ما هى أعراض انسحاب الترامادول
أعراض انسحاب الترامادول
قد يؤدي استخدام الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol) وخاصة لفترةٍ طويلةٍ وبجرعاتٍ عاليةٍ إلى الاعتماد عليه؛ لذلك فإنّ التوقّف التامّ والمفاجئ عن استخدامه يؤدي غالباً إلى المعاناة من أعراض انسحاب الدواء (بالإنجليزية: Withdrawal symptoms)، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض بعد 6-12 ساعةً من أخر جرعةٍ أُخذت من الدواء، وتجدر الإشارة إلى أنّ شدّة أعراض انسحاب دواء الترامادول تعتمد على عدّة عوامل أخرى؛ مثل شدّة الألم، ووجود تاريخ سابق لإساءة استخدام أحد الأدوية الأخرى، وفسيولوجيا الجسم؛ لهذا السبب فإنّ الأعراض الانسحابية للترامادول تختلف من شخصٍ لآخر، لكن بشكلٍ عامٍ، يُعدّ تأثير دواء الترامادول في مستقبلات الأفيونيات خفيفاً مقارنة بالمسكنات الأفيونية الأخرى؛ مثل الهيروين (بالإنجليزية: Heroin) والأوكسيكودون (بالانجليزية: Oxycodone)؛ لذلك فإنّ قدرة الدماغ على التأقلم مع التوقف عن تناول دواء الترامادول تكون أعلى مقارنةً بهذه الأدوية، إضافةً إلى أنّ الأعراض الانسحابية التي يُسبّبها الترامادول تكون أقل شدّةً مُقارنةً بالأعراض التي تُسبّبها الأفيونات الأخرى، وبشكلٍ عامّ تستمر الأعراض الانسحابيّة الحادّة لمدّة أسبوع بعد التوقّف عن استخدام الترامادول، لتقلّ شدّتها بعد ذلك، وقد تستمر أعراض مُحدّدة لفترةٍ أطول من ذلك، ويجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل دوريّ خلال فترة الانسحاب من دواء الترامادول وإخباره بأي أعراض يشعر بها المصاب ولا سيّما إذا كانت شديدة، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز الأعراض الانسحابية لدواء الترامادول:
- خفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitations).
- زيادة التعرّق.
- الشعور بألم يشبه وخز الإبر والدبابيس.
- الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، واضطراب دورة النوم والاستيقاظ الطبيعيّة لعدّة أيّام.
- الشعور بالقلق والعصبيّة.
- الرغبة الملحّة لاستخدام دواء الترامادول؛ للتخلّص من أعراض الانسحاب.
- زيادة الرغبة الملحّة لاستخدام الدواء، وقد يستمر الشعور بذلك عدّة أشهرٍ بعد التّوقف عن تناوله.
- زيادة شدّة الأرق .
- توسّع حدقيّة العين وزغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision)؛ لهذا ينصح بتجنّب إجهاد العين خلال هذه الفترة المؤقتة.
- التشوّش والارتباك، كما قد يعاني بعض الأشخاص من عدم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال لفترةٍ زمنيةٍ قصيرة.
- القلق، والذي يستمرّ لعدّة أيّام.
- الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression).
- التفكير اللاعقلانيّ واضطراب نمط التفكير، لكنّها حالةٌ مؤقتةٌ أيضاً.
- اضطراب النوم.
- تدمّع العيون.
- سيلان الأنف.
- التثاؤب المستمر.
- التعرّق الشديد.
- آلام العضلات وتشنّجها.
قد يُصاحب انسحاب الترامادول أعراض ناجمة عن تطوّر متلازمة السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin syndrome) خلال هذه المرحلة لدى بعض الأشخاص، والتي تشمل الإسهال، والشعور بالصُّداع، بالإضافة إلى تشنّج العضلات وتيبّسها، واضطراب عملية التنسيق بين حركة العضلات في بعض الحالات، وفي بعض الأحيان قد يعاني بعض الاشخاص من أعراضٍ خطيرةٍ تستدعي مراجعة الطبيب او الطوارئ فوراً، ويُشار إلى أنّ ذلك غير شائع؛ ومن هذه الأعراض اضطراب ضربات القلب، والحمّى، وفقدان الوعي، والنوبات (بالإنجليزية: Seizure).
