ما اول بركان تم رصده
تعريف البركان
البركان هو فتحة على سطح الأرض تسمح للمواد المنصهرة بسبب الضغط والحرارة في باطن الأرض بالهروب عبرها الى السطح الخارجي،وعند هروب هذه المواد، فإنّها تسبب ثورانًا قد يكون متفجراً يرسل المواد عالياً في السماء، أو قد يكون هادئاً متدفقاً على سطح الأرض.
تنشأ من البراكين جبال تبنى من الطبقات العديدة من الصخور والرماد المتطاير أو من المواد الأخرى المتجمعة حول فوهة البركان، وتصنف البراكين حسب ثورانها إلى براكين نشطة، خامدة ومنقرضة، فالبراكين النشطة هي التي حدثت بها ثورانات حديثة أو من المتوقع أن تحدث فيها ثورانات في المستقبل القريب، والبراكين الخامدة هي التي لم تعد تثور، لكن ربما ستثور في المستقبل، أما البراكين المنقرضه فلن تثور مجدداً أبداً، ويعد بركان جبل فيزوف (Vesuvius) أول بركانٍ تم رصده، ويقع على ساحل خليج نابولي على مسافةٍ قصيرة من الشاطئ، ويتميّز بأنه بركانٌ مركّب يتكوّن من مواد الحمم البركانية واللافا، وهو البركان الأوروبي الوحيد الذي اندلع خلال المائة عام الماضية، حيث كان ثورانه الأخير في عام 1944، لكنه ما يزال قادراً على الثوران مجدداَ مستقبلاً.
نشأته وتكوينه
تكوّن جبل فيزوف بسبب غرق الصفيحة الأفريقية تحت الصفيحة الأوراسية وتصادمهما، والذي بسبب هذا التصادم تكوّنت حدود متقاربة في خليج نابولي بإيطاليا. ويتكوّن الجبل من مزيج من الحمم البركانية والرماد البركاني، فبسبب الانصدام بين الصفيحتين انصهرت الصخور بفعل الحرارة المتكوّنة واندفعت للأعلى مشكلةً البركان.
مظهره الخارجي
جبل فيزوف عبارة عن بركانٍ مركب لأنّ ثوراناته تختلف مابين تدفقات الحمم البركانية واللافا، وثورانه الأكثر شهرة كان في أغسطس عام 79 بعد الميلاد والذي تسبب بقذف الرماد والتدفقات الطينية على بومبي وهركولانيوم، يصل ارتفاعه إلى 4190 قدمًا، ويتكون من مخروط بركاني محدّب، ويدعى غران كونو يقع في داخل قمة كالديرا تسمى بجبل سوما.
تاريخ ثورانه
شهد جبل فيزوف ثمانية ثوراناتٍ بركانيةٍ رئيسية في آخر 17000 سنة، حيث يعد ثوران البركان عام 79 بعد الميلاد من أكثر الانفجارات القديمة شهرةً في العالم، وربما قتل أكثر من 16000 شخصٍ حينها، حيث دفن الرماد والطين والصخور الناتجة من هذا الاندفاع مدن بومبي وهركولانيوم، بحيث أصبحت بومبي تشتهر بظهور الرماد حول ضحايا الانفجارات، فقد اختنق الناس من الرماد المتطاير في الهواء الذي غطاهم محتفظين بتفاصيلٍ مذهلةٍ لملابسهم ووجوههم، وبدءاً من عام 1631 دخل فيزوف فترة من النشاط البركاني الثابت، حيث حدثت الانفجارات العنيفة في أواخر عامي 1700، 1800 وبداية عام 1900، وأحدثت المزيد من الشقوق وتدفق الحمم البركانية وانفجارات الرماد والغاز، ونتج عنها تدمير العديد من المدن حول البركان، وفي بعض الأحيان كان هناك ضحايا بشرية، ثم كان لثورانه عام 1906 أكثر من 100 ضحية، وكان آخر ثوران في عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مشاكل كبيرةً لقوات الحلفاء التي وصلت إيطاليا، حيث دمر الرماد والصخورالناتجة من الثوران الطائرات، و أجبرهم على الإجلاء إلى قاعدةٍ جويةٍ قريبة.