ما معنى بلغ السيل الزبى
معنى بلغ السيل الزبى
معنى بلغ السيلُ الزُّبَى: «هي جمع زُبْيَة، وهي حُفرةٌ تُحْفر للأسد إذا أرادوا صيده، وأصلها الرابية لا يعلوها الماء، فإذا بلغها السيل كان جارفًا مُجحفًا. يُضرب لمن جاوز الحد.»
القصة وراء قول مثل بلغ السيل الزبى
يقال إنَّ القصة التي تقف وراء هذا المثل العربي القديم هي أنَّ رجلًا كان يعمل في صيد الأُسُود فقام بحفر زُبْيَةٍ عميقةٍ على إحدى الروابي، ثم قام بتغطيتها بالأغصان والأعواد ووضع الطُّعْم الذي سيخدع به الأسد ويجذبه إلى تلك الزبية، فيسهل عليه اصطياده.
ولكن كما يُقال: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، حيث إنَّه في ذلك اليوم أمطرت السماء مطرًا غزيرًا وسالت السيول حتى وصلت تلك الرابية وطمرت الزبية التي أعدها ذلك الصياد لاصطياد الأسد، فأفسدت عليه الصيد، فقال حينها هذا المثل: (بلغ السيل الزبى).
مواقف يُقال فيها بلغ السيل الزبى
إذا طرأ على الإنسان أمرٌ معيّن، أو وقع في مشكلةٍ ما ووصلت إلى حدٍ كبيرٍ لا يُمكن السكوت عليه، فحينئذٍ يستطيع أن يتمثّل بهذا المثل: (لقد بلغ السيل الزبى)، فهو يُشبِّه ذلك الأمر الذي تجاوز حدَّه بالسيل الذي تفاقم وزاد في جريانه، فخرج عن المألوف وجاوز حدّه، ووصل به الأمر إلى أن يُصيب الرابية المرتفعة عن الأرض، فيجرفها أو يطمرها!
إعراب المثل: بلغ السيل الزبى
بلغَ: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
السيلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الزبى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
قصة ورد فيها المثل: ب لغ السيل الزبى
كتب أبو الوليد ابن زيدون - الشاعر المشهور- في رسائله رسالة أدبية عالية نذكر منها: "حنانَيك قد بلغ السيل الزبى ونالني ما حسبي به وكفى، وما أراني إلا لو أُمرت بالسجود لآدم فأبَيْت واستكبرْت، وقال لي نوحٌ اركب معنا فقلت: سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء، وأُمرت ببناء صرْحٍ لعلِّي أطَّلع إلى إله موسى وعكفتُ على العجل واعتديتُ في السبت وتعاطيتُ فعقرتُ، وشربتُ من النهر الذي ابتُليَ به جيوش طالوت وقُدتُ الفيل لأبرهة.
وعاهدتُ قريشًا على ما في الصحيفة، وتأوَّلت في بيعة العقبة واستنفرتُ إلى العِير ببدر، وانخذلتُ بثلث الناس يوم أحد وتخلَّفتُ عن صلاة العصر في بني قريظة، وجئت بالإفك على عائشة الصِّديقيَّة وأنفت عن إمارة أسامة وزعمت أنَّ خلافة أبي بكر كانت فلتة، وروَّيتُ رُمحي من كتيبة خالد ومزَّقت الأديم الذي باركتْ يد الله عليه، وضحَّيْت بأشمط عنوان السجود به وبذلت الِقطام.
ثلاثة آلافٍ وعبدٌ وقينةٌ
- وضربُ عليّ بالحسامِ المسمَّمِ
وكتبتُ إلى عمر بن سعد أن جعْجِعْ بالحسين وتمثلت عندما بلغني من وقعة الحرة.
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
- جزع الخزرج من وقع الأسلْ
ورجمت الكعبة وصلبت العائذ على الثنية لكان فيما جرى عليَّ ما يحتمل أن يكون نكالاً ويُدعى ولو على المجاز عقابًا.
وحسبك من حادث بامرئٍ
- ترى حاسديهِ له راحمينا
فكيف ولا ذنب إلا نميمة أهداها كاشحٌ ونبأ جاء به فاسق، وهم الهمَّازون المشَّاؤون بنميمٍ، والواشون الذين لا يلبثون أن يصدعوا العصا، والغواة الذين لا يتركون أديمًا صحيحًا، والسعاة الذين ذكرهم الأحنف بن قيس فقال: ما ظنك بقوم الصدقُ محمودٌ إلا منهم.
حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً
- وليس وراء الله للمرء مذهب".
شعر ورد فيه المثل: بلغ السيل الزبى
يقول الشاعر الأبِيوردي :
خَليليَّ إِنَّ السَّيلَ قَد بَلَغَ الزُّبى
:::فَهَل مِن سَبيلٍ لي إِلى أُمِّ مالِكِ
وَلَو رَقَّ لي قَلباكُما لارتَدَيتُما
:::بِلَيلٍ مَريضِ النَّجمِ أَسوَدَ حالِكِ
وَعادَتْ خِماصاً مِن مُمارَسَةِ السُّرى
:::بُطونُ المَطايا في ظُهورِ المَهالِكِ
كَما كُنتُ أَلقى مَن يُبيحُ حِماكُما
:::بِأَسمَرَ عَسّالٍ وَأَبيَضَ باتِكِ
صِلي يا بنَةَ الأَشرافِ أَروَعَ ماجِدًا
:::بَعيدَ مَناطِ الهَمِّ جَمَّ المَسالِكِ
فَلا تَترُكيهِ بَينَ شاكٍ وَشاكِرٍ
:::وَمُطْرٍ وَمُغتابٍ وَباكٍ وَضاحِكِ
فَقَد ذَلَّ حَتَّى كادَ يَرحَمُهُ العِدا
:::وَما الحُبُّ يا ظَمياءُ إِلّا كَذلِكِ.