ما هي الصناعات التحويلية
مفهوم الصناعات التحويلية
يُشير مفهوم الصناعة التحويلية (بالإنجليزية: Manufacturing) إلى عملية معالجة المواد الخام من أجل تحويلها إلى سلع تامّة الصنع، وذلك عن طريق استخدام الآلات، والأيدي العاملة، وعمليات المعالجة الكيميائية، وتعد الصناعة التحويلية إحدى الأنواع الرئيسية للصناعة ، حيث تبدأ عمليات التصنيع بتصميم المُنتج، ثُمّ اختيار المواد الأوليّة اللازمة للتصنيع، وبعد ذلك تُطبّق عمليات المعالجة المُختلفة بهدف تقديم المُنتج النهائي، بعدها يُمكن بيع المُنتج مباشرةً إلى المُستهلك، أو إلى تُجّار الجملة ليقوموا بتوزيعه على تُجّار التجزئة، أو تقديمه إلى جهات تصنيع أخرى من أجل استخدامه في إنتاج مُنتجات أكثر تعقيداً.
أنواع الصناعات التحويلية
يُقسّم الإنتاج في الصناعة التحويلية إلى 3 أنواع رئيسية، وفيما يأتي توضيح لكلّ منها:
الإنتاج بالتخزين
(بالإنجليزية: Make To Stock)؛ تُعدّ استراتيجيةً تقليدية، إذ تعتمد على المبيعات السابقة من أجل التنبّؤ بطلب المُستهلك، والتخطيط للإنتاج مُستقبلاً بناءً على تلك المعطيات، وتتمثّل سلبيات هذه الاستراتيجية باستخدام بيانات سابقة من أجل التنبّؤ بالطلبات المُستقبلية، وهذا يعني احتمالية إلغاء الطلبات، وبالتالي ينتج عنه بقاء مخزون كبير غير مُستهلَك أو وجود نقص في الإنتاج لدى الشركات المُصنّعة.
الإنتاج حسب الطلب
(بالإنجليزية: Make To Order)؛ تُمكّن هذه الاستراتيجة الأفراد من طلب المُنتجات وِفقاً لمعاييرهم ومواصفاتهم الخاصّة، حيث تبدأ عملية التصنيع عند استلام الطلب، ممّا يعني انتظار العميل لوقت طويل إلى حين الانتهاء من تصنيع المُنتج، لكنّ اعتماد هذا النوع من الإنتاج يحدّ من مخاطر المخزون الزائد.
الإنتاج بالتجميع
(بالإنجليزية: Make to Assemble)؛ تعتمد هذه الاستراتيجية على توقعات الطلب بهدف تخزين المُكوّنات الأساسية للمُنتج، إذ تبدأ عملية تجميع المُنتج النهائي بعد استلام الطلب، ويُشار إلى أنّ هذا النوع يُمثّل مزيجاً من الأنواع السابقة، حيث تُمكّن الأفراد من طلب مُنتجاتهم وِفقاً لمواصفاتهم الخاصّة واستلام المُنتجات بصورة أسرع، وذلك لأنّ الشركة المُصنّعة تمتلك المُكوّنات الأساسية، لكن في حال لم يتمّ استلام طلبات من الأفراد فإنّ ذلك يترك مخزوناً من المواد غير المرغوب فيها.
قطاعات الصناعة التحويلية
تتعدّد قطاعات الصناعات التحويلية بأنواعها المُختلفة، ومن أبرزها ما يأتي:
- الأطعمة والمشروبات.
- الأنسجة، والجلود، والملابس.
- الأثاث.
- الخشب والورق.
- النفط، والفحم، والكيماويات، والبلاستيك، والمطاط.
- المعادن اللافلزية، والمعادن الأساسية، والمعادن المُصنّعة.
- الحاسوب، والإلكترونيات، والمُعدّات، والأجهزة الكهربائية.
- الآلات الثقيلة.
