ما الفرق بين العقل الظاهر والعقل الباطن؟
الفرق بين العقل الظاهر والعقل الباطن
العقل الظاهر
العقل الظاهر أو العقل الواعي العقل الواعي (Conscious Mind) هو الذي يحدد القرارات التي نتخذها والأفكار التي تراودنا عندما نكون في حالة وعي وإدراك تام لما حولنا، مثلاً عقلك الظاهر يخبرك الآن أنّك تقرأ هذه المقالة، وعندما تأكل أو تقرر ماذا سترتدي اليوم يكون عقلك الظاهر هو الذي يخبرك ماذا تفعل وكيف تفعل، بالتالي العقل الظاهر يعمل طوال أو معظم ساعات استقاظك.
العقل الباطن
في المقابل خلال اليوم يمكن أن يستلم العقل الباطن زمام السيطرة، وهذا يحدث عندما تدرك فجأة أنك قد فعلت أمراً أمراً معيناً دون تفكير وإدراك لما يحدث حولك، فمثلاً أثناء عودتك إلى المنزل من مكان عملك، يحدث أحياناً أن تجد نفسك فجأة قد قطعت جزءاً كبيراً من الطريق دون أن تدري كيف وصلت إلى هنا ولا تتذكر مسارك بالكامل ووصولك إلى هذه النقطة، وهذا أمر مذهل كيف يمكن للعقل الباطن أن يعينك على قيادة السيارة بأمان، وفي الطريق الصحيح والخطوات الصحيحة، ودون أن تتسبب بحوادث في الطريق لتصل إلى وجهتك تحديداً، وعادة ما ينشط العقل الباطن في الأمور التي نفعلها مراراً وتكراراً تحديداً عندما نسرح ونفقد تركيزنا وإدراكنا لما يحدث حولنا.
العقل الباطن أيضاً هو المسؤول عن اتخاذ القرارات والذكريات والانطباعات اللاواعية التي تشكل مصدر الإبداع والأفكار والمشاعر البديهية والإلهام والصحوة الروحية، ويحتوي على محتويات غير مقبولة أو غير سارة، مثل الشعور بالألم أو القلق أو الصراع، وهو ما يسمى بالعقل اللاواعي (Unconscious Mind) ويدعى (Subconscious)، ويكون خزان للمشاعر والأفكار والإلحاحات والذكريات الخارجة عن وعي الفرد الواعي.
كيفية التدرب على قوة العقل الباطن
يمكن للفرد استخدام العقل الواعي لإحداث تغيرات في العقل الباطن، والتي قد تتحول إلى تغيرات ملحوظة في حياة ذلك الفرد، ويساعد تعلم كيفية تغيير طريقة التفكير والاستفادة من قوة العقل الباطن في عيش حياة أسعد وأكثر نجاحًا من خلال:
تغيير العقل الواعي
يتم تمييز التفكير المكتسب في الذات والأفكار المقيدة في النفس التي تؤثر في القدرة على الأداء الجيد وتنفيذه على سبيل المثال: توليد الشك في النفس تؤدي الى الاعتقاد وتحديد مستوى النجاح أو الفشل أو التقليل إلى انعكاس دقيق لتحقيق الأهداف والغايات مع مرور الوقت، والتفكير الجيد، وتفادي المشاكل، وايجاد الحلول، والبحث عن الأسباب أهم مصادر تجميع البيانات، ويعطي التفكير بإيجابية أكبر إيمان بالنفس وبالقدرات للاستمرار في المحاولة والنجاح وتنمية المواهب والقدرات وتقبل النقد ومديح الاخرين، وتطوير نقاط القوى ومعالجة نقاط الضعف، وقبل التعمق في قدرات العقل الباطن يجب تغيير السعي نحو الأهداف وقابلية تحقيقها وتنفيذها مهما كان مستوى الهدف بحيث يتصف الهدف الذي تسعى إليه دائم بأنه واضح ومحدد في ذهنك، وقابل للقياس والتحقيق.
التحكم في العقل الباطن
يمكن برمجة العقل الباطن من خلال التحكم في تخزين الذاكرة وسعتها غير المحدودة تقريبًا، والتي تخزن بشكل دائم كل ما يحدث وتتكمل وظيفة العقل الباطن في تخزين واسترجاع البيانات والتأكد من الاستجابة بالطريقة التي تمت برمجتها، من خلال التحفيز والتمرين بالفعل والقول وتأكيد تكرار الإيجابية الفعال، وإعادة برمجة أنماط التفكير بوسائل مختلفة منها التسجيلات الصوتية المحفزة والموجهة نحو النجاح، وبعد ذلك يبدأ العقل الباطن في تنفيذ نمط إيجابي في طريقة التفكير ومواجهة أساليب الحياة.
الفرق بين العقل الظاهر والعقل الباطن وفقاً لفرويد
اهتمت نظرية العالم سيجموند فرويد (Sigmund Freud) أحد أشهر علماء علم النفس، في توضيح الفرق بين قوة العقل الباطن والظاهر والتي يقوم به كلاً من العقل الواعي أو ما يطلق عليه العقل الظاهر والعقل اللاواعي أو الباطن، وتحدث من خلال نظريته إلى تأثير كل نوع على تصرفات وسلوكيات البشر وتوضيحها:
العقل المسؤول عن الإدراك
يعالج العقل الظّاهر المعلومات باستمرار وسلاسة، ويتحكم في القرارات، ويؤدي دورًا مهمًا في سلوك الإنسان، وهو المسؤول عن الإدراك ، ومن خلاله يمكن فهم العالم وتفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى الدّماغ، فمن خلال العقل الظّاهر أو ما يسمى (العقل الواعي) تتم عملية الإدراك التي تساعد على تنظيم المعلومات ومعالجتها وذلك من خلال الخبرات السابقة للفرد، ومعالجة عدة أمور في نفس الوقت حيث أن الانتباه والتّركيز لا يمنع العقل الظّاهر من الاستمرارية في الحديث مع شخص آخر أثناء القيام بمهمة ما.
يحتوي العقل الباطن على الأشياء التي الموجودة في اللاوعي والتي لا يفكر فيها الإنسان في الوقت الحاضر، والأشياء التي يتعمد العقل الواعي إخفاءها عن وعي وإدراك الإنسان، وقد تنتقل محتويات اللاوعي إلى الوعي على شكل أحلام ويمكن اكتشاف التأثيرات اللاواعية من خلال الافعال الواعية.
اختيار أسلوب الحياة
ُيعتقد أن العقل الظاهر هو المسئول عن اختيار أسلوب الحياة، وطريقة التعامل والتصرف مع المحيط، ولكن أنّ حياة البشر يتم إدارتها بناء على معايير صارمة مرتكزة بعمق ومتصلة في برامج العقل الباطن، ومع استنتاج علماء النفس الفرق بين قوة العقل الباطن والظاهر أنه يختلف تبعًا لاختلاف المرحلة العمرية للإنسان، من الأطفال حتى سن العاشرة وتكون قدرة على التعرف على معلومات جديدة، لكن عدم القدرة على تحليلها، مما يعني أن العقل الباطن للطفل أسهل في برمجته.