ما هي القيثارة الكلاسيكية؟
القيثارة الكلاسيكية
يُعتقد أنَّ القيثارة الكلاسيكية نتجت من دمج أداتين موسيقيتين هما فيهويلا "عود إسباني" والذي استخدم ما بين القرن 15 إلى 16 في كل من إسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وقيثارة الباروك، والتي تم تصميمها مع 5 أوتار في القرن 17، وكان أول ظهور للقيثارة الكلاسيكية في عصر النهضة حيث احتوى على 4 أزواج من الأوتار.
يُعد أنطونيو دي توريس هو من وضع التصميم الأول للقيثارة كلاسيكية الحديثة في القرن 19، على الرغم من أنَّ قيثارات توريس أصغر حجماً من القيثارات الكلاسيكية اليوم، لا أنَّها كانت "المعيار" في الوقت الذي كان أنطونيو دي توريس يصنع القيثارات.
غير أن معظم عازفي القيثارة الكلاسيكيين اليوم يَعتبرون أندريس سيغوفيا هو "جد" القيثارة الكلاسيكية، إذ قام الأخير بأخذ مؤلفات كلاسيكية لباخ وعزفها على قيثارته لاعتقاده أن هذه آلة أكثر من مجرد أداة شعبية، وبهذا وُضعت القيثارة الكلاسيكية على الخريطة، ووضعت الأسبقية للعديد من عازفي الجيتار في القرن العشرين.
لماذا تعتبر القيثارة الكلاسيكية فريدة من نوعها؟
أي قيثارة في العالم تحتوي على أوتار والعديد من الحنق؛ وهو المسافة بين شريطين على رقبة آلة وترية، وفتحة الصوت، غير أنَّ القيثارة الكلاسيكية تتميز عن غيرها من الأنماط، إذ ثمة 3 أمور تجعلها فريدة من نوعها هي هيكل الآلة وتقنية العزف والموسيقى .
الأوتار
أوتار القيثارة الكلاسيكية تُصنع عمومًا من النايلون، حيث تُنتج الأوتار من 1 إلى 3 نغمات ثلاثية عالية النغمة، ويتكون الوتر الواحد من خيط نايلون واحد وشفاف، أما لأوتار من 4 إلى 6 فتُنتج نغمات أساسية منخفضة، وهي فضية اللون، وتتكون من حوالي 200 خيط فردي من النايلون ملفوفة بخيوط نحاسية مطلية بالفضة.
وتمتاز أوتار النايلون بإصدار صوتًا غنيًا ودافئًا، وكما أنَّها تتمتع بسعة اهتزازية كبيرة عند الضرب عليها، غير أنَّها تحتاج لمسافة فيما بينها لضمان عدم اصطدامها ببعض ولسماح للعازف بالضغط لأسفل على وتر دون ملامسة أوتار أخرى أثناء أداء المقطوعات الموسيقية السريعة.
العنق
رقبة القيثارة الكلاسيكية أعرض من غيرها من القيثارات، ممّا يُغير بطريقة الضغط على الأوتار، حيث أنَّ العازف يمسك بعنق القيثارة ويضغط على الأوتار بالإبهام، وبالتالي فإنَّ إبهام العازف لا يتلامس مع باقي الأوتار عند العزف، كما يُستخدم العازف الإبهام للضغط على مؤخرة العنق ليستخدم باقي أصابعه للعزف على الأوتار، ويبلغ عرض الرقبة حوالي 1 سنتيمترًا والمقطع العرضي هو نصف دائرة.
جسم القيثارة
جسم القيثارة الكلاسيكية دائماً أجوفًا، لذلك فهي تصدر صوت رنان دون الحاجة لتضخيم، كما يوجد "وردة" حول فتحة الصوت، وهي تصميم جميل يسمى "روزيت" موضوعة لغايات جمالية وليس لها غرض وظيفي، كما أنَّ لوحة الفريتس في القيثارة الكلاسيكية أعرض قليلاً من غيرها من القيثارات، ولذلك ليسهل العزف على تقنيات الأصابع المعقدة.
تقنيات العزف على الجيتار الكلاسيكي
ومنها تقنية (بالإنجليزية: Fingerstyle)؛ وهي أنَّ يُضرب على أوتار القيثارة الكلاسيكية بالإبهام والسبابة والوسطى والبنصر، ومن المُلاحظ أنَّ عازف القيثارة الكلاسيكية لا يستخدم ريشة للعزف، ولإصدار صوت عالي ونقي يستخدم العازف أظافره، ولا يستخدم عازفو القيثارة الكلاسيكية أيّ مُضخم للصوت، فما يصدر عنه صوت طبيعي، ويستخدم العازف عدة ملحقات تساعده على تثبيت قيثارته بوضعية عزف جيدة، مثل؛ مسند القدمين أو الحزام.
الموسيقى
رغم قدرة القيثارة الكلاسيكية على أداء جميع أنواع الموسيقى تقريبا كالجاز، والفانك، والريغي، والفلامنكو، غير أنَّ العازفين لا يِؤدون عليها سوى الموسيقى الكلاسيكية، وهو نمط موسيقي نابع عن الموسيقى الليتورجية الأوروبية والموسيقى العلمانية، كالمقطوعات الموسيقية لأشهر الموسيقيين الكلاسيكيين مثل باخ و بيتهوفن وموزارت وبرامز.