العوامل المؤثرة في شدة أعراض انسحاب الترامادول
توجد العديد من العوامل التي قد تؤثر في شدّة أعراض انسحاب دواء الترامادول التي يعاني منها الشخص ومدى استمراريتها، وفيما يأتي بيان لبعضٍ منها:
- مدى الاعتماد على دواء الترامادول: قد يتأثر مدى اعتماد شخص ما على دواء الترامادول بالعديد من العوامل الشخصيّة؛ بما في ذلك مدّة استخدام الدواء، إذ توجد علاقة طرديّة بين مدّة الاستخدام ومدى الاعتماد عليه، ومن العوامل الأخرى المؤثرة في مدى الاعتماد على دواء الترامادول الجُرعة المُستخدمة والطريقة التي يتمّ من خلالها أخذ الدواء؛ كأخذه باستنشاقه عن طريق الأنف، أو تدخينه، أو حقنه، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الاعتماد على الترامادول قد يتمّ أيضًا عند تناوله بطريقة مشروعة لغرضٍ طبيّ، خاصة عند استخدامه لفترةٍ طويلة؛ كعدّة أسابيع أو شهور، ولكن تُفيد منظمة الصحة العالمية بأنّ احتمالية تطوّر الاعتماد وسرعة ذلك تكون أعلى بكثير عند استخدامه بطريقة غير مشروعة.
- الإصابة بمشاكل صحيّة أو نفسية: قد يتأثر انسحاب الترامادول بوجود اضطراب صحّي أو نفسي لدى الشخص.
- العوامل الوراثية: إذ إنّ وجود تاريخ عائلي أو شخصي للإدمان من شأنه أن يؤثر في مستوى الاعتماد والجدول الزمني للانسحاب، إذ يؤدي إلى زيادة فترة ظهور الأعراض الانسحابية، كما تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الأفراد الذين يمتلكون تاريخًا لتعاطي المخدرات يكونون مُعرضين بشكلٍ أكبر للاعتماد على الترامادول.
- العوامل البيئية: ومن أبرز هذه العوامل: عدم وجود دعم قوي من الأشخاص المُحيطين بالمريض، ووجود تاريخ للتعرّض لصدمة أو سوء معاملة، أو التعرض لضغط نفسي كبير.
- تعاطي المواد الأخرى: قد يتأثر الاعتماد على الترامادول وظهور الأعراض الانسحابية بتناول الشخص للأدوية أو المُخدّرات الأخرى أو شرب الكحول، إذ إنّ ذلك قد يلعب دورًا في زيادة مدّة استمرار الأعراض الانسحابية، ومن شأنه زيادة الآثار الجانبيّة المُحتملة.
تخفيف أعراض انسحاب الترامادول
يُلجأ لاتّباع استراتيجيّة الإزالة الطبيّة للسمّية (بالإنجليزية: Medical detox) في حالات الاعتماد الشديد على الترامادول، إذ يتمّ ذلك تحت إشراف طبيب مُختصّ بهدف تحقيق التّعافي الآمن من الاعتماد على الترامادول، كذلك فإنّ هذه الاستراتيجيّة تهدف إلى التخفيف من الأعراض الانسحابيّة المُترتبة على التوقّف عن الترامادول بشكلٍ مُفاجئ؛ وذلك من خلال اتباع السّبل التي تُمكّن من التخلص من تأثير الدواء ببطء، إضافةً إلى استخدام أنواع مُعينة من الأدوية والعلاجات السلوكيّة، واستنادًا إلى المعهد الوطني لتعاطي المخدرات فإنّ استخدام مزيج من الأساليب العلاجيّة، والدوائيّة، والدّاعمة يُعتبر الطريقة المثلى لعلاج الاعتماد على الترامادول أو إدمانه، إضافةً إلى الاضطرابات المُترتبة على استخدامه.
تقليل الجرعة بشكلٍ تدريجي
يتضمّن ذلك تقليل الجرعة اليوميّة المُتّبعة بشكلٍ تدريجي بدلًا من التوقّف عن تناول الدواء بشكلٍ مُفاجئ، إذ يُساهم ذلك في تعزيز قدرة الجسم على التكيّف مع الجرعات الأقلّ من الترامادول، واعتمادًا على مستوى إدمان الشخص قد يتمّ اتباع ذلك في العيادات الخارجيّة، أو المراكز الداخليّة، أو المُستشفيات المعنيّة بذلك، وفي الحقيقة يتمّ وضع جدول التقليل التدريجي للجرعة بالاعتماد على عوامل عدّة؛ بما في ذلك مدّة استخدام الترامادول، والجُرعة المُعتاد على استخدامها، والصحّة العامّة للشخص، والعمر، وما إذا كان الشخص يُعاني من مشاكل نفسيّة أخرى أم لا، كما يؤخذ بعين الاعتبار ما إذا كان الشخص يتعاطى موادّ أخرى إلى جانب الترامادول.
