أمستردام
تُعتبر مدينة أمستردام أكبر مركز مالي واقتصادي في هولندا، إضافةً إلى كونها مركزاً مهمّاً لتوزيع سِلَع التجزئة، ويعتمد الاقتصاد المحلي فيها بشكل كبير على الخدمات، وتقتصر العائدات المُستمدة من الصناعة على نسبة قليلة تُقدّر بـ 10%، كما تتخصص المدينة في الإعلام، والفنون والتصميم، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتجارة، والخدمات اللوجستية، والنقل.
يُعدُّ النظام الاقتصاديّ في أمستردام واحداً من أسرع خمسة أنظمة اقتصاديّة نمواً في أوروبا ، حيثُ يصل إجمالي الناتج المحلي إلى 170 مليار دولار أمريكي، كما تحتل المدينة المرتبة الخامسة كأفضل المدن الأوروبية لإنشاء أعمال تجارية دولية فيها، إضافةً إلى احتلالها المرتبة العاشرة فيما يتعلّق بالحيوية الاقتصادية والقدرة التنافسية على المؤشر العالمي للمدن الذكية والمعيشة لعام 2018م (بالإنجليزية: 2018 Global Liveable and Smart Cities Index)، بالإضافة إلى استضافتها للعديد من مقرّات الشركات الوطنية والدولية والبنوك، وبمقارنة الرواتب بين مدينة أمستردام وبقيّة مدن هولندا فإنّ الرواتب فيها تزيد بنسبة 10٪ عن باقي المدن، حيث يبلغ الدخل الشهري للفرد فيها 11,500 يورو شهرياً، ويتراوح متوسط الرواتب فيها بين 1,850 يورو كحدٍّ أدنى للرواتب و49,600 يورو وأكثر كحدٍّ أعلى.
الصناعة والتجارة في أمستردام
تُمثّل أمستردام موقعاً مهمّاً للصناعات الرئيسية، مثل: الخدمات المصرفية، وتجارة الماس ، والخدمات المالية، والتكنولوجيا، كما يُشكّل قطاع التجارة الدولية والنقل نسبة 20% من العمالة في المدينة، ويُعتبر أكثر القطاعات تأثيراً في الاقتصاد المحلي في المدينة، وتُساهم عدّة عوامل في جعل أمستردام موقعاً شهيراً لإنشاء الأعمال التجارية الدولية، مثل: سهولة الوصول إليها، ومخزونها الثقافي الغني، وثقافتها العالميّة، واللمسة المعمارية التي تبعث الراحة في النفس والناتجة عن غياب المباني الشاهقة والطرق السريعة متعدّدة المسارات.
تُعتبر مدينة أمستردام عنصراً جاذباً لما يُقارب خُمس الاستثمارات الأمريكية واليابانية في أوروبا، إضافةً إلى وجود مقرّات جميع البنوك الهولندية الرئيسية فيها، بالإضافة إلى وجود مكاتب لستّين بنك أجنبي، وكذلك الحال بالنسبة للبورصة الأوروبية والفرع الهولندي لبورصة يورونكست (Euronext) للأوراق المالية، كما ساهم ميناء المدينة بالإضافة إلى خطوط النقل البري والجوي الممتازة في الحفاظ على أهميتها كمركز للتجارة الإقليمية والدولية.
النظام التعليمي في أمستردام
يملك النظام التعليمي الهولندي معايير عاليةً للغاية ممّا يجعل نسبةً قليلةً من الطلاب تلتحق بالمدارس الخاصّة، ويُقسم التعليم في هولندا إلى ثلاثة أنواع، هي: التعليم العام (بالإنجليزية: Public education)، والتعليم الخاص (بالإنجليزية: Private education)، والتعليم المُخصص (بالإنجليزية: Special education)، حيث تُشرف خدمة مراقبة المدارس على التعليم وتراقب جودته، ويُميّز المدارس الحكوميّة أنها تتلقّى تمويلاً ودعماً حكومياً لا تتلقّاه المدارس الخاصّة، وتملك الدولة قانون التعليم الإلزامي الذي يُلزم الأهل بتسجيل أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة إلى الثامنة عشر في المدارس.
