ما هو علاج الكولسترول
علاج الكولسترول بتغيير نمط الحياة
يُعدُّ إجراء تغييرات على نمط الحياة أبسط طريقة لتحسين مستويات الكولسترول، ويتضمَّن ذلك ما يأتي:
اتباع نظام غذائي صحي للقلب
يتضمَّن هذا النظام اتِّباع حمية غذائيَّة تهدف إلى التقليل من مستويات الكولسترول، مثل: خطة داش الغذائيَّة (بالإنجليزية: DASH)، والنظام العلاجي لتغيير نمط الحياة، والذي يوصي بما يأتي:
اختيار الدهون الصحية
يجب التقليل من الأطعمة الغنيَّة بالكولسترول في حال الرغبة بخفض مستويات الكولسترول، بحيث تكون كمِّية الكولسترول المتناولة يوميّاً تقلُّ عن 200 ملغم، إذ يوجد الكولسترول في الأطعمة ذات المنشأ الحيواني، مثل: لحوم الأعضاء كالكبد، وصفار البيض، والروبيان، ومنتجات الألبان المصنوعة من حليب كامل الدسم، كما ينبغي الحدُّ من كمِّية الدهون الكلية، والدهون المشبعة ، فالدهون المشبعة هي دهون ضارَّة تتسبَّب في ارتفاع مستويات الكولسترول السيِّئ بشكل أكثر من غيرها، إذ توجد هذه الدهون في بعض اللحوم، ومنتجات الألبان، والأطعمة المصنعة، والشوكولاتة، وبعض المخبوزات، والأطعمة المقليَّة، كما يجب التقليل من الزيوت والدهون المهدرجة، مثل: البطاطا المقليَّة، والسمن النباتي، والرقائق المملَّحة، إذ تحتوي هذه الأطعمة على الدهون المتحوِّلة، وهي دهون ضارَّة تزيد من نسبة الكولسترول السيِّئ وتُقلِّل من نسبة الكولسترول الجيِّد، ويمكن استبدال هذه الدهون بالدهون الصحِّية الموجودة في اللحوم قليلة الدهون، والمكسرات، والزيوت غير المهدرجة، مثل: زيت الكانولا، وزيت الزيتون، وزيت العصفر، وخلاصة القول يجب أن لا تزيد نسبة السعرات الحراريَّة اليوميَّة التي يتم الحصول عليها من الدهون الغذائيَّة عن 25-35%، أما السعرات الحراريَّة اليوميَّة التي يتم الحصول عليها من الدهون المشبعة يجب أن تقلَّ عن 7%.
الإكثار من تناول الخضروات والفواكه
من الممكن أن يساعد الإكثار من تناول الخضروات والفواكه على التقليل من الأطعمة ذات السعرات الحراريَّة المرتفعة، مثل: الأجبان، واللحوم، وغيرها، فهي تُعدُّ مصادر جيِّدة للفيتامينات والمعادن، كما أنَّها غنيَّة بالألياف الغذائيَّة ذات السعرات الحراريَّة القليلة، كما تحتوي الخضروات والفواكه على موادَّ قد تساعد على منع الإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّه يمكن إدخال الخضروات والفواكه إلى النظام الغذائي بسهولة، إذ يُنصح باختيار وصفات تكون فيها الخضروات أو الفواكه مكوِّناً رئيسيّاً، مثل: الخضروات المحمرة، أو سلطة الفواكه، كما يُنصح بالاحتفاظ بالخضروات مغسولة ومقطعة في الثلاجة، بحيث يسهل تناولها كوجبة خفيفة وسريعة، بالإضافة إلى وضع الفواكه في وعاء في غرفة الطعام بهدف تذكُّر تناولها.
