متى كانت غزوة مؤتة
غزوة مؤتة
وقعت غزوة مؤتة في العام الثامن من الهجرة النبوية، وكانت مقدمةً لفتح بلاد النصارى، وكان سبب المعركة أنّ رسول عليه الصلاة والسلام أرسل الحارث بن عمير الأزدي برسالة إلى ملك الروم، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وقتله، وكان قتل الرسل من أفظع الجرائم؛ لأنّها بمثابة إعلان للحرب، فغضب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقام بتجهيز جيشٍ عدده ثلاثة آلاف مقاتل، وعين زيد بن حارثة عليهم، وقال عليه السلام: (إنْ قُتِلَ زيدٌ فجعفرٌ، وإن قُتِلَ جعفرٌ فعبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ)، وأمرهم أن يذهبوا إلى مكان مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من يتواجد هناك إلى الإسلام.
أحداث غزوة مؤتة
عين الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أمراء على الجيش الذي قام بتجهيزه، وهم زيد، وجعفر، وعبدالله بن رواحة، ثمّ خرج الجيش وتحرك باتجاه الشمال، حيث وصلت إليهم معلومات استخباراتية تخبرهم بوجود هرقل في أرض البلقاء، ومعه مائتي ألف مقاتل من الروم والقبائل المجاورة لهم، لم يتوقع المسلمون أن يكون عدد الروم بهذا الحجم، فاحتاروا في الأمر وأمضوا ليلتين يفكرون في الموضوع ويتشاورون فيما بينهم، فمنهم من اقترح بأن يرسلوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويخبروه بعدد العدو فيأمرهم بما يفعلوا بهذا الشأن، ولكنّ عبد الله بن رواحة عارض ذلك بشدة؛ لأنّه كان تواقاً للشهادة في سبيل الله، وفي النهاية استقروا على رأي عبدالله بن رواحة رضي الله عنه.
تحرك المسلمون إلى مؤتة وعسكروا هناك، وتجهزوا لقتال العدو، وبدأ القتال فكان ثلاثة الآف رجل يقاتلون مائتي ألف مقاتل، وقاتل المسلمون ببسالةٍ كبيرة، واستشهد الأمراء الثلاثة، فتسلم خالد بن الوليد الراية، وقاتل بضراوة كبيرة حتّى تكسرت تسعة سيوف في يده من شدّة القتال، واستمر المسلمون في القتال بشجاعةٍ وبروحٍ معنوية عالية، وقام خالد بن الوليد بوضع خطةٍ في اليوم الثاني للمعركة حتّى يخلص المسلمين من العدو.
قام خالد بن الوليد بتغيير أوضاع الجيش من جديد، فجعل من كان في الميمنة في الميسرة، ومن كان في الميسرة جعله في الميمنة، ومن كان في المقدمة جعله في نهاية الجيش ومن كان في النهاية جهله في المقدمة، ولما رأى الأعداء ذلك ظنوا بأنّ المسلمين قد جاءهم الدعم، فخافوا، وعندما تجدد القتال تراجع خالد بالمسلمين قليلاً، فظن الروم بأنّ المسلمين يخدعونهم ويريدون سحبهم للقتال في الصحراء؛ ليسهل عليهم تفريق الروم، فلم يطاردوهم خوفاً من الخدعة التي ظنوا بأنّ المسلمين خططوا لها، وبهذا نجح خالد بن الوليد رضي الله عنه في إنقاذ المسلمين حتّى عادوا إلى المدينة سالمين، ولم يستشهد منهم غير اثنا عشر رجلاً ، أمّا الرومان فكان عدد قتلاهم كبير.
نتائج غزوة مؤتة
اختلفت الروايات بشأن نتيجة المعركة فالبعض قال بأنّ النصر كان للمسلمين، والبعض الآخر قال بأنّه للروم، ولكنّ الفريق الثالث قال بأنّ الطرفين قد انسحبوا، وكان من نتائج غزوة مؤتة سيطرة البيزنطيين على مناطق في شرق نهر الأردن، وذلك من أجل الآتي:
- المحافظة على فلسطين.
- الاستجابة لمطالب السكان الذين طالبوا بالحماية.
- حماية الحجاج النصارى في بيت المقدس وجبل نبو.
- تأمين طرق التجارة مع البدو وسكان سواحل البحر الأحمر.
أثار هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، ودفعه إلى اتخاذ قرار لإرسال حملة إلى تبوك في شمال الحجاز وواحة دومة الجندل.