ما هي الديانات السماوية
الديانات السماوية
يوجد لَغطٌ في مُصطَلح الدّيانات السماوية ، ولذلك يُمكن استبدالُ المُصطلح بمُسمّى الشرائع الإلهية، أو الرّسالات السماويّة؛ لأنّ الله عز وجل بَعثَ بِجَميع الرِّسالات والشّرائع لتَوحيده وعِبادته، واختار الإسلام ديناً لكلّ أهل الأرض قاطبة، وهذا ما بشّر به جميعَ الرسل والأنبياء؛ حيث أمرَهم الله عز وجل بدعوة الناس لدينه وطاعته وعبادته وحدَه لا يُشركون به شيئاً.
تعريف الدين لغةً واصطلاحاً
الدين لغةً من دان، يدين: أي تَعبّد بدينٍ مُعيّنٍ، وأمّا الدين في الاصطلاح؛ هو النظام الشامل الذي يَخضع الفرد فيه لسلطةٍ عليا، ويتبع أوامرها، ويُطيعها، ويتقيّد بقَواعدها وقَوانينها، ويَأمل في طاعته الفوز بالجنّة، وحُسن الجزاء، ويَخاف عِصيانه وسوء عقابه.
الديانات السماوية
تقوم الدّيانات السماويّة على وحي الله لأنبيائه ورُسله من البشر، وتَدعو إلى توحيد الله عزّ وجل، وعبادته، وتنفيذ جميع أوامره، وإفراده بجميع صُنوف العِبادات ومسائل العقيدة دون تبديلٍ أو تغيير.
الدين اليهودي
اليهوديّة هي ديانة الأسباط من بني إسرائيل الذين يَنتسبون إلى إبراهيم عليه السلام، وقد أرسل الله -عزّ وجلّ- إليهم موسى عليه السلام نبيّاً ونَذيراً وأنزل معه التوراة؛ ليُعلّمهم الاستِسلام والخضوع وعبادة الله وحده لا شريك له، وهذا هو المَفهوم العام للإسلام؛ فهو دين الأنبياء والرسل جميعاً،قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
الدين اليهوديّ دينٌ سماويٌّ مقدّسٌ، وعقيدته الصحيحة تقرّ وتَعترف بوحدانية الخالق وتشريعاته وتؤمن باليوم الآخر وأحداثه، وقد أًُنزلت التّوراة على موسى -عليه السّلام-؛ لتنظيم حياة اليهود الدينيّة والتربويّة، ويبيّن علماء الأديان أنّ أوّل كتاب سماوي بعث هو التوراة، وأنّه يختلف عن الألواح المختصرة إذ تشمل التوراة على أقسامٍ علميّةٍ وعمليّةٍ.
الدين المسيحي
الديانة المسيحية أو النصرانيّة هي الرّسالة التي جاء بها عيسى ليُكمِل ما جاء به موسى -عليهما السلام-، مُصدّقةً لما جاء في التوراة من تعاليمٍ وجّهها الله -عزّ وجلّ- لبني إسرائيل، ودعاهم فيها إلى التوحيد والفضيلة.
تَعود المسيحية في أصلها إلى اليهوديّة؛ بل وجاءَت المسيحيّة لتُكمل ما دعت إليه اليهودية الصّحيحة وتؤيّده، ولتُصلح ما أفسده بنو إسرائيل من تعاليمها وعباراتها، ومكانة عيسى -عليه السّلام- عند قومه وواقعه الإنساني، وقد واجه عيسى -عليه السلام- رفضاً من قِبل اليهود لكنّه استمرّ بدعوته، وبعد رفعه إلى السماء حمل تلاميذه الحواريّون رسالته وأخذوا يَنتشرون بين النّاس.
الدين الإسلامي
رسالة الإسلام رسالةٌ مُكمّلةٌ للرّسالات السماويّة كافّةً؛ إذ أكّدت على توحيد الله -عزّ وجلّ-؛ حيث بعث الله -تعالى- رسله الكرام لدعوة الناس لعبادته وتوحيده، فكانوا أوّل العابدين له، والإسلام هو آخر الرسالات التي أنزلها الله تعالى وخاتمتها، ونزلت على خاتم الأنبياء محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأنزل الله تعالى عليه القرآن الكريم؛ موضّحًا لهذا الدين ومبيِّنًا لتعاليمه، وحاصل دعوة الدين الإسلاميّ الدعوة إلى التوحيد بأقسامه:
- توحيد الربوبيّة: هو اعتقاد المُسلم بأنّ الله خلقه وحده من غير الاستِعانة بأحدٍ، وأنّه قريبٌ منه، يَحميه ويرعاه.
- توحيد الألوهيّة: هو اتّباع منهج المُشرّع، واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، والتضرّع له، وطَلب مَغفرته.
- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا التي وصف بها نفسه -سبحانه وتعالى- وإثباتها له.