الإكثار من الألياف
يُنصح باستهلاك ما يقارب 10-25 غراماً من الألياف القابلة للذوبان يوميّاً، إذ إنَّ هذا النوع من الألياف من أهم مكوِّنات النظام الغذائي الخاصِّ بالكولسترول، ويمكن الحصول على هذه الألياف من بعض الأطعمة، مثل: الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليَّات، ولأنَّ تناول الألياف ليس من عادات الناس اليوميَّة يتَّجه الآن منتجو الأطعمة إلى صناعة وجبات صحِّية وأخرى مدعَّمة بالألياف، لذلك يمكن القول بأنَّ استخدام مكمِّلات الألياف في ازدياد خلال السنوات الحاليَّة، وذلك لما لها من فوائد في تحسين صحَّة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى قدرتها المتوسطة على خفض مستويات الكولسترول السيِّئ، ومما ينبغي التنبيه إليه أنَّ تناول الألياف الغذائيَّة قد يتسبَّب في حدوث بعض الأعراض الجانبيَّة، ولتجنُّب حدوث هذه الأعراض والحصول على أكبر فائدة من الألياف يُنصح باتِّباع ما يأتي:
- زيادة استهلاك الألياف ببطء خلال بضعة أسابيع، لما لذلك من أهمِّية خاصَّة في منع حدوث أعراض جانبيَّة معيَّنة، مثل: الإسهال ، والانتفاخ، والشعور بعدم الراحة في البطن.
- شرب كمِّيات كافية من الماء والسوائل عند استهلاك الأطعمة الغنيَّة بالألياف، إذ يساعد ذلك على الوقاية من الإصابة بالإمساك الذي قد يعاني منه بعض الأشخاص عند البدء بنظام غذائي عالي الألياف.
- محاولة الحصول على الألياف من مصادر متنوِّعة، كإضافة الأطعمة الغنيَّة بالألياف، مثل: البقوليَّات والحبوب، فبها يمكن إضافة العناصر الغذائيَّة التي لا يمكن الحصول عليها من خلال استخدام مكمِّلات الألياف.
- التأكُّد من عدم تعارض الألياف مع استخدام الأدوية، ففي بعض الحالات تتفاعل الوجبات الغنيَّة بالألياف مع بعض الأدوية مسبِّبةً التقليل من فعاليتها.
التقليل من تناول الملح
توصي جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (بالإنجليزية: American Heart Association) باستهلاك ما لا يزيد عن ملعقة صغيرة من الملح يوميّاً لدى البالغين، إذ إنَّ استهلاك الكثير من الملح يُساهم في ارتفاع ضغط الدم الذي يعتبر أحد عوامل الخطر الرئيسيَّة للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة، وفيما يأتي ذكر مجموعة من الطرق التي تساعد على التقليل من استخدام الملح:
- التقليل من الأطعمة المصنعة والمعلبة كالشوربات والأطعمة المفرزة، حتى أنَّه تتم إضافة الملح إلى الدجاج وبعض أنواع اللحوم خلال عمليَّة التصنيع، لذلك يُنصح باختيار اللحوم غير المملَّحة، وتحضير الشوربات والطعام في المنزل، وتناول الأطعمة الطازجة، وذلك لما له من دور كبير في التقليل من استخدام الصوديوم .
- استخدام التوابل والبهارات بدلاً من الملح لإضافة النكهات إلى الطعام، مثل: الكمون، وورق الغار، والفلفل الحلو، كما يمكن استخدام الأعشاب الطازجة، مثل: الزعتر، أو الريحان، أو الثوم، فهي تُعدُّ بديلاً شهيّاً للملح، إذ إنَّ إعداد الطعام في المنزل يسمح بالتحكُّم في كمِّية الملح المستهلكة.
- استخدام المنتجات قليلة الأملاح أو المحتوية على بدائل الأملاح، إذ يُنصح باختيار التوابل والمنتجات الأخرى بعناية، وذلك بالنظر إلى ملصق المنتج والبحث عن كلمات تدلُّ على خلوِّه من الملح، مثل: خالي من الصوديوم، أو غير مملَّح، أو قليل الصوديوم، ويمكن القول أنَّ الطبخ دون ملح واستخدام المكوِّنات الطازجة يعتبر الأفضل والأمثل.
