ما هي الذنوب التي لا تغفر
الذنوب التي لا تغفر
لا شكّ أنّ الله -سبحانه وتعالى- غفورٌ رحيم، وأنّه رؤوفٌ بعباده حليمٌ بهم، ولكن هناك بعض الذّنوب التي لا يغفرها الله -عزّ وجلّ-؛ لما تتعلّق به هذه الذنوب من الشرك بالله -تعالى-، أو التعدّي على حقوق العباد، فتلك الذنوب لا يغفرها الله -تعالى- إلا بالتوبة الصادقة وردّ الحقوق لأصحابها، وتوحيد الله -عز وجل- قبل الموت، وسيتمّ بيان هذه الذنوب وكفاراتها فيما يأتي:
الشرك بالله
يعدُّ الشرك بالله -تعالى- أكبر الكبائر وأعظمها، وقد حذّر الله -عزّ وجلّ- منه و وصفه بالظلم العظيم في قوله -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، كما حذّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- منه أيضاً، وصنّفه ضمن السبع الموبقات -أي المُهلِكات-، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اجتنِبوا السبعَ الموبقاتِ: الشركُ بالله...).
فالشرك بالله -تعالى- أقبح الذنوب؛ لما فيه من إنقاصٍ في الربوبية، فهو كفرٌ به -سبحانه وتعالى- فاستحقّ مرتكبه عدم مغفرة ذنبه، وتخليده في النار إلا أن يتوب قبل موته، ويدخل في الإسلام، فالإسلام يجبُّ ما قبله.
وأمّا الشرك الأصغر فهو أكبرالكبائر بعد الشرك الأكبر، والشرك الأصغر هو مساواة غير الله بالله في الأفعال والأقوال التي لا ترقى إلى مستوى العبادة، كالرّياء، ولا يُغفَرُ ذلك من غير توبة، ولكنّه لا يُخرج من ملّة الإسلام.
أكل حقوق العباد
أكل حقوق العباد يكون بأكل أموالهم بغير وجه حقّ؛ كالسرقة، وغيرها من الأمور، ومثلُ هذه الذنوب لا تنجبِرُ إلا بالتوبة من الذنب، و ردّ الحقوق المالية وإرجاعها لأصحابها، كما يجدر بالذكر أنّ هناك صوراً أخرى لأكل حقوق الناس؛ كالزّنا والقذف.
ومن صور أكل حقوق الناس أيضاً: الغيبة والنميمة، وتكون التوبة من هذا الذنب بالاعتذار من صاحبه وطلب السّماحِ منه إن كان قد عَلِمَ به، وأما إن لم يكن يعلم، فليتُب صاحبه وليستغفر الله على ما قاله في حقّ هذا الشخص و أن يذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها.
قتل النفس
من أعظم الكبائر وأكبرها بعد الشرك بالله -تعالى- هو قتل النفس، فقد حرّم الله -تعالى- قتل النّفس البشرية بغير وجه حقّ، فقد قال -تعالى-: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً).
ويجدرُ بالذكر أن القتل يشتمل على قتل النفس، وقتل الغير، ولكنّ قتل الغير أشدّ حُرمةً، وأعظمُ ذنباً لما فيه من شدّة وفظاعة الاعتداء على الغير، كما أنّ من يُعاقب بتطبيق الحدّ عليه في الدنيا، فقد غُفِرَ له ذنبه، ولا يُعاقب يوم القيامة مرةً أخرى.
هل الكبائر من الذنوب التي لا يغفرها الله ؟
تنقسم الذنوب إلى نوعان:
- ذنوب متعلّقة بحقِّ الله -تعالى-، وكفّارته كالآتي:
- من ترك بعض العبادات؛ كالصلاة والصيام وغيرها فيُجزِئُ فيها أن يتوب الشخص مع قضاء ما فاته من العبادة.
- من ترك عبادة تحتاج إلى كفارة؛ كنقض الأيمان، فتُجبَر بالتوبة مع دفع الكفارة.
- من ارتكب الذنب في حق الله -تعالى- عن جهل منه، وعدم معرفة بالأحكام، فعليه فقط التوبة، وأمّا الكُفر فيُغفر بالتوبة الصادقة والإتيان بالشهادتين.
- ما كان منها يتضمّن حقاً مالياً أو عينياً، فيُغفر الذنب بالتوبة وإعادة الحقوق إلى أصحابها، أو ما يُماثِلها إن كان قد تَلِف.
- ما كان منها غير متعلقٍ بالحقوق المالية، كالقذف والزنا فتُجبر بإقامة الحد.
- ما جاء بغيبةٍ أو نميمة، فكفارته التوبة إلى الله -تعالى- والاستغفار، والاستسماح من المُغتاب إن علم بها، وأما إن لم يكن يعلم فليستغفر الله -تعالى- على ذنبه ويذكر الشخص بالخير في المجالس التي اغتابه فيها.