ما أهمية موقع شبه الجزيرة العربية
ما أهمية موقع شبه الجزيرة العربية؟
تُعدّ شبه الجزيرة العربية من أكبر أشباه الجزر في العالم، حيث تُقدّر مساحتها بما يقارب 3.15 مليون كم²، ويحدّها من الشرق الخليج العربيّ، ومن الجنوب المحيط الهنديّ، ومن الغرب البحر الأحمر، وهذا يعني أنّها مُحاطة بـ3 جوانب بحريّة هامّة، ومنح هذا الموقع الاستراتيجيّ المميّز شبه الجزيرة العربيّة أهميّة عالميّة تاريخيّة وحديثة، وتبرز أهميّة موقع شبه الجزيرة العربيّة في عدّة محاور ومن أبرزها ما يأتي:
أهميّة سياسيّة
تضمّ شبه الجزيرة العربيّة عددًا من الدول العربيّة البارزة في الوطن العربيّ وفي العالم أجمع، ومنها المملكة العربيّة السعوديّة والتي تُعدّ أكبر دول شبه الجزيرة العربيّة والجزء الأكبر منها، والجمهوريّة اليمنيّة، ودولة الكويت، والإمارات العربيّة المتّحدة، وإمارة قطر، وإمارة البحرين، وسلطنة عمان، وتُشكّل أغلب الدول تجمّعًا سياسيًا بارزًا عربيًا وعالميًا يُسمّى بمجلس التعاون الخليجيّ له مواقف سياسيّة محددة ومؤثّرة عربيًا وعالميًا.
أهميّة تاريخية ودينية
تتمتّع شبه الجزيرة العربيّة بموقع جغرافيّ مميّز، ولذلك فضّلها الله -سبحانه وتعالى- لتكون مهدًا لانطلاق الإسلام خاتم الرسالات والأديان السماويّة، حيث انطلقت منها دعوة الإسلام، وانتشرت وتوزّعت خارجها مستفيدة من موقعها المميّز والرابط بين قارتيّ آسيا وشمال شرق القارة الإفريقيّة.
كما أنّ شبه الجزيرة العربيّة هي مهد الإنسان الأوّل ومنها انطلقت وتحرّكت الجماعات البشريّة منتشرة في جميع أنحاء العالم، وقد أصبحت شبه الجزيرة العربيّة مركزًا لدراسة الإسلام والتعرّف عليه، فكانت جاذبة لملايين الناس من جميع أنحاء العالم على مرّ التاريخ.
أهميّة اقتصاديّة
تمتك منطقة الجزيرة العربيّة أكبر احتياطات من النفط في العالم ، باستثناء اليمن، حيث تقع أغلب حقول النفط العربيّ في نفس الحوض الرسوبي الكبير، وقد كان منح هذا النفط للمنطقة أهمية جيوسياسيّة كبيرة عربيًا وعالميًا، وجعلها من أهمّ مصادر الطاقة في العالم ومتحكّمة رئيسيّة في أسعار النفط العالميّة، لأنّ دُولها من أكبر مُصدّري النفط في العالم.
مركزًا تجاريًا مهمّا
تتمتّع شبه الجزيرة العربيّة بموقع مميّز للتجارة العالميّة، حيث إنّها مفترق طرق بين قارّات العالم الرئيسيّة الثلاثة؛ آسيا وأوروبا وإفريقيا، كما أنّ محيطها البحريّ جعلها مركزًا تجاريًا بحريًا وطريق سفر تجتمع فيه الناس من شتّى أنحاء العالم.
وقد كانت هذه المنطقة طريقًا لوصول سلع منوّعة مثل التوابل من الهند والعاج من إفريقيا والبخور والذهب والأحجار الكريمة والمنسوجات إلى شتّى أنحاء العالم، وقد بدأت هذه الحركة التجاريّة في شبه الجزيرة العربيّة في القرن 6 الميلادي واستمرّت حتّى هذا اليوم.
جسر عبور ثقافيّ عالميّ
كان موقع شبه الجزيرة العربيّة الاستراتيجي أشبه بجسر بريّ ومركز تنمية ثقافيّ منذ آلاف السنين، حيث إنّ موقعها المركزيّ مع القارة الإفريقيّة إلى الغرب وآسيا إلى الشرق جعلها تلعب دورًا هامًا في تاريخ البشريّة وتبادل الثقافات، وتناقلها من قارة إلى أُخرى.