ما أهمية قياس الطقس
أهمية قياس الطقس
تظهر أهمية قياس الطقس والتنبّؤ به في جوانب مختلفة من الحياة، حيث إنّها تُساعد على اتخاذ بعض القرارات اليومية من اختيار الملابس المناسبة، أو تحديد الوقت الأنسب للخروج في نزهة، أو البقاء في المنزل تجنّباً للطقس السيّئ، كما أنّ حالة الطقس وتغيّراته تؤثّر بشكل مباشر على شعور الإنسان وتصرّفاته، وفي بعض الحالات فإنّ تغيّرات الطقس تكون سبباً في العديد الكوارث وتُعطّل سير حياة الناس كما يحدث في الأعصاير والفياضانات والعواصف الثلجية. وفيما يأتي توضيح لأهميّة دراسة الطقس والتنبّؤ به في مجالات محدّدة:
أهمية قياس الطقس للملاحة الجوية
تتعرّض حركة الملاحة الجويّة بشكل يومي للعديد من المشكلات التي تُسببّها التغيّرات في الأحوال الجويّة، فهناك العديد من الرحلات الجويّة يتمّ تأخير موعدها أو حتّى إلغائها، فأجسام الطائرات تُعتبر أجساماً حسّاسةً جداً تجاه تغيّرات حالة الطقس واضطراباته من هطول ثلجيّ أو عواصف رعدية ومطرية، وغيرها من حالات الطقس الاستثنائية التي تُسبّب العديد من حوادث الطائرات في جميع أنحاء العالم.
تُمثّل العواصف الرعدية مشكلةً رئيسيةً للطائرات لما تُسبّبه من اضطراب في حركة الهواء وانسيابه حول هيكل الطائرة أثناء وجودها على ارتفاعات شاهقة، كما أنّ تساقط الجليد أو حبّات البرَد الكبيرة والرياح القويّة والبرق يُمكن أن يُسبّب أضراراً جسيمةً لهيكل الطائرة، أمّا الرماد البركاني فيُمثّل مشكلةً كبيرةً للطائرات حيث إنّه يُفقد محرّك الطائرة جزءاً كبيراً من قوّته؛ لذلك يتمّ إطلاع طاقم الطيران على الظروف الجويّة المتوقّعة خلال رحلتهم، كما تعتمد المطارات على الحالة الجوية لتحديد المدرج المناسب بحيث تتمّ الاستفادة من الرياح المعاكسة أثناء الإقلاع.
أهمية قياس الطقس للزراعة
يهتمّ العاملون بالقطاع الزراعي بمراقبة الطقس، حيث يتأثّر الإنتاج الزراعي بتغيّر الطقس وتقلّباته، حيث تؤثّر التغيّرات التي يُحدثها الطقس على التربة ونموّ النباتات وتطوّرها، ولذلك فإنّ معرفة أحوال الطقس تُمكّن المزارعين من تحديد الوقت المناسب لزراعة بعض أنواع المحاصيل الزراعية، وتحديد بعض الأعمال الزراعية المناسبة لحالة الطقس؛ كالتجفيف، أو السقاية، أو الحصاد،، وعلى نطاق واسع فإنّ تنبؤات الطقس والمناخ من هطول الأمطار، ودرجات الحرارة، والإشعاع الشمسي، والرطوبة، واتجاه الرياح، وكميات التبخّر، تُستخدم في اتخاذ قرارات استراتيجية وتشغيلية في المجال الزراعي لمنطقة ما.
تُعدّ دراسة الطقس والتنبّؤ به من أهم عوامل نجاح المؤسسات الزراعية أو فشلها، فقد تقي دراسة حالة الطقس والتنبّؤ به من خسائر فادحة يتحمّلها القطاع الزراعي، فسنوياً تُقدّر الخسائر الزراعية الناجمة عن الطقس بثلاثة أرباع الخسائر الإجمالية، فعلى سبيل المثال يؤدّي حدوث الصقيع إلى إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية في فصليّ الربيع والخريف؛ كمحصوليّ الخوخ والبرتقال، ومن ناحية أخرى فإنّ الفترات الطويلة من الجفاف تُتلف بعض أنواع المحاصيل الزراعية؛ كالذرة والقطن والقمح، كما أنّ تغيّرات الطقس قد تكون سبباً في إصابة بعض أنواع المحاصيل الزراعية بالأمراض التي تؤدّي إلى تلفها.
