ما هي الكتابة السومرية؟
ما هي الكتابة السومرية؟
تعتبر الكتابة المسمارية السومرية أقدم الكتابات المعروفة عبر التاريخ، ويعود أصلها إلى حوالي 8000 سنة قبل الميلاد، وقد تطورت من الرسوم التصويرية والرموز الأخرى المستخدمة لتمثيل السلع التجارية وأصناف الحيوانات الماشية على ألواح طينية.
الكتابة المسمارية (بالإنجليزية: CUNEIFORM) هي نظام الكتابة المستخدم في الشرق الأوسط القديم، وسميت بالمسمارية في أوائل القرن 18 لأن لحروفها أشكال المسامير والأسافين المدببة، ولها أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط القديم، لاعتبارها وسيلة تواصل بين أبناء الحضارة.
كان سكان جنوب بلاد ما بين النهرين قبل الألفية الثانية قبل الميلاد يتحدثون باللغة السومرية، وكانت أول لغة تكتب بالخط المسماري، واستمر استخدامها في الكتابة لمدة تقارب 2000 عام، وكان لها تأثيرات ملحوظة على اللغات الأخرى في المنطقة فيما يتعلق بقاموسها وقواعدها وطريقة كتابتها.
اكتشاف الكتابة السومرية
في عام 1835، وجد العالم الإنجليزي السير هنري رولينسون (بالإنجليزية: Sir Henry Rollins)، لأول مرة نقشاً مسمارياً على قطعة صخرية ضخمة في جبل بيستون في محافظة كرمنشاه في إيران.
حيث قام بنسخها بعناية، وباستخدام المعرفة التي اكتسبها من خبرته السابقة في التعامل مع النصوص الأثرية ، خمّن أن النقش كان مكتوباً بثلاث لغات، وفي عام 1846 كان قد أنهى فك رموز اللغتين الأخرتين، ومن بعدها تمكن من تحليل اللغة المسمارية المنقوشة.
استخدام الكتابة السومرية
بدأ السومريون باستخدام الصور لتمثيل أفكارهم، وبدلاً من الورق، استخدموا ألواحاً طينية، وبدلاً من الأقلام استخدموا الحفر بواسطة القصب ذي النهاية المدببة، حيث يتم ضغط القصبة في الطين الرطب، ثم تحريكها لعمل خط في الاتجاه المطلوب لتشكيل الأحرف المسمارية، وبعد الانتهاء من الكتابة، يتم تجفيف الألواح الطينية بواسطة تعريضها لأشعة الشمس لجعلها صلبة غير قابلة للتلف. استخدم السومريون الكتابة المسمارية السومرية في عدة مجالات، نذكر منها الآتي:
التواصل من خلال الرسائل
فقد وجدت رسالة على لوح طيني منقوش باللغة المسمارية السومرية، يعرب فيها رجل يُدعى ناني عن استيائه الشديد من تاجر اسمه إيا نصير بشأن شحنة نحاس حديثة، يقول فيها أن شحنة النحاس التي وصلته ليست بالجودة المطلوبة، وبناء على هذا الغش، سيتعامل معه بازدراء وسيطالب بحقه من التاجر.
كتابة قوانين الدولة
إنّ أشهر القوانين في بلاد ما بين النهرين وأكثرها تأثيراً هو قانون الملك حمورابي ملك بابل الذي حكم في الفترة من 1792 إلى 1750 قبل الميلاد، حيث نقشت القوانين باللغة المسمارية السومرية على لوح من الحجر الأسود الصلب، وتضم ما يقرب من 300 بند، تغطي موضوعات عدة منها الزواج والميراث وعقوبات الجرائم مثل السرقة والقتل.
رسم الخرائط
استخدمت الألواح المسمارية لرسم خرائط ومخططات المدن وتسمية المناطق الريفية والمنازل، وغالباً ما كانت هذه الخرائط تنقش لأسباب تجارية، فقد وجد علماء الآثار خريطة طينية دائرية الشكل محاطة بمثلثات، ومنقوش عليها نص توضيحي أعلى الخريطة، وتظهر فيها المملكة البابلية ونهر الفرات ، وبعض التفاصيل الأخرى.