ما العلاقة بين ممارسة الروحانيات والطاقة الإيجابية؟
تعريف الروحانيات
يمكن اختصار تعريفها في أنها البحث عن ارتباط بهدف أكبر من الإنسان، فقد تكون لدى بعض الأديان متلخصة في إرضاء الله سبحانه وتعالى من خلال أداء رسالة الاستخلاف في الأرض، وهناك من يعرف الروحانيات على أنها حالة شعورية يصل إليها الإنسان يشعر فيها بأنه مرتبط بالآخرين ارتباطًا إنسانيًا، وأن الجميع جاؤوا من مصدر واحد تحت مظلة الرحمة والمحبة.
العلاقة بين ممارسة الروحانيات والطاقة الإيجابية
الشعور بالمتعة والمعنى معًا
قد يظن بعض الأشخاص أن الشعور بالسعادة سيمنح الإنسان طاقة إيجابية وهذا صحيح، لكن ستكون المدة مؤقتة، فلا يشعر الإنسان بتدفق طاقته الإيجابية، ولا يشعر بالسعادة إلا إذا ارتبط هذا الشعور بمعنى وقيمة في حياته، وهذا الإحساس لن يشعر به سوى الشخص الروحاني الذي يسعى من أجل رسالة محددة، ويعمل جاهدًا لخدمة مجتمعه ومن حوله.
السيطرة على المشاعر السلبية
الإنسان المرتبط بالممارسات الروحانية المنتظمة سيعيش حالة من السكينة، ويرافقه شعور بالاطمئنان وضبط النفس، لأن لديه خيارات روحانية للتعامل مع الأزمات أهمها: الاستسلام لإرادة الله في الأمور التي لا يمكنه تغييرها، والشعور الدائم بمساندة الله لمن يتوكل عليه فحتى لو تعثر سيجد دائمًا صوتًا داخليًا يخبره بأنّ الله لن يضيعه، وبهذه الطريقة سيتمكن من السيطرة على المشاعر السلبية مثل القلق والخوف والتوتر والصدمات.
التشجيع على السلوكيات والأخلاق الإيجابية
الممارسات الروحانية المنتظمة مثل التأمل ، والصلاة، تشجع على الخير والمحبة، ومساعدة الآخرين، والحفاظ على النفس من خلال الاعتدال في الأكل والشرب، وعدم مخالطة الأشخاص السلبيين، والبحث دائمًا عن الأمل في أحلك الظروف وأصعبها، وعدم اليأس والقنوط؛ لأن رحمة الله قريبة والفرج سيأتي، كما تنبذ الكسل، والتسويف، وتشجع على السعي والتقدم والنجاح، وكل ما سبق له أكبر الأثر في شحن الإنسان بطاقة إيجابية متجددة، على العكس من الأشخاص الذين يتبعون هواهم فلن يكون لهم غالبًا منهج واحد في التعامل مع ما ومن حولهم، وسيشعرون بالتذبذب والتخبط في أغلب الأحيان.
تمكن الإنسان من التركيز على اللحظة
من أبرز علاجات الاكتئاب والقلق التأمل، لأن جزءًا كبيرًا من مشاعر الاكتئاب آتٍ من اجترار أفكار الماضي، على العكس من القلق الذي يأتي من الخوف مما يمكن حدوثه في المستقبل، والتأمل اليومي المنتظم يساعد الإنسان على التركيز في اللحظة الحالية (الآن)، وتفكير الإنسان في اللحظة يعني نسف المشاعر السلبية واستدعاء القوة الروحية كاملة لإحداث تغييرات في الحاضر.
الشعور بالانتماء الجمعي
الممارسات الروحانية تشجع الإنسان على الرحمة والرفق بأخيه الإنسان، كما تُعنى بأن يتفقد الإنسان أحوال أخيه الإنسان ويقدّم له يد العون والمساعدة إذا احتاج إلى ذلك، وفكرة العطاء والعون تمنح المعطي شعورًا بالسعادة، وتمده بمشاعر إيجابية، وتشعره بأن له قيمة ونفعًا.
عدم الشعور بضياع الجهد في الخير
قد يحبط الإنسان وتهاجمه كل الأفكار السوداوية والسلبية إذا أقدم على فعل خير ولم يجد مقابلًا، أو إذا حاول في أمر معين فيه نفع ولم ينجح، فيظن بأن تعبه ذهب سدى، ولكن الشخص المرتبط بالروحانيات يعلم بأن الله لن يضيع أجر المحسن الذي يسعى في الخير وحتى لو لم يرَ ذلك في الدنيا فسيجده في الآخرة، وهذه الفكرة كفيلة بأن تزرع الأمل والمشاعر الإيجابية داخل الإنسان ليستمر في رحلته بصرف النظر عن التحديات ما دام العمل طيبًا.