تبدأ مراحل التعليم بالحضانات ورياض الأطفال لتحضير الطلاب لدخول المدارس وتكون من عمر سنتين ونصف حتّى أربع سنوات، تليها المدارس الابتدائية التي يبلغ عددها 218 مدرسةً في أمستردام، ثمّ المدارس الإعدادية التي يبلغ عددها 67 مدرسةً في أمستردام، إضافةً إلى مدارس دولية تُعطى فيها الدروس باللغة الإنجليزية للتسهيل على السكّان الأجانب أو غير الناطقين باللغة الهولنديّة، كما تضمّ المدينة العديد من الجامعات المُهمّة مثل جامعة أمستردام (بالإنجليزية: University of Amsterdam) التي تأسست في عام 1632م، والجامعة الحرّة (بالإنجليزية: Free University) التي تأسست في عام 1880م.
الثقافة والفن في أمستردام
تُعدّ مدينة أمستردام مركزاً للفنون، فهي تضمّ حوالي 40 متحفاً تجذب ما يُقارب 4 ملايين زائر، وتضمّ هذه المتاحف القطع الفنيّة القديمة والمعاصرة في نفس الوقت، ومن هذه المتاحف: متحف ريكز، ومتحف فان جوخ، وبيت آن فرانك، والمتحف البحري الهولندي، وبيت رامبرانت، كما تضمّ المدينة أكثر من 200 مكان للأداء الحيّ للعروض من قِبل شركات الباليه وشركات الأوبرا الوطنية والأوركسترا، ومن أشهرها مبنى الحفلات (Concertgebouw)، كما تضم المدينة العديد من الأكاديميات والمعاهد الموسيقية.
تُعتبر الهندسة المعمارية للمدينة بشكل عامّ مصدر جذب للعديد من السياح، خاصةً القصور الرائعة على جانب القناة، كما أنّها تضمّ العديد من المعالم التاريخية مثل القصر الملكي، وتلعب الفنون دوراً اقتصاديّاً مُهماً في أمستردام حيثُ توظّف الآلاف من الناس وتُدرّ ما يُقارب المليار دولار من الإيرادات سنوياً، إضافةً إلى ذلك هناك أكثر من 100 صالة عرض و40 متنزهاً رياضيّاً ونوادي لكلّ رياضة تقريباً وأكثر من 250 ملعباً للتنس في الهواء الطلق، وتُعدّ ساحة أمستردام (بالإنجليزية: Amsterdam Arena) موطن نادي أياكس لكرة القدم، كما تضم المدينة استاداً أولمبيّاً ذا مستوى عالمي، وهناك العديد من الأماكن الترفيهيّة في أمستردام، مثل: غابات أمستردام وبحيرة سلوتر في مركز الضواحي الغربية.
وسائل النقل في أمستردام
تمتلك مدينة أمستردام نظام نقل ومواصلات ممتاز يتمثّل بالسكك الحديدية، والقنوات المائية، والطرق، والخطوط الجويّة، ويُعدّ مطار سخيبول (Schiphol Airport) أكثر المطارات ازدحاماً بين مطارات أوروبا، كما يُعتبر ميناء أمستردام من أهمّ الموانئ وأكثرها حيويّةً في أوروبا، وتُعدّ مدينة أمستردام من أكثر المدن التي تحتوي على الدرّاجات، حيثُ تمتلك حوالي 700,000 دراجة، وتحتوي معظم الشوارع الرئيسية فيها على مسارات للدراجات وأماكن مخصصة لركنها.
