ما هي الكتابة الصوتية؟
الكتابة الصّوتية
الكتابة الصوتية هي مجموعة من الرّموز الكتابية التي تدعى (الأبجدية الصّوتية)، أو (ألف باء صوتية)، وتشكل هذه الرّموز نظاماً لتسجيل أصوات لغة من اللّغات بشكل دقيق، وتكون هذه الطّريقة من تحويل الأصوات المنطوقة إلى رموز هي الكتابة الصّوتية، وهي تسجل الصّوت المسموع، وليس الحرف بحد ذاته، فصوت الحرف الواحد قد يتغير من كلمة إلى أخرى، ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد أبجدية كتابية في كل العالم استطاعت تسجيل الأصوات بدقة، ولذلك أوجد العلماء الكتابة الصّوتية.
تعتمد الكتابة اللّغوية على أحرف محددة، لكل حرف منها اسمه، وصفاته الخاصة، ولكن الكتابة الصّوتية تميز بين صوت الحرف في كلمة، وكلمة أخرى، وتظهر الحركات، والحروف الصّائتة برموزٍ تميزها، وإذا ما استمعنا إلى الكلمات (cool, call, keeps) نجد أن صوت الكاف في الكلمة الأولى يلفظ بشكل متقدم على لفظ الكلمتين التّاليتين، وفي العربية نجد مثلاً حرف الياء في كلمة (يسمع) يلفظ كحرف صامت قصير، بينما يلفظ في كلمة (قاضي) كحرف صائت طويل.
تاريخ الكتابة الصّوتية
بدأت الكتابة الصّوتية بالظّهور بشكل رسمي في القرن التّاسع عشر الميلادي، وذلك على يد اللّغوي الإنجليزي (هنري سويت)، فقد أنشأ الجمعية الصّوتية الدّولية عام 1986م، وكان الرّئيس الفخري لهذه الجمعية، وكانت الرّموز الرّومانية هي الرّموز المستخدمة، ولكن مع إدخال بعض التّعديلات عليها مع تطور هذه الكتابة الصّوتية، وشمولها للكثير من اللّغات، حتى كان آخر تعديل في النّسخة التّي صدرت عام 1951م.
كان لعالم اللّغويات السّويسري الشّهير ( دي سوسير ) رأيٌّ آخر في الكتابة الصّوتية، وقال إنه يجب أن تكون هذه الكتابة جزءًا من الدّراسة اللّغوية الصّوتية، وأنَّ من الممكن لكل لغة أن تصنع كتابتها الصّوتية وفقاً للحروف المستخدمة فيها، مع إدخال بعض الرّموز المضافة لتوصيف الأصوات، والتّفريق فيما بينها.
أقسام الكتابة الصّوتية
تنقسم الكتابة الصّوتية إلى نوعين رئيسين هما:
- الكتابة الواسعة العريضة (الكتابة الفونولوجية): تقوم هذه الكتابة على مبدأ الحرف الواحد ( الفونيم )، فهي لا تهتم إلا بالوظائف المميزة للصّوت عن غيره، وتستخدم هذه الكتابة طريقة وضع الفونيم الواحد بين خطين مائلين /... /.
- الكتابة الضّيقة (الأولية): تحاول هذه الكتابة أن تمثل الصّوت المنطوق تمثيلاً دقيقاً، ولا تكتفي بالخصائص الوظيفية وما يميزها فقط، بل تهتم بالبدائل الصّوتية للحرف نفسه، وتستطيع هذه الطّريقة في الكتابة التّعبير عن أصوات أي لغة في العالم، وتكتب رموزها بين قوسين [...].
أهمية الكتابة الصّوتية
لمعرفة سبب اهتمام العلماء بالكتابة الصّوتية، علينا معرفة شيء من أهميتها، ومنها فيما يلي:
- الكتابة الصّوتية تساعد في توضيح الاختلافات بين لفظ الحروف في الكلمات المختلفة، والخروج من نقطة الإرباك في معرفة لفظ الحرف.
- الكتابة الصّوتية تتيح فرصة تصحيح الأخطاء بشكل أسهل بالنّسبة للمتعلمين الذّين يفضلون الدّراسة الذّاتية ، أو المتعلمين من غير النّاطقين باللّغة، لأن المتعلم قد يسمع النّطق الصّحيح في التّسجيل، لكنّه لا يدرك أنَّه يلفظ الكلمات بشكل صحيح.