ما الفرق بين الباسور و الناسور
الفرق بين الباسور و الناسور في التعريف
في الحقيقة؛ يُعدّ كُلّاً من الباسور والناسور الشرجي من الأمراض الشرجيّة، وتشريحيّاً يتراوح طول القناة الشرجيّة ما بين 4-5 سم، وتمثل المخرج الذي يعبر البُراز من خلاله إلى خارج جسم الإنسان، وتمتاز المنطقة السُّفليّة من القناة الشرجيّة بوجود عدّة نهايات عصبيّة حسّاسة، كما تحتوي على أوعية دمويّة أسفل البطانة الموجودة في تلك المنطقة، أمّا في الجُزء الأوسط من القناة؛ فيتميز بوجود عدد كبير جداً من الغُدَد الشرجيّة الصغيرة.
بعد إيجاز بيان الجانب التشريحيّ للشرج؛ يُذكَر أنّ هناك العديد من الأمراض التي قد تُصيب تلك المنطقة، ومنها الباسور والناسور الشرجي، وتالياً يمكن بيان الفرق بين كل من الباسور والناسور:
- البواسير : (بالإنجليزية: Hemorrhoids)، وهي حالة انتفاخ وتورُّم الأوعية الدمويّة في أسفل المُستقيم وحول فتحة الشرج، حيث يتسبّب الضغط أو الشدّ المُستمرّ على الأوردة الشرجيّة بحدوث البواسير كما في حال الإصابة بالإمساك.
- الناسور الشرجيّ: (بالإنجليزية: Anal fistula)، والذي يتمثل بتشكّل قناة أو أُنبوب غير طبيعي يمتدّ من داخل القناة الشرجية ويصل إلى سطح الجلد حول منطقة الشرج، ويعاني المصاب من تكوُّن الخُرّاج أو القيح (بالإنجليزية: Abscess) في منطقة الناسور، وينتُج ذلك في الغالب جرّاء الإصابة بالعدوى في تلك المنطقة.
الفرق بين الباسور و الناسور في الأعراض
أعراض الباسور
تشتمل الأعراض العامّة للإصابة بالبواسير على ما يلي:
- النزف غير المصحوب بالألم.
- الشعور بانتفاخات ونتوءات في منطقة الشرج.
- حكّة أو تهيُّج في الشرج.
- على وجه الخصوص قد يترافق مع إصابة الشخص بالبواسير الخارجيّة الشعور بالألم، خاصّةً عند الجلوس، بينما تكون البواسير الداخليّة غير مُصاحبة للألم في الغالب، إلّا في حال تدلّيها إلى خارج فتحة الشرج؛ حيث تتسبّب في شعور المُصاب بالألم وعدم الراحة.
أعراض الناسور
تتعدّد الأعراض التي يُمكن أن تترافق مع الإصابة بالناسور الشرجي، في ما يلي ذكرٌ لأبرزها:
- الآلام، وعدم الراحة في منطقة الشرج.
- خروج الدم من الشرج.
- إفراز الخُرّاج، أو القيح، أو مادّة مُخاطيّة ذات رائحة كريهة من الشرج.
- وجود فتحة أو ثقب بالقُرب من فتحة الشرج.
- الإسهال بشكل مُتكرّر.
الفرق بين الباسور و الناسور في الأسباب
أسباب الباسور
ترتبط حالات الإصابة بالبواسير بالعديد من الأسباب المُتعلّقة بالمُمارسات اليوميّة ونمط الحياة، التي تتسبب بالضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج، ومنها:
- الإمساك أو عسر التغوُّط (بالإنجليزية: Constipation) المُزمن، أو الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) المُزمن.
- الحمل.
- الجلوس لفترات طويلة في المرحاض
- عدم تناول كمّيات كافية من المصادر الغذائيّة الغنيّة بالألياف.
- الشّد أثناء عمليّة الإخراج.
- السُّمنة.
أسباب الناسور
يتشكّل الناسور الشرجي في الأساس جّراء انغلاق أو انسداد الغُدَد المُتواجدة في منطقة الشرج، مما يؤدي إلى تجمُّع البكتيريا، وتكوّن كيسٍ أو تجويف مليء بالأنسجة المُصابة بالعدوى، والسوائل، ويُسمّى هذا الكيس بالخُرّاج، وفي حال عدم علاجه؛ ينمو الخُرّاج ويَشقُّ ممرّاً عبر الجلد إلى خارج القناة الشرجية، ليُحدِث بذلك ثُقباً على الجلد القريب من فتحة الشرج، من أجل تفريغ مُحتويات الخُرّاج فيما بعد، وفي الحقيقة؛ تُعدّ الإصابة بالناسور الشرجي شائعةً لدى بعض الفئات الخاصة من الناس، ومنها:
- الأشخاص المُصابون بِداء كرون أو التهاب الأمعاء الناحيّ (بالإنجليزية: Crohn's disease).
- حالات الإسهال الشديد.
- الجلوس لفترات طويلة في نفس المكان.
- السُّمنة.