السياحة في أمستردام
تتميّز مدينة أمستردام بمناطقها التاريخيّة الجاذبة للسيّاح، وتنامت السياحة في المدينة بشكل سريع مُقارنةً بالأعوام الماضية، حيثُ استقبلت المدينة 18 مليون زائر في عام 2018م، ويُمثّل ذلك ارتفاعاً بنسبة 13٪ مقارنةً بعام 2017م، حيثُ احتلّت المدينة المركز الثالث من ناحية عدد الزوار في أوروبا بعد مدينة فلورنسا ومدينة بروكسل، ومن المتوقع أن يصل عدد زوّار المدينة في عام 2030م إلى 42 مليون زائر، ويُعدّ شهر نيسان وشهر أيلول وشهر تشرين الثاني من أفضل الشهور لزيارة مدينة أمستردام، وعلى الرغم من ذلك فإنّ زيارتها مُمتعة على مدار السنة، وهناك العديد من الأماكن السياحيّة التي يُمكن للزوّار الذهاب إليها؛ كالمتاحف، والحدائق، والساحات، والمكتبات، والكنائس، إضافةً إلى معالم أخرى، ومن أشهر الأماكن السياحيّة التي يُمكن للزوّار زيارتها في المدينة ما يأتي:
- القنوات المائيّة: (بالإنجليزية: The Canal Belt) تُحيط أربع قنوات مائية بوسط المدينة، وتعود للقرن السابع عشر، وقد سُجّلت كموقع للتراث العالمي لليونسكو ، ويُمكن للزائر أن يتمتّع بالتجوّل فيها باستخدام القوارب لمشاهدة باقي معالم المدينة التي تعود إلى العصر الذهبي في أمستردام، كما يُمكنه المرور بالمقاهي والمطاعم العديدة الموجودة على جانبيّ القناة.
- متحف ستيديليك: (بالإنجليزية: Stedelijk Museum) يضمّ المُتحف أعمالاً فنيّة تعود إلى عام 1870م، لبيكاسو ، ومونيه، وماتيس، وروثكو، ودي كوننغ، وغيرهم، كما يُمكن للعائلات المُشاركة في الأنشطة العملية في مختبر رابو (بالإنجليزية: Rabo Lab)، وخلال الأوقات المزدحمة يُمكن للزائر شراء تذاكر خاصّةً لتجنّب الوقوف في الطابور.
- حديقة فونديل: (بالإنجليزية: Vondelpark) تفصل الحديقة بين حيّين من أحياء أمستردام، وتُعدّ من أجمل المساحات الخضراء في المدينة للتنزه أو ركوب الدراجة، وتتميّز بمروجها المريحة وبركها ومساراتها المتعرّجة، بالإضافة إلى المقاهي والملاعب والمسرح الموجود في الهواء الطلق، ويُمكن أن يتمتع الزائر بمُشاهدة 69 منحوتةً موزّعةً داخل الحديقة إحداها من تصميم الفنان بيكاسو.
- كنيسة أودي كيرك: (بالإنجليزية: Oude Kerk Church) بُنيت هذه الكنيسة عام 1306م، وتُعدّ أقدم مبنى في مدينة أمستردام، وتتميّز بنوافذها الزجاجية الملونة الرائعة، وأعمدتها المُزخرفة، وسقفها المذهّب، وتمتلك الكنيسة أقدم جرس في المدينة، كما تمتلك اسطبلات مزخرفة.
- حديقة حيوانات أرتيس أمستردام الملكية: (بالإنجليزية: ARTIS Amsterdam Royal Zoo) تُعدّ هذه الحديقة أقدم حديقة حيوان في أوروبا، وتحتوي على أكثر من 900 نوع من الحيوانات، وتضمّ متحفاً وحوضاً مائيّاً وقبةً سماويةً، عدا عن المناظر الطبيعية الخلّابة فيها.
- متحف بيت رامبرانت: (بالإنجليزية: Rembrandt House Museum) وهو منزل من ثلاثة طوابق سكنه الفنان رامبرانت فان راين عام 1639م لمدّة 19 عاماً، حيث يضم المتحف غرفة معيشة الفنان وغرفة نومه ومجموعة من أعماله الفنية الرائعة.
وللتعرّف إلى دولة هولندا يمكنك قراءة مقال معلومات عن هولندا