مدح حسان بن ثابت لعائشة رضي الله عنها
حسّان بن ثابت
هو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري اليثربي (أبو الوليد)، صحابيّ جليل وشاعر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وله ديوان شعري، حيث كان يحارب بلسانه من خلال قصائده الشعرية، وتوفي عام 54 هجري.
سبب مدح حسّان بن ثابت لعائشة أم المؤمنين
عندما وقعت حادثة الإفك وتكلّم المنافقون عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- واتّهموها في عرضها، كان من بين الذين تكلّموا أيضاً بعض المؤمنين الصادقين الذين لم يقصدوا الطعن بها بل أعادوا ترديد ما قيل عنها فقط، وكان من بين هؤلاء الصحابي حسان بن ثابت -رضي الله عنه-، حيث وتعبيراً عن ندمه وتوبته قام بمدحها وذكر محاسنها وعفّتها من خلال قصيدة كتبها بها، كما وأخبر التّابعي مسروق بن الأجدع عن سماعه وأصحابه لقصيدة المدح هذه، وذلك في الحديث النبوي الشريف التي روته عائشة -رضي الله عنها-.
- دَخَلْنَا علَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وعِنْدَهَا حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُهَا شِعْرًا يُشَبِّبُ بأَبْيَاتٍ له، وقالَ: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ برِيبَةٍ*** وتُصْبِحُ غَرْثَى مِن لُحُومِ الغَوَافِلِ فَقالَتْ له عَائِشَةُ: لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذلكَ. قالَ مَسْرُوقٌ: فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَأْذَنِينَ له أنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ؟ وقدْ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور: 11]؟ فَقالَتْ: وأَيُّ عَذَابٍ أشَدُّ مِنَ العَمَى؟ قالَتْ له: إنَّه كانَ يُنَافِحُ -أوْ يُهَاجِي- عن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
قصيدة مدح حسّان بن ثابت لعائشة رضي الله عنها
فيما يأتي نص القصيدة:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزِنُّ بِريبَةٍ
- وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
عَقيلَةُ حَيٍّ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
- كِرامِ المَساعي مَجدُهُم غَيرُ زائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خَيمَها
- وَطَهَّرَها مِن كُلِّ سورٍ وَباطِلِ
فَإِن كُنتُ قَد قُلتُ الَّذي قَد زَعَمتُمُ
- فَلا رَفَعَت صَوتي إِلَيَّ أَنامِلي
فَكَيفَ وَوِدّي ما حَيِيتُ وَنُصرَتي
- لِآلِ رَسولِ اللَهِ زَينِ المَحافِلِ
لَهُ رَتَبٍ عالٍ عَلى الناسِ كُلِّهِم
- تَقاصَرُ عَنهُ سَورَةَ المُتَطاوِلِ
فَإِنَّ الَذي قَد قيلَ لَيسَ بِلائِطٍ
- وَلَكِنَّهُ قَولُ اِمرِئٍ بِيَ ماحِلِ
فضل الصحابيّ حسّان بن ثابت في الإسلام
لقد ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث عديدة توضّح مكانة وفضل الصحابيّ الجليل حسّان بن ثابت، حيث أن الله عز وجل أيّده بروح القدس، وتالياً بعض من هذه الأحاديث الشريفة:
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنه كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يَضعُ لحسَّانَ مِنبرًا في المسجدِ يقومُ علَيهِ قائمًا يفاخرُ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أو قالَ: يُنافِحُ عن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ويقولُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ يؤيِّدُ حسَّانَ برُوحِ القدُسِ، ما يُفاخرُ، أو يُنافحُ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ.
- عن أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ الأنْصَارِيَّ، يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هلْ سَمِعْتَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: يا حَسَّانُ أَجِبْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.