- وسائل النقل بما في ذلك؛ السفن، والطائرات، والسيارات.
- صناعة الصُّلب، والأدوات، والقوالب.
أهمية الصناعة التحويلية
تكمن أهمية الصناعات التحويلية في العديد من الجوانب وأهمها:
- توفير وتقديم السلع للسوق.
- تشكيل جانباً من جوانب الاستيراد الصناعي، فضلاً عن دفع عملية الاقتصاد في الدولة؛ إذ إنّ عملية التصنيع تُضيف قيمةً للمواد، حيث يسمح التصنيع للشركات ببيع المُنتجات النهائية بسعر أعلى من قيمة المواد الخام المُستخدَمة في صنعها، كما يُحدد ذلك من قِبل مجلس الشركات، بالإضافة إلى فحصها جيّداً من قِبل خبراء الاقتصاد.
- تمثيل مشاريع تجاريةً تحتاج فيها الشركات المُصنِّعة إلى تغطية التكاليف، وتلبية الطلبات، وصُنع مُنتج نهائي لتزويد السوق به.
الأيدي العاملة في الصناعات التحويلية
يختلف حجم ونوع الأيدي العاملة المطلوبة في قطاعات الصناعة التحويلية؛ وذلك اعتماداً على نوع المُنتج، حيث يُمكن أن تُصّنع المُنتجات اليدوية باستخدام أدوات أساسية وبالاعتماد على طُرق تقليدية بشكل كبير، ويشمل ذلك: إنتاج المنسوجات، والمصنوعات الجلدية، والأواني الزخرفية.
وتُستخدم الآلات لإنتاج مواد على نطاق صناعي كبير مُرتبط بالإنتاج الضخم، وذلك عن طريق استخدام عمليات خطّ التجميع، والتقنيات المُتقدّمة كشروط أساسية، إذ تُمكّن تقنيات التصنيع الفعّالة المُصنّعين من الاستفادة من وفرة الإنتاج الضخم، وإنتاج المزيد من المواد بتكلفة أقلّ.
تاريخ الصناعات التحويلية
يعود تاريخ الصناعات التحويليّة إلى عدّة قرون، حيث كان المصنع المثالي في الماضي يقتصر على وجود حِرفيّ ماهر ومجموعة من العمّال المُساعدين، وكان يحتفظ كلّ حرفيّ بأسرار الإنتاج وينقل خبرته للمُتدّربين فقط، لكنّ حدوث الثورة الصناعية شكّل نقطةً محوريّةً في تاريخ الصناعات التحويلية، حيث أدّت الثورة إلى استخدام تقنيات جديدة كالمُحرّكات البخارية التي ساهمت في إدخال الآلات في عملية الإنتاج ممّا أدّى إلى زيادة كمية السلع المُنتَجة.
بدأت المصانع بالإنتاج الضخم للسلع مع بداية القرن العشرين، ويُشكّل التصنيع في الوقت الحاضر عنصراً أساسياً لنموّ الاقتصاد وازدهاره، حيث تُتيح التطورات التكنولوجية إدخال الآلات في الإنتاج إلى جانب تحسين الكفاءة، وزيادة الإنتاجية بشكل عام، ويُشار إلى أنَّ الاتجاه في التصنيع سيبقى مُستمرّاً في المستقبل ما دام البشر بحاجة إلى الطعام، والملابس، ووسائل النقل.
يعود تاريخ الصناعات التحويليّة إلى عدّة قرون، فقد كانت الصناعات تقتصر على استخدام الأيدي العاملة فقط والأدوات بسيطة دون وجود آلات أو تقنيات تسرع من عملية التصنيع، ومع تطور الصناعة وظهور الثورة الصناعية، ظهرت المحركات البخارية التي ساهمت في إدخال الآلات في عملية الإنتاج ممّا أدّى إلى زيادة كمية السلع المُنتَجة، وتطورت الصناعة إلى أن أدخلت تقنيات جديدة ساهمت بالنهوض بها، وأدت إلى تحسين الإنتاج وزيادة جودة المواد المصنعة.