الفرق بين الباسور و الناسور في العلاج
علاج الباسور
يعتمد اختيار الخطّة العلاجيّة المُناسبة للبواسير بشكلٍ أساسيّ على درجة الإصابة، وطبيعتها، بالإضافة لتشكل خثرت دمويّة أو عدمه في الباسور. وفي الواقع؛ يُمكن أن يتمّ الشفاء من الإصابة ببعض حالات البواسير من تلقاء نفسها، وَدون الحاجة إلى تلقّي العلاج ، كما تُسهم بعض المُمارسات البسيطة في التخفيف من شدّة الأعراض، وتحسُّن الوضع الصحيّ للمصاب، مثل: تناول المُكمّلات الغذائيّة الغنيّة بالألياف، بهدف الحفاظ على لُيونة البُراز، بالإضافة لعمل حمّام المِقعدة (بالإنجليزية: Sitz Baths)، أمّا بالنسبة للحالات البواسير الأكثر تقدماً والتي تتسبب بانزعاج شديد للمصاب؛ لا بُدّ من اللجوء لبعض العلاجات الطبية، وفي هذا السّياق؛ يُذكَر أنّ مُعظم الأدوية التي تُستخدم للسيطرة على البواسير هي من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة لِصرفها، كالمراهم والتحاميل، التي تُخفّف من الحكّة والألم. وفي حال استمرار مُعاناة المُصاب من الأعراض المُزعجة؛ يُمكن إجراء بعض العمليّات الطبيّة طفيفة التوغُّل، مثل: الرّبط باستخدام الشريط المطّاطيّ، وكخيارٍ نهائيّ للمُصاب الذي لم يتعافى رغم إجرائه لجميع الخيارات السابق ذُكرها؛ واستمرار المُعاناة من النّزف أو تدلّي البواسير أو الآلام الشديدة؛ يتمّ إجراء إحدى العمليّات الجراحيّة لعلاج الإصابة.
علاج الناسور
في الحقيقة؛ يكاد أن ينحصر العلاج اللازم لغالبيّة حالات الإصابة بالناسور الشرجي بالتدخُّل الجراحيّ، وهناك عدد من الخيارات الجراحيّة المُتاحة للتخلُّص من الناسور الشرجي، ومن أكثر الجراحات الفعّالة في العلاج؛ العمليّة المعروفة بِبضع النّاسور (بالإنجليزيّة: Fistulotomy)، من أجل التخلّص من مسار الناسور، وتتلخّص إجراءات العمليّة في قيام الطبيب المُختصّ بفتح قناة الناسور، وإزالة ما تبقّى من الخُرّاج إن وُجد، ثمّ يُترَك الجُرح مفتوحاً إلى حين التئامه تدريجيّاً. والجدير بالذّكر؛ أنّ حالات الإصابة بالناسور الشرجي التي ترتبط بِداء كرون؛ قد تتطلب أيضاً الاعتماد على الخيار العلاجيّ القائم على السيطرة على داء كرون، وذلك عبر إعطاء مُضادّات الالتهابات (بالإنجليزية: Anti-inflammatory)، والمُضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics).
الفرق بين الباسور و الناسور في التشخيص
يتطلّب تشخيص الإصابة بكُلٍّ من البواسير والناسور كأمراضٍ شرجيّة على بعض الخطوات والإجراءات، نُجيزها في ما يلي:
- قيام المُصاب بذِكر جميع ما يشعر به من أعراض إلى الطبيب بشكلٍ تفصيليّ.
- تعرُّف الطبيب على:
- التاريخ المرَضيّ للمُصاب، كإصابته سابقاً بأيّ أمراضٍ نزفيّة، أو أمراض الأمعاء الالتهابيّة (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، وتكرار حدوث النزف الشرجيّ.
- المُمارسات والعادات اليوميّة للمُصاب والتي يُمكن أن تُفيد في التشخيص.
- روتين عمليّة الإخراج لدى المُصاب، خاصّةً حالات الإمساك.
- إجراء الطبيب للفحوصات التالية حسب الحاجة:
- الفحص البدنيّ لمنطقة البطن.
- الفحص الخارجيّ لمنطقة الشرج
- فحص المستقيم (بالإنجليزية: Digital Rectal Examination)، عن طريق الأصبع.
- تنظير الشرج (بالإنجليزية: Anoscopy)، والذي يتضمّن إدخال أنبوب مُخصّص عبر فتحة الشرج، بهدف تفحُّص القناة الشرجيّة.
- التنظير السينيّ (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy)، عبر ناظور مُخصّص يُمكّن الطبيب من تقييم الطبيب للمُستقيم والجُزء السُّفليّ من القولون.
طرق الوقاية من الباسور والناسور
بالرّغم من عدم وجود وسيلة مُحدّدة لمنع حدوث الإصابة بالأمراض الشرجيّة، كالبواسير والناسور الشرجي، إلّا أنّه يُمكن تقديم بعض النصائح والإرشادات المُتعلّقة بالمُمارسات اليوميّة التي من شأنها تقليل فُرَص لإصابة بهذه الأمراض الشرجية، ونذكر منها الآتي:
- اتّباع نظامٍ غذائيّ صحيّ يشتمل على شُرب كميّات كافية من السوائل، وتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف .
- عدم الضغط والشّد أثناء عمليّة الإخراج.
- تجنُّب الجلوس على المرحاض لفترات طويلة.
- استخدام المُكمّلات الغذائيّة الغنية بالألياف، أو مُليّنات البُراز إن استدعت الحاجة.
- الحفاظ على منطقة الشرج جافّة، وتغيير الملابس الداخليّة باستمرار، كما يُمكن استخدام بعض المساحيق المُخصّصة لامتصاص الرطوبة.
- الحرص على تنظيف المنطقة الشرجية بلُطف.
فيديو عن الفرق بين الباسور و الناسور
ولمزيد من المعلومات يمكنكم مشاهدة فيديو تتحدث فيه الدكتورة نغم القرة غولي أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار عن الفرق بين الناسور والباسور.