ما الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري؟
ما الغازات الدفيئة التي تسبّب الاحتباس الحراري؟
الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى حدوث ما يُسمّى بالاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي هي:
ثاني أكسيد الكربون (CO2)
يُشكل ثاني أكسيد الكربون حوالي 76% من مجمل الانبعاثات التي تؤثر على الاحتباس الحراري العالمي بسبب النشاطات البشرية، وتحديداً منذ الثورة الصناعية ، وأهم وأخطر ما يميّزه هو بقاؤه طويل الأمد في الغلاف الجوّي، فهو يمتد لآلاف السنين، وينتج بسبب عمليات طبيعية مثل ثوران البراكين والتنفس، وأيضاً بسبب أنشطة الإنسان، مثل قطع أشجار الغابات واستخدام الوقود الأحفوري ، ويتأثر بالتغيرات في النموّ السكّاني والاقتصادي.
أكسيد النيتروس (N2O)
يشكّل أكسيد النيتروز حوالي 6% من إجماليّ الانبعاثات التي يتسبّب بها النشاط البشري، ويبقى في الغلاف الجوي حوالي أكثر من 100 عام في المتوسط بعد انبعاثه، وينتج بسبب بعض ممارسات الزراعة، مثل استخدام الأسمدة الزراعية والعضوية، وممارسات البشر أيضا (تشكّل 40% منه) مثل إحراق الوقود الأحفوري وإدارة المياه العادمة .
الميثان (CH4)
على الرغم من أنه يبقى لفترة أقل بكثير في الغلاف الجوي مقارنةً بثاني أكسيد الكربون، إلّا أنه أكثر تأثيراً على الاحتباس الحراري؛ فهو أكبر بـ 25 مرة من تأثير ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 سنة، ويشكّل 16% من الانبعاثات التي نتسبّب بها نحن، وينتج بسبب عمليات طبيعية مثل زراعة الأرز، إضافةً لأنشطة بشرية مثل تحلّل القمامة واستخدام السماد العضوي .
الغازات المفلورة
تشكّل الغازات المفلورة حوالي 2% من إجمالي الانبعاثات التي يتسبّب بها النشاط البشري، أي أقل من الغازات الدفيئة الأخرى سابقة الذكر، ورغم ذلك فقدرتها على احتباس الحرارة في الغلاف الجويّ أكثر بكثير من الغازات الأخرى؛ فقد يمتد طول بقائها في الغلاف إلى عشرات آلاف السنين، وتنتج بسبب مجموعة من العمليات التصنيعية التي يقوم بها الإنسان.
ونظراً لخطورتها وقدرتها الكبيرة على تدمير طبقة الأوزون ، فيتم تنظيم إنتاجها وإطلاقها في الغلاف الجويّ بموجب اتفاقيات دولية مُلزمة،وهي عبارة عن 4 فئات رئيسية:
- مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs).
- مركبات الكربون المشبعة بالفلور (PFCs).
- سادس فلورايد الكبريت (SF6).
- ثلاثي فلورايد النيتروجين (NF3).
بخار الماء
رغم أنّ تركيز جزيئات البخار في الغلاف الجوي يُعتبر الأعلى، فهي لا تتأثّر بشكل مباشر بالأنشطة البشرية كما في الغازات الأخرى، بل تتشكّل نتيجةً للاحترار الناتج عن هذه الغازات، وزيادة تركيزه في الغلاف الجوّي يساهم في زيادة في تساقط الأمطار، ومع ذلك لهُ أثر سلبيّ أيضاً يتمثّل في زيادة تشكّل الغطاء السحابي ممّا يؤدّي لعكس حرارة الشمس بعيداً عن الأرض.
ما الفرق بين الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري؟
الغازات الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse Gases)، هو مصطلح يطلق على الانبعاثات التي تتركّز في الغلاف الجوي، وتحديداً في الطبقة السُفلى منه" والتي تنتج إمّا عن طريق العمليات الطبيعية أو عن طريق النشاطات البشرية خصوصاً في مجالي الصناعة والزراعة، ويتسبّب تراكمها وبقاؤها طويل الأمد في الجو إلى حبس الطاقة التي تصل للأرض من الشمس ممّا يؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض.
أمّا الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي (بالإنجليزية: Global Warming)، فهو يشير إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بالمجمل بسبب تأثيرات تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجويّ، ممّا أدّى لحدوث تغّيرات غير مألوفة على الطقس في أكثر من منطقة في العالم وحدوث كوارث بيئية خطيرة نتج عنها موت الملايين من الحيوانات والبشر، مثل الفياضانات، وحرائق الغابات.. إلخ.
كيف تؤدي الغازات الدفيئة إلى الاحتباس الحراري؟
في المستوى الطبيعي، فإن الغازات الدفيئة تعتبر عاملاً مهمّاً في الحفاظ على متوسط درجة حرارة كوكب الأرض، فهي تمتص طاقة الأشعة تحت الحمراء وتعيد عكسها باتجاه الأرض مما يجعلها دافئة نسبياً، ولولا هذه الغازات لكان متوسط حرارة الأرض بالفعل لا يتجاوز -18 درجة مئوية، أي باردة جداً ممّا كان سيُصعّب على الكائنات الحيّة العيش عليها.
لكن، مؤخراً، زاد نشاط الإنسان بشكل كبير في مجال الصناعات المختلفة وما نتج عنها من انبعاثات خطيرة في التركيز والتأثير، وقد أدّى الاحترار الناتج عنها إلى زيادة تركيز بخار الماء في الغلاف الجوي وبالتالي زيادة كمية الغيوم مما زاد في الطاقة الحرارية للأرض؛ لذا علينا أن نخفِّض نسبة ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى لتقليل تركيز بخار الماء في الجو.