أهمية قياس الطقس للملاحة البحرية
تتحكّم حالة الطقس التي ترصدها محطات الرصد الجويّ بشكل مباشر في خدمات النقل البحري والصيد وغيرها من الأنشطة البحرية التي تتمّ بالقرب من المناطق الساحلية والبحيرات والموانئ، حيث إنّ اتجاه الرياح وسرعتها، وسرعة الأمواج البحرية، وكميات الهطول، وأمواج المدّ والجزر، قد تُقيّد العديد من الاستخدامات التجارية والترفيهية للمناطق المائية وتعُرّض العابرين عبر الممرات المائية للخطر؛ ولهذا فإنّ السفن تستخدم أمواج الراديو لاستقبال تنبّؤات الطقس البحرية بالتفصيل.
أهمية قياس الطقس لشركات الكهرباء
تعتمد شركات توليد الكهرباء على التنبؤات الجوية لتوقّع الحمل الكهربائي المطلوب إنتاجه، حيث يتأثّر الحمل الكهربائي المُستخدم بحالة الطقس، ففي أيّام الشتاء الأكثر برودةً يزداد الحمل الكهربائيّ نتيجة زيادة استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة، كما أنّ ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يؤدّي إلى ارتفاع الحمل الكهربائي المستخدم في التبريد وبالتالي ارتفاع الحمل الكهربائي الكلي.
تُحدّد شركات الكهرباء الحمل الكهربائي المطلوب بناءً على كميّة يُطلق عليها درجة التبريد اليومي أو درجة التسخين اليومي، وكلاهما تعتمدان على درجة حرارة معيارية هي 65 درجة فهرنهايت و18 درجة مئوية، حيث إنّ ارتفاع درجة حرارة الجو عن 65 فهرنهايت درجة واحدة سيزيد درجة التبريد اليومي درجة واحدة، فمثلاً إذا كانت درجة حرارة الجو 80 فهرنهايت فإنّ درجة التبريد اليومي هي 15 درجة، وإن كانت درجة حرارة الجو 60 فهرنهايت فإنّ درجة حرارة التسخين هي 5 درجات، واعتماداً على هذه الدرجة فإنّ شركات الكهرباء تزيد أو تنقص من إمدادات الطاقة كالغاز الطبيعي اللازم لإنتاج الطاقة الكهربائية.
أهمية قياس الطقس في القطاع الخاص
يوجد العديد من شركات القطاع الخاص التي تهتم بمعرفة حالة الطقس والتنبّؤ به، وقد تدفع أموالاً مقابل ذلك في سبيل زيادة أرباحهم وتجنيبهم أيّ خسائر ناجمة عن تغيّر أحوال الطقس، حيث إنّ العديد من المتاجر تعتمد بضائعها وكمياتها على الظروف الجوية المتوقّعة، ومثال ذلك العقود الآجلة لشراء بعض أنواع الخضراوات والفاكهة والتي يعتمد إنتاجها على تغيّرات الطقس.
التحذير من الأحوال الجوية الخطيرة
يُساهم نشر التحذيرات والإنذارات الجوية عبر وسائل الإعلام المختلفة في حماية الأرواح والممتلكات الخاصة أو الحكومية أو العسكرية، وتجنيبها العديد من المخاطر التي قد تحدث نتيجة حالات جويّة استثنائية؛ كالعواصف الرعدية، أو الأعاصير، أو الفياضانات ، كما قد توجّه التحذيرات الجوية الحكومات لإعلان حالة الطوارئ إن لزم الأمر.