مبادئ المنطق الأرسطي
مبادئ المنطق الأرسطي
يُطلق عليه المنطق الأرسطي نسبة لأرسطو اليوناني تلميذ أفلاطون ، وينسب إليه علم المنطق بوصفه علم الآلة التي تحفظ العقل من الوقوع في الزلات والأخطاء، فأرسطو يرى أن العقل قوة ذهنية ذات مبادئ قبلية وكلية ينتج ويؤسس من خلالها المعرفة التي تصل إلى حد التيقن.وفيما يأتي توضيح المبادئ الأساسية للمنطق الأرسطي، والتي يطلق عليها أحيانًا مبادئ العقل، ومبادئ الحجة والاستدلال، ومبادئ التفكير:
مبدأ الهوية
يقضي هذا المبدأ أن الشيء هو هو، لا يمكن أن يكون إلا هو، أي أن الشيء مطابق لذاته، ووجود هذا المبدأ يجعلنا نعتقد أن لكل شيء هوية تميزه من الأشياء المختلفة، فلا يكون الشيء ذي هوية، إلا أن يكون هو هو، أو هو إياه، وليس له أن يكون شيئًا سواه، وبصورة أخرى يعني هذا المبدأ أنه لا يمكننا استخدام نفس المصطلح في نفس الخطاب مع جعله يشير إلى معنى أو معانٍ مختلفة دون أن نكون متعمدين إحداث الغموض في الخطاب.
جوتفريد فيلهلم لايبنتز يرى أن مبدأ أو قانون الهوية الذي يقصد به "أن كل شيء هو ما هو عليه" -نحو أن يُقال: "كل ما هو أبيض هو أبيض"- هو أول حقيقة بدائية اعتمد عليها العقل، وهو ما جعل العقل يفكر بأنه إذا كان لدينا كائنان يمتلكان نفس الخصائص فإنهما في الواقع شيء واحد أو نفس الشيء.
مبدأ عدم التناقض
ينطوي مبدأ عدم التناقض على أن النقيضين لا يجتمعان، فالشيء لا يكون ذاته وغير ذاته،إذ يقول أرسطو إننا لولا امتلاكنا مبدأ عدم التناقض لما تمكنا من معرفة أي شيء عرفناه أو نعرفه، ومن المفترض أن لا نتمكن من تحديد موضوع أي من العلوم الخاصة، على سبيل المثال علم الأحياء أو الرياضيات.
ولن نتمكن من تمييز ماهية الشيء، على سبيل المثال هل هو كائن بشري أو حيوان كالأرنب، وما هو شكله، هل هو شاحب أو أبيض، وسيكون من المستحيل رسم تمييز بين الجوهر والصدفة أو العَرَض، وعدم القدرة على رسم الفروق عادةً يجعل المناقشة العقلانية مستحيلة، وفقًا لأرسطو، فمبدأ عدم التناقض هو من أهم مبادئ البحث العلمي .
وتنص نسخة أفلاطون من قانون عدم التناقض على أن "الشيء نفسه لا يمكن أن يتصرف أو يُتَصرف فيه في نفس الجزء، أو فيما يتعلق بنفس الشيء وفي نفس الوقت، بطرق معاكسة".
مبدأ الثالث المرفوع
يقضي هذا المبدأ أنه لا وجود لحد وسط بين نقيضين، فالشيء إما أن يكون أو لا يكون، ولا يوجد خيار ثالث،وخير مثال عليه أن نقول: زيد حي، وزيد ميت، فهذان خبران متناقضان عن زيد فإن صح الأول بطل الثاني حتمًا، وليس هناك مكان لاحتمال ثالث، ويمكن تلخيص قانون الثالث المرفوع بعبارة "لا خيار ثالث"، إذا كنا نعبر عن جملتين متناقضتين بشأن نفس الموضوع أو مجموعة من الأشياء، فيكون لدينا واحدة من هذه الجمل صحيحة، والأخرى لا.
وأبسط مثال على الثالث المرفوع أن يُقال "هذا الشيء هو الأبيض" و"هذا الشيء ليس أبيض"، فقد ظهر هذا المبدأ عندما بدأ المتلقي يشعر ببعض المشاعر المعاكسة عن الأشياء نفسها، وفي وقت واحد، وبنفس الشروط.