ما هي رأس السنة الميلادية
رأس السنة الميلادية
تُعرّف رأس السنة الميلادية (بالإنجليزية: New Year's Eve) بأنّها مساء اليوم الأخير من السنة في التقويم الغربي الحديث، وتحديداً في يوم 31 من شهر كانون الأول، وعادةً ما يُحتفل بهذه المناسبة اجتماعياً، وثقافياً، ودينياً في جميع أنحاء العالم بما يُعرف بعيد رأس السنة، إذ تُعد هذه الاحتفالات من بين أقدم وأكثر الاحتفالات شهرة على مستوى العالم.
رأس السنة الميلادية عبر التاريخ
كان التقويم الرومانيّ القديم مكونًا من 10 أشهر و304 أيام فقط، وكان العام الجديد لديهم يبدأ في يوم الاعتدال الربيعي أيّ في يوم 21 من شهر آذار، وقد أُنشئ هذا التقويم في القرن الثامن قبل الميلاد، وذلك من قِبل الإمبراطور رومولوس مؤسّس روما، كما أضاف الملك الروماني اللاحق نوما بومبيليوس شهريّ كانون الثاني وشباط إلى التقويم، ليصبح مكونًا من 12 شهرًا، إلّا أنَّ هذا التقويم لم يعد مُستخدمًا بعد بضع قرون.
تشاور الإمبراطور الرومانيّ يوليوس قيصر مع أبرز علماء الفلك والرياضيّات في ذلك الحين، وفي عام 46 قبل الميلاد قرّر الإمبراطور يوليوس استحداث تقويمِ جوليان، والذي يشبه التقويم الميلادي الأكثر حداثة، والذي يُستخدم في الوقت الحاضر، وقرّر قيصر أنّ اليوم الأول من شهر يناير، هو أوّل يوم في السنة، وأطلق عليه يناير تكريماً ليانوس؛ إله البدايات الرومانية، حيث احتفل الرومان بذلك اليوم بتقديم الأضحيات له، وتبادل الهدايا، وإقامة الحفلات.
استبدل الأوروبيّون المسيحيّون خلال العصور الوسطى يوم 1 يناير كأوّل يوم بالسنة بأيام أخرى ذات أهميّة دينيّة، كيوم 25 من شهر ديسمبر؛ وهو يوم ذكرى ميلاد المسيح، ويوم 25 من شهر مارس كيوم عيد البشارة، إلّا أنّه في عام 1582م قام البابا غريغور الثالث عشر بإعادة يوم 1 يناير كيوم لرأس السنة.
مظاهر احتفالات رأس السنة الميلادية حول العالم
توضح النقاط الآتية بعضًا من مظاهر احتفال بعض الشعوب برأس السنة الميلادية حول العالم:
- الصين: تجتمع العائلات لتناول الأكلات الشعبية، مثل؛ المعكرونة، والزلابية، كما يتم وضع الزخارف الحمراء لتصفية العام القديم وجذب الحظ السعيد، وتنتشر في الصين العروض والألعاب النارية.
- فرنسا: يحظى الفرنسيون بوليمة ضخمة باحتفالات رأس السنة، إذ تحتوي على أنواع اللحوم المختلفة، مثل؛ كبد الإوز، والمحار، كما يهتمون بالعديد من المظاهر الطبيعية ، ومن أهمها اتجاه الرياح، وذلك للتنبؤ بالمحصول الزراعي للعام الجديد، و صيد الأسماك .
- الفلبين: تُقام في الفلبين احتفالات صاخبة بمناسبة رأس السنة، وفي منتصف الليل تقام وليمة تحتوي على 12 نوعاً من الفاكهة، ويرمز ذلك إلى الحظّ السعيد في العام الجديد، كما تحتوي الوليمة على العديد من الأطعمة التقليديّة، مثل؛ الأرز اللزج، والمعكرونة، ولا يضاف على الوليمة الدجاج أو السمك.
- إيطاليا: يأكل الإيطاليون في ليلة رأس السنة البقوليات، وتحديدًا العدس، وذلك في عشاء عائلي كبير يُقام بهذه الليلة، ثم يتجهون إلى الساحات المحلية لمشاهدة عروض الألعاب النارية، والحفلات الموسيقية.
- المكسيك: تتجمع العائلات في المكسيك لتناول وجبة عشاء كبيرة، تتكون من الأسماك المملحة، والزيتون، والطماطم، وكعك خاص مصنوع من العسل، ويقومون بسحق الطبق بعد الانتهاء دلالةً على الحصول على استراحة من العام الماضي والبدء بعام جديد.
- إستونيا: يحظى أهل إستونيا بتقليد غريب في ليلة رأس السنة؛ إذ يتم تناول 7 أو 9 أو 12 وجبة في اليوم، وذلك بهدف الحصول على الطعام خلال 365 يومًا القادمة، وتعد هذه الأرقام الأكثر حظًا.
- السنغال: يُقام في السنغال في ليلة رأس السنة مهرجان لو فانال الملون؛ إذ تُضاء الفوانيس، وتنتشر في الشوارع مع قرع الطبول والغناء طوال الوقت، كما يُقام أيضًا مهرجان (Abéné Festivalo) والذي يستمر لمدة 10 أيام، يبدأ من نهاية كانون الأول إلى كانون الثاني، وهو مهرجان قرع الطبول، كما تُقام مباريات مصارعة تقليدية.
- البرازيل: تمتاز البرازيل بالطقس اللطيف طوال العام، الأمر الذي يساعدهم على الاحتفال في ليلة رأس السنة داخل الماء؛ إذ يعد من الحظ الجيد أن يتمكّن الشخص من القفز فوق سبع موجات مختلفة، كما يستمتعون بمشاهدة الألعاب النارية على الشواطئ خلال تناول العدس، ويرتدي أهل البرازيل في هذه الفترة اللون الأبيض لجلب الحظ السعيد والسلام.