ما أقوى الحيوانات ذاكرة
أبرز الحيوانات التي تتمتع بذاكرة قوية
تبيّن وجود عدد كبير من الحيوانات التي تتميّز بذاكرة قويّة دون غيرها من الحيوانات، ونُدرج في ما يأتي أبرز الحيوانات التي تتمتع بذاكرة قوية :
ذاكرة الدلفين
يتمتّع الدلفين بأفضل ذاكرة بين الحيوانات، وذلك وفقًا لإحدى الدراسات التي أُجريت مؤخّراً على دلفين أنف الزجاجة (بالإنجليزية: Bottlenose dolphin)، إذ اتضح أنه يتمكّن من تذكّر صفير دلافين أخرى بعد 20 سنة من الانفصال، فالصفير بالنسبة لهم عبارة عن علامة فريدة، تساهم في الحفاظ على الروابط الاجتماعية.
ويشار إلى أنّ الدلفين هو نوع من الحيتان المسننة الودودة مع البشر، يتميّز بمرحه وذكائه، وهو ينتمي لعائلة ثدييات الدلافين المحيطية، ويبلغ طوله 3 أمتار، ويتميّز بشكله الذي يشبه المغزل.
ذاكرة الفيل
تتمتّع الأفيال بذاكرة قوية، خاصة الأكبر سنًا، وممّا يُذكر أنّ حاسة الشم عندها ترتبط مع الدماغ، إذ أظهرت الأبحاث أنّها تستطيع التمييز بين رائحة بول 30 أنثى مختلفة من الأقارب، حتى إذا ابتعدوا عن بعضهم لسنوات، الأمر الذي يساعدهم على البقاء معًا عند السفر في قطعان كبيرة، ويميلون إلى الحزن على جثث الأقارب.
كما تعتبر ذاكرة الفيل نفعية، فهي تساعدهم على الاحتفاظ بالمعلومات الأساسية لذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ ذاكرة الفيل لا تخزّن كلّ ما واجهته في حياتها، إذ إنّ الدماغ يشفّر ما هو ضرروي للبقاء فقط، مثل: تحديد موقع الطعام، وموقع العائلة.
ذاكرة الشمبانزي
تمتلك حيوانات الشمبانزي ذاكرة قصيرة الأمد، تساعدهم على البقاء في البرية، وفي اتّخاذ قرارات سريعة ومعقّدة، ووفقاً لإحدى الدراسات التي أُجريت في معهد أبحاث جامعة كيوتو، إذ عُرضت مجموعة من الأرقام بشكل عشوائيّ على شاشة أمام حيوان الشمبانزي، وبعد اختفائها تمكّن من تذكر تسلسل ومكان الأرقام بشكل صحيح، كما تعلّم لاحقًا الأرقام من 1-19 بشكل تصاعديّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ الشمبانزي يولد بذاكرة عاملة، وهي جزء نشط من الذاكرة قصيرة الأمد، ومساحة عمل ذهنية تسمح للدماغ بالعمل على أفكار متعددة في الوقت نفسه، وهي التي تساعده في بداية حياته على التنقّل بين أغصان الشجر للحصول على الطعام، وتساهم في اتّخاذ القرار عندما يتعرّض للهجوم من مجموعة حيوانيّة منافسة.
ذاكرة أسد البحر
يتمتع حيوان أسد البحر بذاكرة قوية جدًا، إذ إنه أظهر امتلاكه لهذه الذاكرة من خلال عدد من الاختبارت التي خضع لها على يد عدد من الباحثين وعلماء الأحياء البحرية، ومنها ما يأتي:
- خضع أسد البحر لاختبارات الأرقام والحروف، وكانت البدايات في عام 1991م حين درّب العالمان البحريان كولين كاستاك، ورونالد شوسترمان أسد البحر على البطاقات التي تحمل الرموز.
- عُرض في هذا التدريب على أسد البحر بطاقة تحمل رمزًا ما، ثمّ عُرض عليه بطاقتان واحدة بالرمز ذاته وأُخرى برمز مختلف، وهُنا أظهر أسد البحر قوة ذاكرته، واختار البطاقة المشابهة للرمز الذي عُرض عليه في المرة الأولى.
- أُجري اختبار آخر بعد مرور 10 أعوام عن الاختبار الأول عام 2001، أظهر أسد البحر ذكائه مرةً أخرى، بعد أن استطاع تذّكر رموز وحروف لم تُستخدم في الاختبار الأول بناءً على مفهوم التشابه.
- أظهر أسد البحر قوّة ذاكرته أيضًا من خلال اختبار التفريق بين الأرقام والحروف، وقد نجح في ذلك.
ذاكرة الأخطبوط
يتميّز حيوان الأخطبوط بالذكاء الشديد، وذلك بسبب امتلاكه دماغًا كبيرًا يُمكِّنه من التدرُّب على المهام التي تتطلّب ذاكرة قوية، إذ يوجد جزء من الدماغ لديه مسؤول عن التعلّم والذاكرة، وقد أُجريت عدد من الاختبارات على دماغه، وتبينّ أنّ المعلومات تُخزّن في الشبكات العصبية لِخلايا الدماغ.
أجرى الدكتور والباحث هوشنر اختبارًا للأخطبوط، للتأكّد من ارتباط الدماغ بذاكرته القوية، وذلك من خلال منع دماغ الأخطبوط من القدرة على التذكر بحجب خاصيّة التأييد طويل الأمد (LTP)، فقد أظهر الأخطبوط عدم تذكره لما تدرّب عليه.
كذلك الحال عندما منع هوشنر إيصال المعلومات الحسية إلى منطقة الذاكرة في دماغ الأخطبوط من خلال إتلاف الجزء المسؤول عن إيصال الإشارات الذكية للدماغ، وهنا أظهر الأخطبوط عدم استذكاره للتدريب بسبب تعطيل الأنظمة الدماغية المسؤولة عن الذاكرة القوية لديه.
ذاكرة كسار بندق كلارك
أظهر كسار بندق كلارك ذكائه وقدرته على التذكّر من خلال بحثه عن البذور المخبأة والتي تحتاج لِذاكرة قوية من أجل الرجوع إليها، وتتراوح المدّة التي يُمكن لِكسار بندق كلارك الاحتفاظ بالمعلومات ما بين 7-9 أشهر، وقد أُجريت عدد من الاختبارات على هذا الحيوان للتأكد من مدى قوة ذاكرته، وقد ظهرت نتائج مرضية بعد هذه الاختبارات.
اختُبر حيوان كسار بندق كلارك من خلال تجهيز مخابئ للبذور في غرفة تحتوي على 69 مخبأ عشوائي، وبعد مرور وقت، يُقدّر بِنحو 285 يومًا، أي نحو 10 أشهر على تخبئة البذور، سُمح له بالعودة إلى المخابيء، وهُنا أظهر الحيوان ذكائه، وقوّة ذاكرته، بينما بعض الحيوانات لم تتذكّر مواقع البذور حين مضى 183 يومًا، أو 285 يومًا على إخفاء البذور.