ما معنى الحضارة
ما معنى الحضارة؟
صيغ مصطلح الحضارة (بالإنجليزية: Civilization) لأول مرة في منتصف القرن الثامن عشر، وتعود أصل الكلمة (Civilization) إلى الفرنسية، وقد اشتقت من كلمة مدني (civil) ومدنية (civilité) والتي بدورها مشتقة من اللغة اللاتينية من كلمة (civitas)، ويُشير المصطلح إلى الرقي والكياسة والمجتمع المتحضر أو المهذب، وتم التعبير عنه باللغة الإنجليزية قبل ظهور مصطلح الحضارة بكلمة صقل أو تحسين (refinement)، وباللغة الألمانية تم التعبير عنه بكلمة (Kultur) ويُستخدم هذا المصطلح إلى الآن حتى بعد ظهور مصطلح الحضارة.
يُشير مصطلح الحضارة بشكل شائع إلى المجتمعات البشرية الأكثر تطورًا ثقافيًا والمتقدمة تكنولوجيًا ، ولكن لم تقبل الدراسات الحديثة هذا التعريف اعتراضًا على أنّه يضع افتراضات غير مقبولة عن تطور المجتمعات وتغيرها خلال مراحل تاريخها، ولارتباط كلمة حضارة بالكلمة اللاتينية (civitas) فإنّها تُشير إلى المجتمعات الحضرية داخل الدولة، ولا تشمل مجتمعات البدو الذين يعيشون في مستوطنات مؤقتة وغير حضرية، وغالبًا ما تُشير إلى المجتمعات البشرية المعقدة، كما تُشير بشكل واسع إلى الثقافة أو التقاليد الإقليمية الخاصة بكل دولة، مثل قول؛ الحضارة الصينية، أو الحضارة المصرية، أو يُمكن أن يُقصد بها عدة مناطق أو مدن، مثل قول: حضارة أمريكا الوسطى التي تتضمن حضارة أولمك ومايا وزابوتيك.
خصائص الحضارة
لكل حضارة خصائص معينة وتشمل ما يلي :
- المناطق الحضرية: تُساهم المناطق الكبيرة المزدحمة بالسكان في تطور الحضارة، وعلى الرغم من أنّ سكان الريف يعيشون بعيدًا عن هذه المناطق إلّا أنّهم جزءًا من تطور الحضارة في تلك المناطق، من خلال نقل المزارعين والصيادين والتجار الريفيين خدماتهم وبيع سلعهم باستمرار إلى سكان المدن.
- الآثار: تهتم الحضارات في الحفاظ على أنماطها الفنية الفريدة وتراثها التاريخي من خلال بناء المعالم الأثرية والهياكل الضخمة.
- التواصل المشترك: تشترك جميع الحضارات في وسائل التواصل، ويشمل التواصل المشترك؛ اللغة الصوتية المنطوقة، والحروف الهجائية، والأنظمة الرقمية، والإشارات، والأفكار، والرموز والتمثيل، وتُساعد وسائل التواصل المشترك على تنمية البنية التحتية وتطور التكنولوجيا وتسهيل التجارة والتبادل الثقافي ومشاركتها في كافّة أنحاء مناطق الحضارة.
- البنية التحتية والإدارة: تلعب الإدراة الحكومية دورًا مهمًا في تطور الحضارات، ومثل ذلك حضارة روما القديمة؛ فقد استخدمت نظامًا فعّالًا يحوي العديد من الاستراتيجيات والأساليب لإدراة حكومتها وإمبراطوريتها وتحسين البنية التحتية فيها؛ إذ أنشأت شبكة طرق ربطت بين جميع المناطق وخاصةً المناطق البعيدة، كما بنت قنوات مياه لتزويد المدن بالمياه العذبة، ممّا حسّن من وضع الصرف الصحي والنظافة، واستخدمت اللغة اللاتينية ونشرتها في جميع المناطق مما سهّل عملية التواصل وإدراة الأقاليم النائية في روما.
- تقسيم العمل: تقوم الحضارات على تقسيم العمل بشكلٍ معقد، إذ على كل فرد القيام بمهام متخصصة، فبينما يكتفي سكان الريف وخاصة سكان المجتمعات الزراعية البحتة بالقيام بأعمالهم بأنفسهم؛ إذ يقومون بتوفير الطعام والمأوى والملبس مثلًا لأنفسهم، يقوم سكان الحضارة المعقدة بالمقابل بالاستعانة بأشخاص معينين لتوفير الطعام، بينما يعتمدون على آخرين لتوفير المأوى والملبس.
- الهيكل الحضاري: تقوم الحضارات بتقسيم الناس إلى طبقات اقتصادية بناءً على دخلهم ونوع عملهم، وتشمل طبقة الأغنياء والطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة.
- خصائص ثانوية: تتسم الحضارة بخصائص ثانوية أخرى، مثل إنتاجها لمبانٍ ضخمة، وتطويرها للعلوم والأعمال الفنية، واستخدامها لنظام كتابة، وامتلاكها لشبكات واسعة النطاق.
عناصر الحضارة وفوائدها
عناصر الحضارة
تتألف الحضارة من عدة عناصر أو مقومات ، هي:
- المجتمع الحضاري.
- الدين.
- الأدب والمؤلفات.
- الحكومة.
- طبقات المجتمع.
- التربية والنقد.
- الإنتاج الاقتصادي والترفيه.
فوائد الحضارة
وتكمن أهمية الحضارة في قدرتها على وضع نظام إدراي فعّال وفقًا لعدة قوانين، كما توفر نظامًا للصرف الصحي، ولها دور فعّال في التقدم التكنولوجي وفي حماية المجتمع من الفوضى ومساعدته على مواجهة التحديات مثل الفقر، كما تُمثل مكانًا عامًا للناس يعملون فيه معًا للتعلم والابتكار لحل العديد من المشاكل من خلال ابتكار أفكار جديدة، والعمل من أجل الوصول إلى هدف مشترك للبقاء على قيد الحياة.
الخلاصة
ترتبط كلمة الحضارة بالكلمة اللاتينية (civitas) التي تعني المدينة، ولهذا غالبًا ما يُشير مفهوم الحضارة إلى المجتمع المدني، كما يُشير إلى المجتمعات البشرية المتطورة من الناحية الثقافية والتكنولوجية، وهي مجتمعات معقدة تتميز بعدة خصائص؛ كاحتوائها على مناطق حضرية مزدحمة، واهتمامها بالفن والآثار التاريخية، وامتلاكها لغة تواصل مشتركة بين جميع مناطقها، وامتلاكها لحكومة تُدير نظامًا فعالًا لتطور البنية التحتية الخاصة بها، إضافةً إلى امتلاكها طبقات اجتماعية واقتصادية، وتتمثل أهمية الحضارة في وضع نظام إداري للمدن قائم على قوانين معينة.