ما هي أنواع الحب
الحب
عند سماع كلمة حب سيتبادر إلى ذهننا الحب العاطفي على الفور، ولكن الحب لا يقتصر على مفهوم معيّن ومحدد، فهو شعور لا إرادي في القلب ويكون تجاه أشخاص معيّنين كالأب والأم والأخ والصديق والحبيب والزوج، وهو شعور يدعونا للعطاء دون تفكير، وهذا المقال يوضح أنواع الحب المتعددة.
أنواع الحب
حب الله
إنَّ حب الله عزّ وجلّ هو الحب الذي نطلق عليه الحب الروحاني والذي يكون فيه العبد في علاقة وطيدة مع ربه، ويجب أن تكون محبتك لله مستمرة في جميع المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، وكما نعلم؛ فإنّ محبة الله عزّ وجلّ موجودة في الفطرة فالأنبياء كإبراهيم عليه السلام أخذ يبحث عن الخالق دون أن يخبره أحد بوجوده، فأخذ يتأمل ويحلل، وفطرته وتأمله أخذاه لمعرفة أن الله عزّ وجلّ هو رب السماوات والأرض وهو الذي خلقنا وخلق الشمس والقمر، وخلق الجنة والنار.
لذلك يجب علينا أن نحب الله عزّ وجلّ ونخشاه ونحبه بقلب صافٍ صادق، ويحب أن نعمل بما أمر به الله وأن نحب الله بقلب سليم، وأن تكون نيتنا في عمل أي شيء خالصة لله، وأن نستشعر وجود الخالق، وأن نصلي بخشية عند الوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ وكذلك يجب العمل بأركان الإسلام والتصديق بأركان الإيمان.
حب الأم والأب والعائلة
عندما يولد الطفل لا تكون لديه سوى غرائز، ومنها غريزته التي تجعله يذهب لأمه دون غيرها؛ ليحصل منها على الطعام، وأبيه الذي يفرقه من بين جميع الأشخاص، ففي بداية المراحل العمرية للطفل يكون حبه الوحيد لأمه وأبيه ويحرص على الالتصاق بهما، ويتمنى لو أن يبقى بجوارهما طوال الوقت؛ ليشعر بحبهم وحنانهم عليه، ففي أول خمس سنوات من عمر الطفل يكتفي الطفل بحب أمه وأبيه ولا ينظر لحب من حوله، فلا ينظر لحب أقاربه، فالأم والأب بالنسبة له بمثابة العالم الخاص؛ لذلك على الأم والأب أن يهتموا بالطفل في هذه المرحلة العمرية وإعطائه كل ما يحتاجه من حب وحنان، وإذا لم يحدث ذلك؛ فهذا سينعكس على سلوك الطفل عندما يكبر، فيكون ضعيف الشخصية أو سيصبح شخصًا قاسيًا بارد المشاعر.
حب الأصدقاء
يوجد في البيئة المحيطة بك العديد من الناس والشخصيات المختلفين، وقد ترتاح نفسك لأشخاص تعرفت عليهم منذ وقت قصير، وقد تنفر نفسك من أشخاص آخرين؛ وذلك يعود لأسباب متعددة، ومنها الانسجام مع شخص محدد، فيصبح بينكم صداقة متينة ويشعر الفرد أنه بحاجة لبناء علاقات وصداقات لتعزيز قدرته على عمل علاقات اجتماعية، وبالتالي فإن حب الأصدقاء أحد أنواع الحب.
حب الأولاد والأبناء
منذ أن يخلق الجنين في بطن أمه يشعر أهله بالسعادة التي تغمرهم؛ لأن الله سيرزقهم بنعمة من نعمه فيبدأ قلبهم يخفق؛ وذلك لترقب وصول المولد الجديد فيستقبلوه بمحبة كبيرة، فيعشق الأب والأم أبناءهم أكثر من حبهم لأنفسهم، فيفعلوا جميع الأشياء لتوفير سبل السعادة لأطفالهم ولتوفير جميع طلباتهم؛ كي ينعموا بحياة جميلة وسعيدة فيدلل الوالدين أبناءهم.
فعندما يكبر الشخص ويقارب عمره الثلاثين عامًا يشعر أنه في أمس الحاجة لوجود طفل يرعاه ويهبه جميع المحبة التي داخل قلبه، فيكون الإنسان في هذه المرحلة أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وتكون لدى الفتاة غريزة الأمومة القوية، التي تجعلها بحاجة لطفل تدلله وتداعبه وتربيه، وكذلك الأب في هذه المرحلة العمرية يشعر أنه بحاجة لمن يحمل اسمه ويتعلم منه، ويقلده، ويكون قطعةً من جسده فيحمل صفاته، أو طفلة تدلل أبيها وأمها وتحن عليهما وتعطي البيت جوًا من المرح والسرور.
حب الذات
لكل منا حيز بداخله يتركه لنفسه كي يحبها ويعتني بها، ويكون حب الذات في حاجتك لمعرفة ما تريد وما الذي تحتاجه في أي مرحلة من بناء الشخصية، وتعمد لبناء لشخصيتك؛ كي تشعر بثقتك بنفسك ومقدرتك على تحقيق ما تريد؛ ولمعرفة أنك شخص تستحق الثناء فكيف يمكن لأي شخص أن يحبك إذا لم تكن تحب نفسك؟ فقد أثبتت الدراسات أن أكثر الأشخاص الذين نحبهم هم أشخاص ذوو شخصيات تحمل بداخلها الثقة، والتقدير لنفسها، فحتى تحصل على شخص يحبك يجب أن تحب نفسك وهذا سيجعل لك قيمة أكبر لدى من حولك، وهذا يجعلك شخصاً أكثر نفعاً وجاذبيةً.
الحب العاطفي
يعتبر الحب العاطفي الذي يكون بين الرجل والمرأة من أكثر أنواع الحب الذي يكون عليه محور الاهتمام والأنظار، ويعتبر الحب العاطفي الذي ينشأ بين الرجل والمرأة من أهم الأنواع؛ لأن المشاعر فيه تكون متفجرة ويسعى كلا الطرفين إلى إظهار جميع معاني الحب لديه، وتمر علاقة الحب بين الطرفين بالكثير من التحديات التي تجعله يكبر أكثر، أو ينتهي، ففي المرحلة الأولى من الحب العاطفي يرى الطرفان مميزات بعضهم البعض ولا ينظر أحدهما لعيوب الآخر، في المرحلة الثانية يبدأ كل من الطرفين يتعرف على عيوب غيره فيبدأ بمحاولة تغييرها، أو التأقلم معها وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل، وهذه الفترة يحدث فيها انفصال بكثرة، فيجب الصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، وبعد اجتياز هذه المرحلة تعود الحياة لطبيعتها واستقرارها وتصبح حياة الطرفين منسجمة.
والحب العاطفي له العديد من الأنواع كالحب العفوي غير المشروط بأي غاية وهدف، فهذا الحب الذي يكون دون سبب، ويكون حب حقيقي ويكتب له الدوام؛ لأن الحب سيزول عند زوال السبب، أما الحب النقي الذي يكون سببه الانسجام والرضا لدى شريكك يكون حبًا حقيقيًا، وهناك حب الامتلاك الذي تريد فيه تملك الطرف الآخر، وهو يشبه الحب الأناني الذي يسعى فيه الطرف الآخر لإرضاء نفسه، وهناك حب من طرف واحد وفيه يكون الحب بلا مقابل.