ما هو مد التمكين
ما هو مد التمكين؟
يُعرّف مدُ التمكين على أنّه المد الذي يُؤتى به للفصل بين يائين؛ كقولهِ -تعالى-: (فِي يَوْمَيْنِ)، أو بين واوين؛ كقوله -تعالى-: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا)، وهو من أنواع المد الأصلي ، فهذا المد يكون لإثبات الواو أو الياء إذا جاء بعدهما حُرفٌ مُماثلٌ لهُما؛ مخافة إدغامُهما إو إسقاطُهُما، وهو من قبيل المد الطبيعيّ، ويُمد بمقدار حركتان.
وعرّفه بعضُ عُلماء التجويد بقولهم: أنه الياء المديّة إذا جاءت قبل ياءٍ مُتحركة، أو الواو المديّة إذا جاءت قبل واو مُتحركة، ويدُخل فيه أيضاً إذا اجتمعت يائين؛ الأولى مُشددة، والثانية ساكنة، كقوله -تعالى-: (حُيِّيتُمْ)، وهذا المد يكون لمنع إدغام الواو المديّة إذا جاءت قبل الواو المُتحركة، والانتباه لتشديد الياء الأولى إذا جاءت قبل الياء الساكنة، ومن أمثلته؛ قوله -تعالى-: (يُحْيِي وَيُمِيتُ)، وقوله -تعالى-: (يَلْوُونَ)، وهو أحد أنواع المدود التي تلحق بالمد الطبيعيّ أو الأصلي.
حكم مد التمكين
يُعدُّ مد التمكين أحد انواع المُدود المُلحقة بالمد الطبيعيّ، ويُمد بمقدار ألف؛ أي حركتان، وهو من المُدود التي ليس لرواية حفصٍ فيها إلا القصر؛ وهو المد بمقدار حركتين؛ لأنه يلحق بالمُدود الطبيعيّة أو الأصليّة، وهي المدُود التي لا تقوم ذات الحرف إلا بها .
سبب التسمية بمد التمكين
ذهب عُلماء التجويد في أنَّ سبب تسمية مد التمكين بهذا الاسم أنَّ المد فيه يخرجُ مُتمكناً بسبب الشدة، وقيل: لأن القارئ يتمكن من تطبيقه ولفظه بسبب الشدة؛ إذ إنَّ الياء الأولى مشددة مكسورة، والثانية تكون حرف مد، وأفرده العُلماء باسمٍ مُستقل مع أنه يلحق بالمد الطبيعيّ، وسُمّي بالتمكين؛ لأن الشدة الواقعة قبله مكنته بمقدار حركتين.
أمثلة على مد التمكين
توجد الكثير من الأمثلة في القُرآن الكريم على مد التمكين وحالاته، ومنها ما يأتي:
- الحالة الأولى: وقوع الياء المديّة بعد الياء المُشددة المكسورة، ومثالها كلمتي: "الأُميِّين"، الواردة في قوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)،وكلمة: "النَّبيِّين" الواردة في قوله -تعالى-: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ).
- الحالة الثانيّة: وُقوع الواو الساكنة المضموم ما قبلها، وأن تقع بعدها واو مُتحركة، كقوله -تعالى- في سورة آل عمران: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ)، ومثل: "قَالُوا وَأَقْبَلُوا"، أو وُقوع الياء الساكنة المكسور ما قبلها وبعدها ياء مُتحركة، ككلمة "الذي يوسوس" الواردة في قوله -تعالى-: (الَّذِي يُوَسْوِسُ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)، ويكون تمكين المد في هذه الحالة لمنع إدغامها أو إسقاطُها.
- الحالة الثالثة: وُقوع الواو المدية بعد الواو المضمومة، ككلمة: "يَلْوُونَ"، أو وُقوع الياء المديّة بعد ياء مكسورة ككلمة: "يُحْيي"، وكلمة: "لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ"، الواردة في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).