ما هي عاصمة الشيشان
الشيشان
الشيشان (بالإنجليزيّة: Chechnya)، ورسميّاً الجمهورية الشيشانية (بالإنجليزيّة: Chechen Republic) هي إحدى الجمهوريّات التابعة لروسيا الاتحادية، تقع في الجنوب الشرقي من روسيا الأوروبية. تُعدّ أراضي جمهوريّة الشيشان جزءاً من مَنطقة القوقاز ، وتبلُغ مساحتها الإجمالية 15,800 كم، وتتمتع الشيشان بأراضي ذات طبيعةٍ جبليّة، وتمتلك ثرواتٍ طبيعيّة مهمّة مثل زيت النفط، والغاز الطبيعي، والحجر الجيري، والكبريت، والجبس، والعديد من المَعادن الأُخرى.
يبلُغ تعداد الشيشان السُكاني 1,394,000 نسمة، وذلك وفق إحصاءات عام 2015م، وتنحدِر أصولُ أغلبيّة السكّان من الشيشان والنوختشي، ويَعتنقُ سُكّانها الإسلام ، تحديداً المذهب السُنّي، ويتحدّث السكان اللغة القوقازية.
تَمتلك الشيشان تاريخاً سياسيّاً طويلاً؛ حيث كانت من أبرز المَناطق المُعارِضة للغزو الروسي لمَنطقة القوقاز بين عامي 1818–1917م، وتأسّست منطقة الشيشان ذاتية الحكم فى عام 1922م، وفي عام 1934م أصبحت جُزءاً من منطقة الشيشان- الإنغوشيتيا التي تَحوّلت إلى جمهوريّة في عام 1936م، وفي عام 1992م انفصلت المنطقتان وشكلّت كلٌّ منها جمهورية مُستقلّة، ودخلت بعدها الشيشان في سلسلة من الأحداث السياسيّة الدامِية.
غروزني عاصمة الشيشان
عاصمة الشيشان هي مدينة غروزني (بالإنجليزيّة: Grozny)، وتُسمّى في اللغة الشيشانيّة (Соьлжа-Гӏала)، وهي أكبر مُدن جمهوريّة الشيشان، وفيها يتمركَز ثُلث السُكان؛ فوِفقَ تقديرات عام 2015م وصل تعدادها السُكاني إلى 283,700 نسمة. تُعد مدينة غروزني مركز الشيشان السياسي، والإداري، والمالي، والاقتصادي، والثقافي؛ فهي العاصمة المركزيّة للشيشان، وقد تعرّضت هذه المدينة للتدمير بسبب الحروب التي شهدتها، ولكن أُعِيدَ إعمارها مجددًا، وعادت للحياة والنموّ بعد انتهاء الحروب الشيشانية، وعَودة الاستقرار النسبي إلى الشيشان. إنّ الديانة الرسمية في مدينة غروزني هي الإسلام، تحديداً المذهب السُنّي.
جغرافيّة غروزني
تقع مدينة غروزني في وسط جمهورية الشيشان، ويمرّ بها نهر سونزا الّذي يَقسّمها إلى نصفين، وهو أحد روافد نهر تيريك، عند سفوح جبال شمال القوقاز الكبرى، وتمتدّ مدينة غروزني على مساحة 324 كم، وتتمتع المدينة بمُناخ قاريّ معتدل مع شتاء بارد؛ حيث يصل متوسّط درجة الحرارة في شهر يناير إلى -3.2 درجة مئوية، أمّا صيفها فهو طويل وحار، ويَصل مُتوسّط درجة الحرارة في شهر يوليو إلى 23.9 درجة مئوية، ولا يوجد ما يَحمي المَدينة من الرّياح الشمالية الباردة، وبالتالي شتاء المدينة بارد مُقارنةً بساحل البحر الأسود لمَنطقة كراسنودار.
تاريخ غروزني
يَعود تأسيس مدينة غروزني إلى عام 1818م عند بناءِ حصن غروزنايا الّذي لَعِبَ دوراً مِحورياً كنُقطة مركزيّة للإمبراطوريّة الروسية خلال حرب القوقاز، وسَكَنهُ مجموعة تيريك القوزاق، وبعد انتهاء حرب القوقاز في عام 1869م اكتسبت المنطقة اسم غروزني والذي يعني "الرُعب"، ونمت المدينة تدريجيّاً، وبعد اكتشاف النفط في غروزني في بداية القرن العشرين أصبحت المَدينة المركز الرئيسي للنفط في منطقة القوقاز الروسية.
