ما معنى صفات الله تعالى
معنى الصفات في اللغة
الصفات لغةً من الصّفة وهو الحالة التي يكون عليها الشيء من نعته وحليته، وهي عند النحويين الكلمة التي تعطي دلالة على معنى يضاف إلى الاسم لتدل على حالة له وهي النعت، واسم المفعول، واسم الفاعل، والصفة المشبهة، واسم التفضيل.
معنى صفات الله تعالى اصطلاحاً
يدل معنى صفات الله تعالى على الصفات الثابتة له سبحانه، وتسمى الكمالية كالعدل والقدرة، والصفات الجلالية وهي التي يجل سبحانه عن الاتصاف بها مثل العجز والظلم ، وقد أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية على سؤال حول الفرق بين أسماء الله وصفاته بأنّ الاسم هو ما دلّ على ذات الله تعالى مع صفات الكمال القائمة بذاته، ومن تلك الأسماء العليم، والحكيم، والسميع، والبصير، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بذاته سبحانه، مثل السمع، والعلم، والحكمة، وبالتالي فإنّ الأسماء وفق هذا التعريف تدلّ على أمرين، بينما تدل الصفة على أمر واحد، ويقال كذلك إنّ الإسماء متضمنة للصفات، وأنّ الصفات مستلزمة للأسماء.
الفرق بين الأسماء والصفات
يدرك الفرق بين الاسماء والصفات من خلال ما يأتي:
- أسماء الله تعالى يشتق منها صفات، بينما لا يشتق من صفاته سبحانه أسماء، ومثال على ذلك أن يشتق من أسماء الرحيم والعظيم، والقادر صفات كالرحمة، والقدرة، والعظمة، بينما لا يشتق من الصفات أسماء، مثال على ذلك صفات الإرادة والمكر حيث لا يشتق منها اسم المريد أو الماكر مثلاً.
- أسماء الله تعالى لا تشتق من أفعاله، ومثال على ذلك فعل يحب ويكره، فلا يقال المحب، والكاره، بينما يكون باب الصفات أوسع كما يقال، ذلك لأنّه يشتق من أفعاله سبحانه صفات، فيصح أن يقال المحبة والكره.
- الأسماء والصفات تشترك فيما بينها وأنّ كل منها يصح أن يستعاذ بها ويحلف بها، بخلاف التعبد والدعاء ، فأسماء الله تعالى يتعبد بها فيقال عبد الرحمن، وعبد الكريم، ولكن الصفات لا يتعبد بها فيقال عبد الرحمة أو عبد الكرم، وكذلك يصح الدعاء بالأسماء فيقال يا رحيم ارحمنا، بينما لا يصح الدعاء بالصفات كأن يقال يا رحمة ارحمينا، ذلك أنّ الصفات ليست هي ذات الله تعالى كالرحمة والعزة بل هي صفة للموصوف، وما كان صفة له سبحانه فلا يصح الدعاء أو التعبد بها.
أقسام صفات الله تعالى
تنقسم الصفات إلى عدة أقسام وفق عدة اعتبارات وهي:
أقسام الصفات وفق ثبوتها من عدمه
- صفات ثابتة لله سبحانه: هي الصفات التي أثبتها سبحانه لنفسه في كتابه أو سنة نبيه، وهي صفات تدل على الكمال مثل صفات الحياة، والعلم والاستواء، وغير ذلك من الصفات.
- صفات سلبية: هي الصفات التي نفاها سبحانه عن نفسه في كتابه أو سنة نبيه الكريم، وهذه الصفات تدل على النقص والإيمان بها يكون من خلال نفيها عن الله تعالى، مع إثبات كمال ضدها، فالله تعالى يقول في كتابه: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، فنفي الظلم عن الله تعالى، يقتضي إثبات صفة العدل له سبحانه.
أقسام الصفات وفق أدلة ثبوتها
- صفات خبرية: هي الصفات التي قد تكون ذاتية مثل اليدين والوجه، وقد تكون فعلية مثل الضحك والفرح، وهي الصفات التي لا يمكن إثباتها لله تعالى إلا عن طريق السمع والخبر عنه سبحانه، أو عن طريق نبيه الكريم، وتسمى هذه الصفات كذلك بالصفات النقلية أو السمعية.
- صفات سمعية عقلية: قد تكون هذه الصفات ذاتية مثل العلم والقدرة والحياة، وقد تكون فعلية مثل الإعطاء، والخلق، وهذه الصفات يشترك في إثباتها الدليل السمعي أو النقلي مع الدليل العقلي.
أقسام الصفات بحسب تعلقها بذات الله وأفعاله
- صفات ذاتية: تسمى كذلك بالصفات اللازمة، وهي صفات ملازمة لذات الله تعالى لم يزل ولا يزال سبحانه متصفا بها ولا تنفك عن ذاته، ومثال على تلك الصفات العلم ، والحياة، والقدرة، والبصر، واليدين، والوجه.
- صفات فعلية: تسمى أيضاً بالصفات الإختيارية حيث تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، فهي صفات متجددة بحسب مشيئة الله سبحانه، ومثال على تلك الصفات صفة النزول إلى السماء الدنيا، والفرح، والغضب، وضابط هذه الصفات كما قال الشيخ عبد العزيز الراجحي أنّها صفات مقيدة بالمشيئة، فالله تعالى يرحم إذا شاء، ويغضب إذا شاء، بينما الصفات الذاتية غير مقيدة بالمشيئة فلا يقال يعلم إذا شاء، أو يقدر إذا شاء.
- صفات ذاتية: تكون فعلية باعتبارين، فهي ذاتية باعتبار أصل الصفة، وفعلية باعتبار آحاد الأفعال، ومثال على ذلك صفة الكلام، فهذه الصفة ذاتية باعتبار أصل الصفة، فصفة الكلام ثابتة لله فهو لم يزل ولا يزال متكلماً، وهي صفة فعلية باعتبار آحاد الكلام لأنّها مقيدة بمشيئته سبحانه.
أقسام الصفات باعتبار الكمال والجمال
- صفات الكمال: من تلك الصفات صفة الرحمة والمغفرة، وهي الصفات التي تبعث في نفوس العباد محبة الخالق سبحانه، والرغبة فيما عنده.
- صفات الجلال: من تلك الصفات صفة القدرة، والقوة، وهي صفات تبعث في نفوس العباد الخوف والخشية من الخالق، وتحثهم على تعظيمه.
مذهب السلف في التعامل مع آيات الصفات
يؤمن مذهب السلف في التعامل مع آيات الصفات بما أثبته الله لنفسه في كتابه من صفات الكمال، وما جاء في سنة نبيه، وأنّ معنى هذه الصفات مفهوم بدون تأويل تلك الصفات أو تكييفها، ذلك أنّ الكيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه، وفي الوقت نفسه ينزهون الله سبحانه من أن يكون مماثلاً للمخلوقين، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).