ما هي الأميبا
ما هي الأميبا؟
تنتمي الأميبا (بالإنجليزية: Amoeba) إلى مملكة الطلائعيات أو الأوليات (بالإنجليزية: Protozoa)، وهي كائن حي وحيد الخلية، حقيقيّ النواة (بالإنجليزية: Eukaryotic) شديد الحركة،، يتغذّى على الطحالب ، والبكتيريا ، والخلايا النباتية، والأوليات المجهرية (بالإنجليزية: Microscopic protozoa)، والحيوانات عديدة الخلايا (بالإنجليزية: Metazoa)، عن طريق إحاطة جزيئات صغيرة من طعامه بالأقدام الكاذبة مشكلًا فجوة طعام تشبه الفقاعة، ليقوم من خلالها بهضم الطعام، أما المياه الزائدة والفضلات فتنتقل خارج الخلية من خلال الفجوات المُنقبضة (بالإنجليزية: Contractile Vacuoles).
ويُشار إلى أنّ بعض أنواع الأميبا تُصنّف من ضمن الطفيليات (بالإنجليزية: Parasites) وتوجد بعض الأنواع المعروفة من الأميبا التي تعيش على النباتات المتحللة في قاع المياه العذبة والبرك، أمّا عن حركة الاميبا فيُطلق عليها الحركة الأميبية، و تعتبر أكثر شكل بدائي لحركة الحيوانات، وتُعرف الأميبا بقدرتها على تكوين امتدادات سيتوبلازمية (بالإنجليزية: Cytoplasmic) مؤقتة يُطلق عليها الأقدام الكاذبة (بالإنجليزية: Pseudopodia) تستخدمها للتنقل والحركة.
هل الأميبا تُسبّب الأمراض؟
تُسبّب الأميبا العديد من الأمراض للإنسان، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الأمراض ونوع الأميبا التي تسببها:
- داء الأميبا: أو الزحار الأميبي (بالإنجليزية: Amoebiasis)، أو ما يعرف بالدوسنتاريا الأميبية (بالإنجليزية: Amoebic dysentery)، وهي عدوى تُسببها الأميبا الحَالّة للنُسُج (بالإنجليزية: Entamoeba histolytica)، وتبعًا للمعاهد الوطنية للصحة (بالإنجليزية: National Institutes of Health)، فإنّ هذه الطفيليات تغزو جدار القولون مسببًة التهابًا في القولون، أو إسهالًا شديدًا ودوسنتاريا.
- التهاب القرنية الشوكميبي: (بالإنجليزية: Acanthamoeba keratitis)، وهي عدوى نادرة تصيب قرنية العين يُسبّبها نوع من الأميبا يسمّى الشَّوكَميبَة (بالإنجليزية: Acanthamoeba)، يعيش بشكل حر في التربة والهواء والماء، وتبعًا لما نشرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: The Centers for Disease Control and Prevention) فإنّه يرتفع خطر الإصابة بهذه العدوى لدى الأفراد الذين يرتدون العدسات اللاصقة، خاصًة إن لم يتم اتباع إجراءات السلامة والنظافة الخاصّة بارتدائها؛ مثل التخزين غير السليم، وكيفية التعامل معها وتعقيمها، أو في حال ارتدائها عند السباحة.
- التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي: (بالإنجليزية: Primary amoebic meningoencephalitis) واختصارًا PAM، وهي عدوى نادرة تصيب الدماغ لكنها غالبًا ما تكون قاتلة، تُسببها النيجلرية الدجاجية (بالإنجليزية: Naegleria fowleri) ويُطلق عليها أيضًا الأميبا الآكلة للدماغ، ويُشار إلى أنّ هذا النوع من الأميبا يدخل عن طريق الأنف وينتقل إلى الدماغ، ويعيش في المياه العذبة الدافئة كالينابيع الحارة، والأنهار، والبحيرات، أو في حمامات السباحة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكلور، ومياه الصنبور الساخنة الملوثة، ومع ذلك وتبعًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فلا يُمكن أن يُصاب الأفراد بالعدوى بمجرد ابتلاع الماء الملوثة.
أعراض الإصابة بالأميبا
تبعًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإنّ الحمّى والقيء تُعدّ من الأعراض المُبكرة للنيجلرية الدجاجية، والتي قد تتطور إلى أعراض أكثر شدة كالإصابة بالهلوسة أو حتى الإغماء، أمّا بالنسبة لداء الأميبا، ففي كثير من الحالات تعيش الطفيليات التي تُسببه في الأمعاء الغليظة للمصاب دون أن ينتج عنها أيّ أعراض واضحة، ولكن في حالات أخرى قد تظهر على المريض بعض الأعراض ومنها:
- حمّى .
- ألم في المعدة.
- إسهال ، وقد يكون مصحوبًا بالدم أحيانًا.
- آلام ومغص في البطن.
- غثيان .
- فقدان الشهية.