استخدام العلاجات الدوائية
توصف أنواع معينة من الأدوية للسيطرة على الرغبة المُلحّة لاستخدام الترامادول، ومنع العودة لتناوله، والتخفيف من شدّة بعض الأعراض الانسحابيّة؛ بما في ذلك الاكتئاب، وفيما يأتي بيان لأبرز الأدوية المُستخدمة لهذا الغرض والموافق عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء:
- دواء الميثادون: (بالإنجليزية: Methadone)، يمتاز هذا الدواء بتأثيره طويل الأمد على عكس الترامادول الذي يكون مفعوله قصير المدة، وبالتالي فإنّ بقاء الميثادون في الجسم لفترة طويلة يُمكّن من استخدامه عند اتباع استراتيجيات تقليل الأعراض الانسحابيّة للترامادول.
- دواء البوبرينورفين: (بالإنجليزية: Buprenorphine)، يمتاز هذا الدواء بتأثيره طويل الأمد أيضًا، ولكن لا ينشط المستقبلات بنفس الطريقة التي يتّبعها الترامادول، ويُساهم هذا الدواء في تقليل الأعراض الانسحابيّة التي قد تترتب على التوقّف عن تناول الترامادول ولكنّه لا يُسبّب التأثيرات العقليّة والنفسيّة للترامادول وبالتالي فهو غير قادر على منح ذات الشعور الذي يشعر به الشخص عند تعاطي الترامادول، ويمتلك هذا الدواء تأثيرًا مُعينًا مُتمثلًا بعدم حدوث أيّ تأثير عن تناول جرعة أكبر من الجرعة الموصى بها، ممّا يقلل الرغبة في إساءة استخدامه أو تعاطيه، وتجدر الإشارة إلى توفر بعض العقاقير التي تحتوي في تركيبتها على النالوكسون إضافةً إلى البوبرينورفين التي تُفيد في الحدّ من الانتكاس (بالإنجليزية: Relapse) بما يُمكّن من استخدامها بعد المراحل الأولى من التخلص من الإزالة الطبيّة للسمّية .
- دواء النالتريكسون: (بالإنجليزية: Naltrexone)، يُستخدم بهدف منع تنشيط مستقبلات الأفيونيات من قِبل المواد الأفيونية، ويُعتبر هذا الدواء مُفيدًا في حال استخدامه بعد المراحل الأولى من انسحاب الترامادول؛ أيّ عندما تتم إزالة الترامادول بالكامل من الجسم في سبيل الحفاظ على قدرة الشخص على الامتناع عن الأفيونيات.
قد تتضمّن استراتيجيّة الإزالة الطبيّة للسمّية والتغلّب على الأعراض الانسحابيّة استخدام أنواع أخرى من الأدوية؛ بما في ذلك أدوية الأسيتامينوفين (بالإنجليزية :Acetaminophen) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) لتخفيف الألم، والأدوية المُضادة للإسهال، ودواء الهيدروكسيزين (بالإنجليزية:Hydroxyzine) لتخفيف الغثيان، إضافة إلى أدوية الاكتئاب الأخرى للتغلّب على الشعور بالاكتئاب.
العلاجات السلوكية
تتضمّن الخطّة العلاجيّة لانسحاب الترامادول تقديم المشورة بشأن إساءة استخدام هذه الموادّ وإدمانها، بما يُساهم في التّغلب على إدمان الترامادول، والسلوكيات المتعلقة بتعاطي هذه المواد، وبناء مهارات الحياة الصحية، ويُمكن بيان الوسائل المُتّبعة في ذلك على النّحو الآتي:
- الاستشارة الفردية: ويشمل ذلك تحديد الأهداف، والتشاور بشأن العوائق، والتشجيع على التقدّم، ويتضمّن ذلك الحديث عن المخاوف القانونية والمشاكل العائلية، ويتم ذلك باتباع بعض العلاجات السلوكيّة؛ تحديدًا العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج المعزز التحفيزي، واستراتيجية منح حوافز للسلوكيات الإيجابية.
- الاستشارة الجماعية: والتي تهدف إلى منح الشخص الشعور بأنّه ليس الوحيد الذي يُعاني من هذه المشكلة، ويُمكن العلاج الجماعي من خلال الاستماع للآخرين ومعرفة الصعوبات التي يواجهونها وكذلك النجاح الذي حققوه بما يُمكّن من تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع المواقف عند مواجهتها.
- الاستشارة العائلية: إذ يتضمّن ذلك الاستعانة بالعائلة وأفراد الأسرة المقربين للشخص في سبيل مساعدته على تحقيق التعافي وتعزيز علاقته معهم.