مبادئ المذهب العقلي
مبادئ المذهب العقلي
يعتمد المذهب العقلي على مجموعة من المبادئ الأساسية، وهو منهج فلسفي ظهر في القرن السابع عشر تبناه عدد من الفلاسفة والعلماء يؤكد على أن العقل هو أساس المعرفة وطريق الوصول إليها دون حاجة لاستعمال الحواس، وهو ما يخالف المناهج الفلسفية الأخرى، ومن أهم مبادئه:
- تكتسب المعرفة البشرية عن طريق استعمال العقل دون الحاجة للتجربة أو الاعتماد على الحواس.
- المعرفة الناتجة عن الحواس والمشاعر معرفة مضللة، والعقل هو الطريق الوحيد للوصول للحقائق.
- الواقع من حولنا مبني بطريقة واضحة وعقلانية يسهل اكتشافه والتعرف عليه وتفسيره بالاعتماد على القوانين العلمية.
- الأفكار مرتبة في العقل البشري بطريقة فطرية تقوم على مبدأي الجوهر والسببية.
- علم الرياضيات هو العلم المثالي لتفسير كافة الافتراضات العلمية وتأكيدها بنظريات أو قوانين علمية.
- الحدس هو شكل من أشكال البصيرة أو المعرفة النابعة من الداخل في تفسير الأشياء، فيظهر الحدس كأنه إيمان حقيقي.
- الاستنتاج هو عملية نحصل منها على المعرفة بناءً على وجود مقدمة منطقية يمكن الاستخلاص منها بتوفر أدلة صحيحة.
- استخدام الحدس والاستنتاج معًا يوفران معرفة مستقلة تعتبر نوع من أنواع الذكاء والبداهة.
- التجارب ليست وسيلة للوصول للمعرفة إنما تساهم في إيصال معلومات فطرية إلى الوعي أو ما يعرف بالمعرفة الفطرية المنقولة من وجود سابق وفقًا لبعض الفلاسفة.
- كل ما نتخيله هو صحيح مما يعني وصول الحدس الشخصي لمنزلة الإيمان غير القابل للشك.
- المعرفة الفطرية تتفوق على المعرفة المكتسبة عن طريق التجربة والخبرات.
المذهب العقلي
ناقش المذهب العقلي العديد من المفاهيم في مجالاتٍ مختلفة أهمها:
الإدراك
عارضت العقلانية مبدأ علم النفس الذي يؤكد تطور السلوك والأفكار خلال مرحلة الطفولة للعالم السويسري جان بياجيه ، باعتبار أن للمعرفة أساس فطري يولد مع الإنسان، ويمكن التوصل لها مع توافر ظروف مناسبة لإخراج المعرفة كنوع من الاستجابة.
اللغة
يرى الكاتب والمتخصص اللغوي نعوم تشومسكي أن المذهب العقلي القائم على المعرفة الفطرية يتوافق تفسيره مع تشابه آلاف اللغات الموجودة في العالم بالرغم من اختلاف طريقة النطق ورموز الكتابة إلا أن أساسها المعرفي واحد وموجود في العقل ويعمل بعد تعلم قواعد اللغة في تركيب الجمل، وهو ما يفسر سهولة ترجمة اللغات.
الحقائق
يرى أصحاب المنهج العقلاني أن العالم واضح لاستنتاج الحقائق وهو ما يعارض آراء المناهج الأخرى التي تجد العالم مبهمًا يصعب تفسيره على العقل البشري، كما أن الحقائق منفصلة عن بعضها البعض لا يؤثر تغير أحدها على حقيقة أخرى، بينما يؤكد العقلانيون على ارتباط الحقائق وعدم وجود ما يعرف بالتناقض في العالم الواقعي.
الأخلاق
جاءت العقلانية لمخالفة أي اتجاه فلسفي أو ديني في تحديد المعايير الأخلاقية باعتبار العقل المصدر الوحيد للتمييز بين الخطأ والصواب، وهو ما أكده العالم إيمانويل كانت كممثل للأخلاق العقلانية بأن الحكم على الأشياء يستمد من انسجامه مع العقل.
الدين
تعتمد المعرفة الدينية على الوحي والعلم الخارجي الخارق للطبيعة وما يدرك بالحواس، وهي مفاهيم يخالفها المذهب العقلي ولا يعترف بأي معرفة قادمة من مصدر غير العقل، وتعد من الأسباب الرئيسية المؤدية لظهور العقلانية كمنهج لمعارضة الكنيسة وإصدارها لصكوك الغفران في ذلك الوقت.