ما هي الكتابة المسمارية؟
ما هي الكتابة المسمارية؟
الكتابة المسمارية هي نظام للكتابة تم استخدامه وتطويره من قبل السومريين وهم أقوام سكنت بلاد ما بين النهرين خلال الفترة الزمنية الواقعة بين 3500 إلى 3000 ق. م، وتعد الكتابة المسمارية إحدى أهم وأكبر المساهمات الحضارية للسومرين.
كانت الكتابة تتم من خلال استخدام أداة تشبه القلم ولوح من الطين الناعم، ويبدو أن هذا النوع من الكتابة ظل مستخدما لفترات طويلة من الزمن، إذا يرى المؤرخون أنها فترة استمرت لغاية القرن الأول الميلادي، ويبدو أن اللغتين الرئيسيين اللتين كتبت بالخط المسماري كانتا السومرية والأكدية،ومن الجدير بالذكر أن السومريين قاموا بنشر هذه الطريقة في الكتابة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط حتى وصل الأمر إلى أن تكون هي الطريقة الوحيدة المتداولة بين كثير من الأقوام والشعوب في إيران وهضبة الأناضول وكذلك في بلاد الشام، وحتى في مصر كما تشير بعض الآثار.
في عام 2400 ق. م تم الاعتماد على الكتابة المسمارية كوسيلة أساسية لتدوين اللغة الأكدية بلهجتها الشمالية الآشورية والجنوبية البابلية، وعلى الرغم من إحلال اللغة الأكادية محل السومرية إلى أن شعب بلاد الرافدين ظل متمسك باللغة السومرية كلغة خاصة بالكهنة ورجال الدين، وقد دام استخدام الكتابة المسمارية إلى ما يقارب 3000 عام.
انتشار الكتابة المسمارية وتطورها
مع اكتمال نظام الكتابة المسمارية وتطوره بمرو الزمن، أصبح الوسيلة الأكثر استخدما لدى الكثير من الأقوام، ومنهم الغزاة الساميين من الأكديين الذين استقروا في بلاد ما بين النهرين في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث احتفظوا بجميع المخطوطات السومرية وأدخلوا فيما بعد عليها بعض التطوير والتوسيع ومنحتها قيما معقدة جديدة.
في تطور لاحق تمكن الملك حمورابي (1728- 1686) ق. م، ملك بابل من توحيد جميع مناطق جنوب بلاد ما بين النهرين، وأصبحت بابل المركز الأكثر تأثير في ثقافة ما بين النهرين، ولذلك نجد أن شريعة هذا الملك العظيم تمت كتابتها بالمسمارية، وهي الشريعة التي عرفت بقانون حمورابي.
تجدر الإشارة إلى أن قانون حمورابي كان صيغة متطورة ضم في جوانبه مجموعة من القواعد القانونية للقانون المدني وقانون العقوبات وكذلك قانون الأحوال الشخصية، كما استخدمت الكتابة المسمارية كذلك لتدوين مجموعة لا بأس بها من العلوم.
وفي شمال البلاد وتحديداً في مدينة آشور تلك المدينة العظيمة وخلال حكم الملك آشوربانيبال (668-626) ق. م وهو أحد أكثر الملوك القدماء حباً للثقافة والعلم، قرر أن جمع كافة الكتب من أنحاء البلاد وتخزينها في دار للكتب كان قد شيدها في عاصمة الدولة في نينوى، ويبدو أنها جميعها تم توثيقها بواسطة الكتابة المسمارية القديمة.
أقدم الألواح المسمارية
إنّ أقدم الألواح التي كُتب بالطريقة المسمارية تعرف باسم البروتو المسمارية، وكانت تتناول موضوعات مختلفة مثل معركة وفيضان وملك، ولكنها يبدو أنها في مرحلة متقدمة أصبحت تضم نوع آخر من المواضيع مثل البحث عن الخلود ومعنى الحياة وإرادة الآلهة وغيرها من الأمور،ومع حلول منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد بدأت الكتابة المسمارية التي كانت تكتب على الألواح الطينية تصبح بمثابة وثائق خاصة بالعديد من نواحي حياة الإنسان منها الاقتصادية والدينية والسياسية والأدبية وكذلك العلمية.