التقنيات التكنولوجية في التصنيع
غالباً ما تُستخدم التقنيات التكنولوجية في التصنيع للتحكّم بالعمليات كلّها، وفيما يأتي أبرز التقينات المُفضّلة في عمليات التصنيع:
- التصنيع بالإضافة: (بالإنجليزية: Additive Fabrication)؛ تُمثّل عملية التصنيع بالإضافة ربط مادتين معاً، حيث تُنتج النماذج الأولية السريعة التي تجمع المُكوّنات المادية باستخدام بيانات التصميم بمساعدة الحاسوب، وتُعدّ تلك التقنية الأكثر شيوعاً، فيما تُستخدم تقنيات أخرى، مثل: التلبيد بالليزر، والطباعة ثلاثية الأبعاد.
- البرمجيات: (بالإنجليزية: Software)؛ تتضمّن هذه التقنية استخدام أدوات أتمَتة الأعمال وإدارة المخزون من أجل المساعدة على التخطيط للمواد المطلوبة، ومراقبة المخزون، وعمليات المحاسبة، كما تتضمّن تلك الطريقة عملية أتمَتة عروض الأسعار المُخصّصة للعملاء المُميّزين، وإدارة عمليات الشراء من قِبل تجّار الجُملة، ويُشار إلى أنَّ الشركات المُصنّعة المُتطوّرة تستخدم برنامجاً مُتميّزاً قادراً على الإدارة المالية، وإدارة المُستودعات بدّقة عالية.
- الأنظمة المُؤتمَتة: (بالإنجليزية: Automated Systems)؛ تستخدم الأنظمة المُؤتمَتة الذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد المُصنّعون عليه من أجل اتخاذ قرارات صائبة وحكيمة بشأن تحسين أهداف التصنيع، وتُعدّ تلك التقنية خطوةً جيّدةً من أجل إنتاج سلع ذات نوعية جيّدة، كما تضمن تسريع عمليات التصنيع.
الفرق بين الصناعات التحويلية والاستخراجية
تعد الصناعة التحويلية طريقة لمعالجة المواد الخام باستخدام آليات المعالجة المختلفة والآلات والأيدي العاملة لإنتاج سلع تامة الصنع ويمكن استخدامها مباشرة بعد الوصول للمنتج النهائي وبيعه للمستهلك كما ذكرنا سابقًا، وتختلف الصناعات الاستخراجية عن التحويلية في أن الصناعات الاستخراجية تعتمد على مبدأ استخراج المواد الخام والثروات الطبيعية؛ كالنفط، والذهب، والنحاس، والمعادن الأخرى من باطن الأرض من خلال عمليات الحفر والضخ والتعدين، وتقسم الصناعات الاستخراجية إلى قطاعي التعدين، والنفط والغاز.
تعد الصناعات الاستخراجية من أبرز الصناعات التي يعتمد عليها في الوطن العربي ؛ نظرًا لتوفر النفط والعديد من الثروات الطبيعية الأخرى في أراضيها، إلا أن أبرز المشاكل التي تتعرض لها الصناعة في الوطن العربي هي قلة التمويل والاستثمارات في هذا النوع من الصناعة، بالإضافة إلى قلة الاهتمام بتطوير القطاع الصناعي.
يكمن الفرق بين الصناعات التحويلية والاستخراجية في أن الصناعات التحويلية تعتمد على عملية تحويل المواد الخام إلى منتج مصنع جاهز للاستخدام، أما الصناعات الاستخراجية فتعتمد على استخراج المواد الخام والثروات الطبيعية من باطن الأرض باستخدام عدة عمليات؛ كالحفر، والضخ، والتعدين، وغيرها، ومن ثم تكرير تلك المنتجات لاستخدامها في الصناعات المختلفة.