خلال فترة الحُكم السوفييتي، سُكِنَت المدينة من قِبَل الروس والشيشان والنوختشي بشكل دَوري، وكان يغلب على سُكانها أحد الأعراق الثلاث في كل فترة؛ فقبل الحرب العالمية الثانية كان يسكُن المدينة الشيشان والنوختشي، وفي عام 1944م تمّ ترحيل مُعظمهم تقريباً إلى مَناطق كازاخستان وسيبيريا في اتّحاد الجمهوريات الاشتراكيّة السوفياتية من أجل التّعاون مع ألمانيا النازية، وبعد موت ستالين سُمِحَ لهم بالعودة إلى المدينة وبدأ الروس بمُغادرتها.
عند نِهاية اتّحاد الجمهوريّات الاشتراكيّة السوفياتية أصبَحت مَدينة غروزني مَركزاً للحكومة الانفصاليّة الشيشانية برئاسة جوهر دوداييف، وبعد عِدّة مُحاولات للإطاحَة بدوداييف وإعادة المَدينة لسَيطَرة الحُكومة الروسية أَمَرَ الرّئيس الرّوسي السابق بوريس يلتسن بإعادة السّيطرة على المَدينة من خلال القوة العسكرية، وفي عام 1994م بَدأت الحربُ الشيشانية الأولى، وخضَعَت المَدينة لحُكم الجيش الروسي بعد قتالٍ عنيف في فبراير 1995م، وأدّى ذلك إلى تَدمير الكثير من المباني والبنية التحتية بسبب الضربات الجويّة الروسية والقصف المدفعي، واستمرّت المدينة بالمُقاومة.
في أغسطس من عام 1996م استَولى المُتمرّدون الشيشان على المدينة في هجوم مفاجئ، وانتَهَت المَعركة بعد وقف إطلاق النار، ووُقِّعَت مُعاهدة سلامٍ بين روسيا وجمهورية الشيشان فى عام 1997م، وغيّر الشيشان اسم المدينة إلى "Dzhokhar" تيمُّناً بقائدهم الأول، وفي ذلك الوقت خرج الروس جَميعهم تقريباً من المدينة. خلال حرب الشيشان الثانية أصبَحت المدينةُ مركزاً رئيسيّاً للقتال مُجدداً، وتعرّضت للدّمار بشكلٍ كبير مرة أُخرى، حتى أطلقت الأمم المتحدة لقب المدينة الأكثر تدميراً على غروزني عام 2003م.
مَعالم غروزني
تمتلك مدينة غروزني العديد من المعالم البارزة التي تتمتع بأهميّةٍ سياحيّة وتاريخية كبيرة، من أبرز هذه المَعالم:
- مسجد قبة غروزني المركزي - أحمد قديروف: هو أكبر مَسجد في قارة أوروبا، ويُعرَف بقلب الشيشان، وسُمِيَ المسجد تيمُناً بأحمد قديروف الذي بدأ بناءه، ويُشبه تصميم هذا المسجد المسجد الأزرق في إسطنبول، ويمتلك مجموعة من المآذن بطول 62 متراً، افتُتِحَ المسجد رسمياً في عام 2008م.
- المتحف الوطني لجمهورية الشيشان: تأسّس هذا المتحف في عام 1924م، وكان مُتحفاً إقليميّاً له رمزيّة تاريخيّة ودينيّة، وفي عام 1936م تغيّر المتحف إلى متحف التاريخ المحلي الشيشاني- الإنغوشيتي بعد اتّحاد المَنطقتين، ثم أصبح اسمه مُتحف الدولة الشيشانيّة المتحدة بعد انفصالهما، وكان يضمّ 230,000 قطعة في تسعينيات القرن الماضي.
- مسجد الشيخ آرسنوف: بُنِيَ هذا المسجد على تل، وهو ذو جُدران رُخامية بيضاء وخضراء، ويتسِع لـ 10,000 شخص، يشغَل المسجد مساحة 14 فداناً (56.656 متر) ويمتلك أربعة مآذن بطول 63 متراً، وهي المآذن الأطول في روسيا.
- كنيسة سانت مايكل: أو كاتدرائية الملاك، هي الكنيسة الوحيدة في الشيشان، وقد تأسست في القرن الـ 19 عشر الميلادي، وهي من الأماكن التي تعرّضت لتدمير شديد خلال حرب الشيشان، وأُعيدَ ترميمها في عام 2006م.
- مجمع مدينة غروزني: هو مشروع من المُفتَرَض أن يحتوي على 50 مبنى، إلى الآن بُنِيَ منها 8 مبانٍ فقط، والمباني في هذا المُجمّع هي ذات اطلالة رائعة على المدينة كاملة من أعلى.