ممارسة التمارين الرياضية
تساعد ممارسة التمارين الرياضيَّة عدَّة مرَّات في الأسبوع وخاصَّة التمارين عالية الشدَّة على رفع مستوى الكولسترول الجيِّد، وتُحفِّز آثاره المضادَّة للالتهابات والمضادَّة للأكسدة، إذ توصي معظم منظمات الصحَّة العامَّة بممارسة التمارين المتوسِّطة إلى الشديدة، مثل: الركض، أو المشي، أو ركوب الدراجات، أو زراعة النباتات لمدَّة لا تقلُّ عن 30 دقيقة يوميّاً، ومن ناحية أخرى تساعد ممارسة التمارين الرياضيَّة على خفض مستويات الكولسترول من خلال خسارة الوزن أو المحافظة عليه، إذ إنَّ المعاناة من الوزن الزائد تزيد من نسبة الكولسترول السيِّئ في الدم، كما أنَّ التمارين الرياضيَّة تُحفِّز إفراز الإنزيمات التي تساعد على نقل الكولسترول السيِّئ من الدم والأوعية الدمويَّة إلى الكبد، إذ يتم في الكبد تحويل هذا الكولسترول إلى العصارة الصفراويَّة اللازمة لعمليَّات الهضم أو يتم التخلُّص منه، وبذلك يمكن القول أنَّه كلما زادت ممارسة التمارين الرياضيَّة زاد تخلُّص الجسم من الكولسترول السيِّئ، ويمكن البدء بممارسة التمارين الرياضيَّة من خلال اتِّباع بعض النصائح، وتتضمَّن ما يأتي:
- البدء ببطء إذا كان الشخص يمارس الرياضة لأوَّل مرَّة، بحيث يبدأ الشخص بممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل بطيء ولمدَّة زمنيَّة قصيرة، فمن الممكن أن تكون فترة البداية تتراوح بين 15-20 دقيقة، وقد تكون أقل من ذلك في بعض الحالات، ثم زيادة هذه المدَّة تدريجيّاً.
- محاولة زيادة مدَّة التمارين الرياضيَّة بحيث لا تقلُّ عن 30 دقيقة، بالإضافة إلى فترة الإحماء والتبريد وتبلغ مدَّة كلٍّ منها 5 دقائق، ولو اضطر الأمر إلى تقسيم مدَّة التمارين الرياضيَّة إلى عدَّة فترات من ممارسة الأنشطة الصغيرة خلال اليوم.
- ممارسة التمارين الرياضيَّة لمدَّة 30 دقيقة في 7 أيام، أو لمدة 40 دقيقة في 5 أيام، فالهدف الوصول إلى 200 دقيقة من ممارسة التمارين الرياضيَّة في الأسبوع.
- الحرص على أن يكون التمرين معتدلاً إلى ثقيل، بحيث يستطيع الشخص إجراء محادثة دون شعوره بضيق نفس شديد، ومع ذلك من اللازم أن يشعر الشخص بضيق التنفُّس إلى الحدِّ الذي لا يسمح له بالغناء بشكل مريح.
إنقاص الوزن
تساعد خسارة الوزن على التقليل من مستويات الكولسترول إذا كان الشخص يعاني من السمنة بالتزامن مع ارتفاع مستويات الكولسترول، كما أنَّ إنقاص الوزن يُقلِّل من خطر الإصابة بالحالات الصحِّية المرتبطة بالسمنة، مثل: أمراض القلب الوعائيَّة (بالإنجليزية: Cardiovascular disease)، والسكري ، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول يكون الوزن لديهم ضمن قيم الوزن المثالي.
الإقلاع عن التدخين
يُحسِّن الإقلاع عن التدخين من مستويات الكولسترول الجيِّد، كما أنَّ له فوائد عدَّة تظهر بسرعة، ويمكن بيانها كما يأتي:
- خلال 20 دقيقة من الإقلاع عن التدخين: يعود ضغط الدم ومعدَّل ضربات القلب -الناتج اضطرابه عن تحفيز السجائر- إلى وضعه الطبيعي.
- خلال ثلاثة أشهر من الإقلاع عن التدخين: تبدأ وظيفة الرئتين والدورة الدمويَّة بالتحسُّن.
- خلال عام واحد من الإقلاع عن التدخين: ينخفض الخطر الخاصُّ بالمدخنين المتعلِّق بالإصابة بأمراض القلب إلى النصف.
