متى يقال دعاء الإستفتاح
وقت قراءة دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح هو الدعاء الذي يَستفتح به المسلم صلاته، وهو بمثابة المقدمة للصلاة، أما بالنسبة لموطن دعاء الاستفتاح في الصلاة فهو بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة، وهذا رأي جمهور الصحابة والتابعين والعلماء، وخالف ذلك الإمام مالك فقال إنّ المصلّي يبدأ بعد تكبيرة الإحرام مباشرة بقراءة الفاتحة دون أن يقرأ دعاء الاستفتاح.
صيغ دعاء الاستفتاح
ثبت في السنة النبوية عدّة صيغ للاستفتاح كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو بها في بداية صلاته، وفيما يأتي ذكرها:
- (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، ولَا إلَهَ غَيْرُكَ).
- (وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كَبَّرَ في الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، ما تَقُولُ؟ قالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ).
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتح في صلاة تهجّده بهذا الدعاء: (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
حكم دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح سنّة من سنن الصلوات سواء كانت فرضاً أم نافلة، واستدلّ العلماء على سنّيّة دعاء الاستفتاح بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما علّم الصلاة للرجل الذي أساء فيها لم يذكر له دعاء الاستفتاح، أما المالكية فيرون عدم مشروعيته، وفي رواية عن الإمام مالك قال إنّ ذلك يُشرع في النافلة دون الفريضة.
كما أنّ سكوت النبيّ بعد تكبيرة الإحرام وسؤال الصحابة له عن ذلك يدلّ على عدم وجوبه، إذ لو كان واجباً لعلّمهم إياه ابتداءً، ففي الحديث: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كَبَّرَ في الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، ما تَقُولُ؟ قالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ...).
وعلى ذلك فمن نسي قراءة دعاء الاستفتاح فلا شيء عليه، ولا يسجد للسهو؛ لأنّه سنة وليس بواجب، فيسقط عنه ذلك الدعاء بمجرّد البدء بقراءة سورة الفاتحة، ولا يُطالب بالإتيان به بعد ذلك حتى وإن تذكّره فيما بعد.