كيفية تشخيص الإصابة بالأميبا
قد يشخص الطبيب حالات الأميبا من خلال ما يأتي:
- يتعرّف الطبيب على السيرة المرضية وتاريخ السفر للشخص المعني بعد ظهور أعراض الإصابة عليه.
- يجري الطبيب فحص البراز للمصاب، وقد يُلجأ لسحب عينات دم منه لعدة أيام.
- قد يجري الطبيب فحوصات وظائف الكبد ؛ للتأكد إن كانت الأميبا قد أضرّت بالكبد.
- قد يُجري الطبيب فحص الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) أو الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) للتحقق من وجود ضرر في الكبد، وذلك عند انتشار الطفيليات خارج الأمعاء ففي هذه الحالة قد لا تظهر في فحص البراز.
- قد يأخذ الطبيب خزعة من الكبد في حال تضرره؛ للتحقق من وجود خراجات، إذ إنّ وجودها يُعدّ من المضاعفات الخطيرة لداء الأميبا.
- قد يُجري الطبيب تنظيرًا للقولون (بالإنجليزية: Colonoscopy) وذلك للتحقق من وجود الطفيليات في الأمعاء الغليظة أو القولون.
المدة المتوقعة للإصابة
تعيش الأميبا غير المؤذية في الأمعاء دون أن تسبّب أعراضًا لسنوات، ولكن عندما تهاجم الأميبا مسببًة أعراض الزحار الأميبي، فقد تستمر نوباتها من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، وإن لم يتم علاجها فقد يتعرض المريض لنوبات أخرى.
علاج الأميبا
يتمّ علاج الأميبا كما يأتي:
علاج الزخار الأميبي
يتم علاج داء الأميبا الموجود في الجهاز الهضمي باستخدام عدة أدوية، نذكر منها ما يأتي:
- أدوية نيتروميدازول: (بالإنجليزية: Nitroimidazole)، وتتضمن دواء ميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، و تينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole)، إذ تقتل هذه الأدوية الأميبا الموجودة في الدم، وجدار الأمعاء وخراجات الكبد.
- أدوية اللومينال: (بالإنجليزية: Luminal drugs)، تقتل هذه الأدوية الأميبا و الأكياس المحصورة في الأمعاء، وقد يتمّ استخدام هذه الأدوية وحدها في إزالة الأميبا من أمعاء الأفراد الذين تظهر لديهم الأميبا في البراز دون وجود أعراض ظاهرة، في حين يتم استخدامها بالتزامن مع ميترونيدازول في حال ظهور أعراض الجهاز الهضمي، وتتضمن ثلاثة أدوية، وهي:
- يودوكينول (بالإنجليزية: Iodoquinol).
- بارومومايسين (بالإنجليزية: Paromomycin).
- ديلوكسانيد (بالإنجليزية: Diloxanide).
علاج النيجلرية الدجاجية
يتم علاج النيجلرية الدجاجية باستخدام مزيج من الأدوية، ومنها ما يأتي:
- دواء أمفوتيريسين "ب": (بالإنجليزية: Amphotericin B)، وهو دواء مضادّ للفطريات (بالإنجليزية: Antifungal drugs) يُستخدم لقتل الأميبا عن طريق حقنه في الوريد أو في الفراغ المحيط بالنخاع الشوكي .
- دواء ميلتيفوسين: (بالإنجليزية: Miltefosine)، يُعد من الأدوية التي ما زالت تحت الاختبار والذي يُستخدم عادًة في علاج سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) وداء الليشمانيات (بالإنجليزية: Leishmaniasis)، وقد أظهر في الدراسات التي تُجرى في المختبر وعلى الحيوانات نتائجَ واعدة ضد النيجلرية الدجاجية، كما وقد تم استخدامه بنجاح لعلاج عدوى تسببها أنواع أخرى من الأميبا.
- أدوية أخرى: وتشمل مضادات أخرى للفطريات أو مضادات حيوية (بالإنجليزية: Antibiotics).
ما الذي يمكن فعله لمنع انتشار داء الأميبا؟
يُشار إلى أهمية اتباع التعليمات والإرشادات التي تمنع انتشار داء الأميبا، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضٍ منها:
- غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد بعد استعمال المرحاض أو بعد لمس الحفاظات المُتسخة، وكذلك التخلص من مياه الصرف الصحي بشكل سليم، وذلك من أهم طرق الوقاية من داء الأميبا.
- تجنب تناول الطعام من الباعة المتجولين، والفواكه والخضراوات الطازجة التي تم تقشيرها مسبقًا من قبل آخرين، وكذلك منتجات الألبان غير المبسترة.
- شرب المياه من مصادر موثوقة وآمنة مثل المياه المعبأة في زجاجات مغلقة، و مياه الصنبور المغلية، و المياه الغازية من العلب المغلقة، وذلك في حال السفر إلى دولة ذات ظروف صحية سيئة.
- تجنّب المُصابين بالزخار الأميبي للاتصال الجنسي إلى أن يتم علاح العدوى والتأكد من زوالها.