العلاج الدوائيّ لارتفاع الكوليسترول
الأدوية
قد يوصي الطبيب بأخذ بعض الأدوية للمساعدة على خفض مستويات الكولسترول السيِّئ إذا لم تفلح الحمية الغذائيَّة المتَّبعة وممارسة التمارين الرياضيَّة في التقليل من مستوياته بشكلٍ كافٍ، مع ضرورة المحافظة على نمط الحياة الجديد وعاداته، وهناك العديد من الأدوية الموصوفة والمستخدمة في التقليل من مستويات الكولسترول السيِّئ، ويمكن بيانها كما يأتي:
الستاتينات
تعتبر الستاتينات (بالإنجليزية: Statin) الخيار الأوَّل الذي يصفه الأطبَّاء لخفض مستويات الكولسترول السيِّئ، فقد أظهرت بعض الدراسات أنَّ الستاتينات تُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة، مثل: النوبة القلبيَّة ، كما أنَّها تُقلِّل من مستويات ثلاثي الغليسريد (بالإنجليزية: Triglyceride)، وهو نوع آخر من الدهون الموجودة في الدم، وتزيد مستويات الكولسترول الجيِّد بنسب معتدلة، ويجدر العلم أنَّ الستاتينات تزيد من كمِّيات الكولسترول التي يتم نقلها وسحبها من الدم إلى الكبد، كما أنَّها تعمل من خلال التأثير في الإنزيم الذي يستخدمه الجسم في عمليَّة تصنيع الكولسترول، الأمر الذي يؤدِّي إلى عدم تصنيع الجسم للكولسترول بالكمِّيات السابقة لأخذ الستاتينات.
وتجدر الإشارة إلى توفُّر خمسة أنواع من الستاتينات يتم صرفها من خلال وصفة طبِّية، وهي: سيمفاستاتين (بالإنجليزية: Simvastatin)، ورسيوفاستاتين (بالإنجليزية: Rosuvastatin)، وفلوفاستاتين (بالإنجليزية: Fluvastatin)، وأتورفاستاتين (بالإنجليزية: Atorvastatin)، وبرافاستاتين (بالإنجليزية: Pravastatin)، إذ إنَّ هذه الستاتينات تصنع على شكل أقراص تؤخذ مرَّة واحدة يوميّاً بغضِّ النظر عن وقت أخذها، إلا أنَّه من الضروري أخذها في الموعد نفسه كلَّ يوم، وهناك بعض الأنواع التي يلزم تناولها في فترة المساء، لذلك تجب استشارة الطبيب حول الموعد المناسب لأخذ هذا الدواء، ومما ينبغي التنبيه إليه أنَّ استخدام الستاتينات يستمرُّ طول فترة حياة المريض، لأنَّه من الممكن أن يعود مستوى الكولسترول إلى مستويات مرتفعة خلال بضعة أسابيع بمجرَّد التوقُّف عن تناول الدواء، وفي حال نسيان تناول الجرعة في أحد الأيام فليس من الضروري تناول جرعة إضافيَّة، وإنَّما يتم أخذ الدواء في الوقت نفسه من اليوم التالي.
وبالرغم من أنَّ معظم الأشخاص الذين يتناولون الستاتينات لا يعانون من أيَّة آثار جانبية، إذ إنَّ الستاتينات يمكن تحمُّلها بشكلٍ عام، إلا أنَّ بعض الأشخاص عادةً ما يعانون من أعراض جانبيَّة بسيطة، مثل: الصداع ، ومشاكل في النوم أو الأرق، واضطراب في المعدة.
إزيتمايب
يتم وصف الإزيتمايب (بالإنجليزية: Ezetimibe) عادةً بالتزامن مع استخدام الستاتينات، كما يمكن استخدامه وحده لدى المرضى الذين لا يستطيعون تحمُّل الستاتينات، فهو يُضعِف قدرة الجسم على امتصاص الكولسترول من الطعام بالإضافة إلى الكولسترول الذي يصنع داخل الجسم، وبالتالي فهو يُقلِّل من مستويات الكولسترول السيِّئ، إلا أنَّه يتسبَّب بحدوث آثار جانبيَّة قليلة نسبيّاً، وينبغي التنبيه إلى ضرورة تجنُّب تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون والكولسترول، إذ إنَّ فعاليَّة هذا الدواء لن تكون بالشكل المطلوب إذا لم يتبع المريض حمية مُخفِّضة للكولسترول.
حمض النيكوتينيك
إنَّ لحمض النيكوتينيك (بالإنجليزية: Nicotinic acid) أو كما هو معروف باسم النياسين قدرة على التقليل من مستوى الليبيدات في مصل الدم، فهو أحد فيتامينات ب الذائبة في الماء، وذلك من خلال تثبيط تصنيع البروتين الدهني منخفض الكثافة جدّاً (بالإنجليزية: Very-low-density lipoprotein) الذي يعتبر من طلائع أو مادة سابقة لتصنيع البروتين الدهني المنخفض الكثافة، وبالتالي فهو يُقلِّل من تراكيز كلٍّ من الكولسترول وثلاثي الغليسريد في مصل الدم، ومن الجدير بالذكر أنَّ استخدام حمض النيكوتينيك عن طريق الفم يُقلِّل من مستويات الكولسترول خلال عدَّة أيَّام، بينما يُقلِّل من مستويات ثلاثي الغليسريد خلال عدَّة ساعات، وينبغي التنبيه إلى أنَّ حمض النيكوتينيك قد يتسبَّب في حدوث تورُّد أو احمرار في الوجه والرقبة، وذلك عند استخدامه بجرعات كبيرة، إذ يتورَّد الجلد خلال ارتفاع تركيز الحمض في بلازما الدم، ويُعزى حدوث هذه الأعراض إلى آثار حمض النيكوتينيك الموسعة للأوعية الدمويَّة، أو ما يُعرف بالتوسيع الوعائي (بالإنجليزية: Vasodilation)، إلا أنَّ هذه الأعراض عادةً ما تزول بعد 2-6 أسابيع، ولكن قد تعود هذه الأعراض من جديد عند نسيان أخذ إحدى الجرعات، وعليه تلزم مراجعة الطبيب عند حدوث ذلك، ومن الممكن أن يصف الطبيب شيئاً معيَّناً لوقف هذه الأعراض، كما قد يتسبَّب حمض النيكوتينيك في الإصابة بالنقرس واضطراب المعدة.
منحيات حامض الصفراء
تستخدم منحيات حامض الصفراء (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant) في خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، وذلك من خلال ارتباطها بعد تناولها عن طريق الفم بأحماض الصفراء الموجودة في الأمعاء والتي تحتوي على الكولسترول، مكوِّنة مركَّباً غير قابل للذوبان يتم خروجه من البراز، إذ إنَّ هذه العمليَّة تمنع إعادة امتصاص هذه الأحماض إلى الجسم، مما يؤدِّي إلى انخفاض مستويات أحماض الصفراء، وهذا الأمر يستدعي زيادة إنتاج الجسم لأحماض الصفراء باستخدام الكولسترول في الكبد، مما يعني انخفاض مستويات الكولسترول وزيادة نشاط مستقبل الكولسترول السيِّئ، وبالتالي تزداد عمليَّة سحب ونقل الكولسترول السيِّئ من الدم لاستخدامه في عمليَّة تصنيع أحماض الصفراء، ويعتبر الكولسترامين (بالإنجليزية: Colestyramine) والكوليستيبول (بالإنجليزية: Colestipol) من الأمثلة المعروفة على منحيات حامض الصفراء.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأدوية يمكن استخدامها بالتزامن مع الستاتينات للمرضى الذين تكون لديهم مستويات الكولتسرول مرتفعة جدّاً تصل إلى أكثر من 240 ميليغرام/ديسيلتر، وقد توصف بالتزامن مع اتِّباع حمية غذائيَّة لدى الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الكولسترول بالإضافة إلى إصابتهم بأحد أمراض القلب، أو المعرَّضين للإصابة بأمراض القلب بشكلٍ كبير، وذلك بهدف التقليل من مستويات الكولسترول السيِّئ.
النوع التاسع سبتيليزين/ كيكسين كونفيرتاز طليعة البروتين
تُعرف هذه الأدوية على أنَّها أجسام مضادَّة وحيدة النسيلة، وهي نوع من الأدوية الحيويَّة تمَّت الموافقة على استخدامها بالتزامن مع استخدام الستاتينات لما أظهرته من نتائج هائلة في التقليل من مستويات الكولسترول السيِّئ في عام 2015م، فهي من الأدوية القابلة للحقن تحت الجلد وتعمل من خلال الارتباط والتثبيط لإنزيم معيَّن موجود في الكبد، إذ إنَّ عمليَّة التثبيط هذه تسمح بتوفُّر المزيد من مستقبلات الكولسترول السيِّئ للالتقاط ونقله من الدم بهدف تحطيمه، وفي الحقيقة من الممكن أن تُستخدم هذه الأدوية إما وحدها أو مع إجراء تغييرات في نمط الحياة للتقليل من الكولسترول في حالات معيَّنة، أو بالتزامن مع أدوية أخرى، وفي هذا السياق يجدر العلم أنَّ هذه الأدوية تُستخدم بشكلٍ رئيسي لدى المصابين بفرط كولسترول الدم العائلي، والذي يُعرَّف على أنَّه حالة وراثيَّة تتسبَّب في ارتفاع مستوى الكولسترول السيِّئ بشكلٍ كبير جدّاً.
الفايبرات
تُعدُّ الفايبرات (بالإنجليزية: Fibrate) من أفضل الأدوية المستخدمة في تقليل مستويات ثلاثي الغليسريد والكولسترول، فهي مواد ناهضة تُنشِّط نوعاً من المستقبلات الموجودة في العديد من خلايا الجسم، والتي تدخل في عمليَّة تحطيم الدهون الغذائيَّة، وخاصَّة الكولسترول وثلاثي الغليسريد، وتُعرَف هذه المستقبلات باسم المستقبلات المنشِّطة لمكاثر البيروكسيسوم (بالإنجليزية: Peroxisome proliferator-activated receptor)، إذ إنَّ تنشيط هذه المستقبلات يُسرِّع من عمليَّة تحطيم الدهون، وهذا ما يساعد على التخلُّص من الكولسترول وثلاثي الغليسريد من الدم، إلا أنَّ هذه الأدوية غير فعَّالة في خفض مستويات الكولسترول السيِّئ، وينبغي التنبيه إلى ضرورة بدء المريض باتِّباع حمية غذائيَّة للتقليل من الكولسترول قبل البدء في استخدام الفايبرات، إذ إنَّ الفايبرات تُعدُّ عاملًا مساعداً فقط للحمية الغذائيَّة والأدوية الأخرى، ولا يمكن استخدامها كخيار علاجي أوَّلي.
فِصادة البروتين الدهني منخفض الكثافة
يُوصى بإجراء فِصادة البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: LDL apheresis) لدى المرضى الذين لم تستجب أجسامهم للحمية الغذائيَّة المتَّبعة أو الأدوية المستخدمة في سبيل السيطرة على مستويات الكولسترول السيِّئ، وبشكلٍ رئيسي فإنَّ هذا الإجراء يُستخدم في علاج المصابين بفرط كولسترول الدم العائلي، كما يمكن استخدامه في علاج أمراض نادرة أخرى، إذ تتم فيه إزالة البروتين الدهني منخفض الكثافة، وذلك من خلال سحب كمِّيات صغيرة من الدم بشكلٍ تدريجي باستخدام إبرة أو قسطار مركزي، أو توصيلة شريانيَّة وريديَّة، إذ يتم دوران هذا الدم خلال آلة تفصل الدم الكامل عن البلازما، ودورانه خلال فلتر لإزالة الكولسترول السيِّئ من البلازما، ثم تتم إعادة الدم والبلازما إلى جسم المريض من خلال الحقنة الوريديَّة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ إجراء هذه العمليَّة مرَّة واحدة يُقلِّل من مستويات الكولسترول السيِّئ بما نسبته 65-70%، ولكن يحتاج المريض إلى تكرار هذه العمليَّة بشكلٍ عام كلَّ أسبوع إلى أسبوعين للمحافظة على مستويات منخفضة من الكولسترول.
الالتزام بالعلاج
إنَّ الالتزام بالخطَّة العلاجيَّة الفعَّالة يُعدُّ من الأمور الضروريَّة في حال بدأت نتائج هذه الخطَّة بالظهور، إذ إنَّ علاج ارتفاع الكولسترول أو ثلاثي الغليسريد يُعدُّ عمليَّة طويلة الأمد ويستمرُّ مدى الحياة، وعلى الرغم من أنَّ أدوية علاج الكولسترول قادرة على خفض مستويات الكولسترول بشكلٍ سريع، إلا أنَّه عادةً ما تحتاج إلى 6-12 شهراً قبل ملاحظة تأثير التغييرات المجراة على نمط الحياة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة عدم التوقُّف عن أخذ العلاج، إذ إنَّ ذلك يزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبيَّة والسكتة الدماغيَّة وغيرها من مشاكل القلب الوعائيَّة، ويُعزى ذلك إلى أنَّ إيقاف العلاج يسمح لمستويات الدهون بالارتفاع مرَّة أخرى، وفي الحقيقة يضطر معظم الأشخاص إلى التوقُّف عن أخذ العلاج لما يسبِّبه من أعراض جانبيَّة، إلا أنَّه يمكن اختيار العلاج المناسب لكلِّ مريض، إذ تتوفَّر اليوم العديد من الأدوية المتنوِّعة المستخدمة في علاج ارتفاع الكولسترول .