ما أسباب بعد الزوج عن زوجته
أسباب بعد الزوج عن زوجته
البُعد العاطفي هو أكثر الظواهر شيوعًا في العلاقات العاطفية، حيث يتطور عادةً ببطء غير مُلاحظٍ به، إلى أن تصبح الفجوة بينهما ظاهرةً وواضحة، والأسباب لذلك كثيرة ومتعددة، بعضها بسبب الزوج وبعضها بسبب الزوجة. وفيما يأتي سنذكر بعض أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ابتعاد الزوج عن زوجته وحلّها:
- كثرة إلقاء اللوم والاستياء وانتقاد الشريك: أحياناً قد يحصل بعض الفتور ووجود مسافة عاطفية في العلاقة الزوجية، وقد تكون ردة فعل الزوجة هي أن تصبح أكثر استياءً وأكثر انتقادًا لزوجها، وأكثر بحثًا عن أخطاء زوجها وتركيز الانتباه عليها، وإخبارره بأنّا لعلاقة الزوجية معه غير ناجحة وغير كافية إما لفظًا أو من خلال التصرفات، وعندها سينسحب الزوج ويخطو خطوة إلى الوراء؛ لأنه سيخشى من أي خطوة يقدم عليها، أو أي فعل يقوم به أن يفتح لك بابًا آخر للنقد والاستياء، وانسحابه هذه سيجعل الزوجة أكثر حزنًا وغير راضية. و لحل هذا تُنصح الزوجة باتباع قاعدة 20-80 خلال تواصلها مع زوجها: وهي تعني أن يكون 80 بالمائة على الأقل من الحوار بين الطرفين محايد أو إيجابي، و20 بالمائة منه سلبي أو توجيهي (مثلًا أنه دورك اليوم في إيصال الأطفال الى المدرسة).
- معاناة الشريك من الضغط أو الاكتئاب: في الحالات التي يعاني منها الأشخاص من الضغط الشديد غالبًا ما يلجؤون الى الانعزال والانسحاب من الاختلاط مع الآخرين. وينطبق هذا على المتوجين منهم ، حيث إنّ الكثيسر من الازواج الذكور يرغبون في حل مشكلاتهم لوحدهم، ولكن برغم ذلك فعلى الزوجة أن تشعر زوجها بأنه ليس وحده، و أنه بإمكانهما معًا التغلب عليها، وفي حال معرفة الزوجة بوجود ضغوطات في حياة الزوج الشخصية أو المهنية أو كلاهما؛ فبإمكانها سؤاله عنها، ومناقشة بعض السبل للتقليل منها، أو التعامل معها بصورة صحيحة، وإذا لاحظت الزوجة بعض أعراض الاكتئاب على زوجها ؛ فلا بد أن تقترح عليه بلطف الحصول على استشارة طبيب نفسي مختص لحل المشكلة.
- شعور الشريك بعدم التقدير وقلة الثقة بالنفس: دائما ما يتطلع الرجل للحصول على التقدير من زوجته تجاه ما يقوم بفعله للعائلة وللمنزل، وإنّ انعدام هذا الشعور سيجعله أقل اهتمامًا وأكثر بعدًا عن العائلة، فكما تحتاج الزوجة الثناء على ما تفعله للمنزل يحتاج الزوج هذا أيضًا حتى يقوم به في كل مرة بنفس الطاقة والرغبة، ومن ناحية أخرى كما تحتاج المرأة الرعاية والثناء من قبل الرجل على مظهرها أو عملها أو ما شابه؛ يحتاج الرجل هذا بنفس الدرجة لتعزيز ثقته بنفسه. وهذا يتطلب أيضاً من الزوجة تقديم الامتنان والاعتناء بزوجها ودعمه لتزداد ثقته بنفسه.
- حاجة الشريك لبعض الوقت لنفسه: يحصل المتزوجون في كثير من الحالات، وخاصة أولئك الذين لديهم أطفال صغار منهم، على القليل من الوقت لأنفسهم أو في الأغلب لا يحصلون على أي منه، لذا يلجؤون إلى الانعزال والانفراد بهواتفهم أو بالإنترنت أو بالتلفاز ليقضوا بعض الوقت بمفردهم، خاصة إن كانوا اشخاصاً انطوائيين بطبعهم، وهذا لا يعني البتّة الملل من الزوجة، وعدم الرغبة بقضاء الوقت معها. لذا إذا كانت الزوجة تشعر بأن هذا هو سبب بعد زوجها عنها، فعليها أن تسأله ما إذا كان يرغب ببعض الوقت بمفرده، وأن تقترح عليه بعض الطرق التي يمكنهما فعلها لحل المشكلة، مع الحرص على أن يكون الحل متبادلًا، وأن تحصل هي أيضاً على بعض الوقت لنفسها.
نصائح لتقوية العلاقات بين الزوجين
إن الاهتمام بكل من نقاط القوة والضعف في العلاقة الزوجية من شأنه أن يعود بالفائدة على جميع افراد الأسرة، فالتسامح والالتزام والارتباط والتضحية والمشاركة في صنع القرار هي أهم عناصر القوة في العلاقات الزوجية، ومن الناحية الأخرى يقابلها سوء التواصل، والبعد العاطفي، والصراعات الزوجية، وعدم الاحترام المتبادل بين الزوجين هي أهم العناصر التي تُضعف العلاقة بين الزوجين، إذ يجب عليهما العمل والتركيز على هذه العناصر في وقتٍ واحد لضمان سلامة علاقتهما الزوجية.وفيما يأتي بعض النصائح التي تساهم في تقوية العلاقة بين الزوجين وتحسين نوعية الحياة العاطفية بينهما:
- تجنب استخدام الكلمات الجارحة في الحديث: فبالطبع لن يتفق الشريكان على كل شيء دائماً، لذا يجب أن يعبر كلٌ عن رأيه بطريقة لطيفة، غير مهينة أو جارحة كالمناداة بألقاب سيئة أو قول كلام غير لائق أثناء النقاش. وفي حال وجود أي احتداد بالنقاش بيهما؛ فلا بدّ من استئنافه لوقتٍ آخر حين تخف شدة الأجواء بين الطرفين.
- حسن الاستماع والإصغاء للشريك: وإشعاره بأهمية حديثه، أفضل من تقديم النصائح في اللحظة التي هو بحاجة فيها للحديث فقط، ففي بعض الأحيان قد يكون إعادة ما قاله الشريك كافٍ لإخباره بأنك تستمع إليه، مثلًا: "أرى أنك تودّ التحدث عما حصل في العمل اليوم"، فالحوار الذي يكون بلا أي حُكم أو انتقاد قد يكون من أفضل ما يمكن تقديمه للشريك.
- ضرورة تخصيص وقتٍ كافٍ لقضاءه مع الشريك: فالعمل والحياة والضغوطات قد تلهينا عن أنفسنا وعمن نحب أيضًا، لذا من المهم تخصيص وقتٍ للشريكين لعمل بعض الأنشطة كالمشي، أو مشاهدة فيلم، أو قضاء بعض الوقت في الخارج، فهذا يساعد في تجديد الطاقة الإيجابية في الحياة الزوجية و فهم الشريكين لبعضهما البعض كصديقين أيضًا.
- محاولة حل المشاكل الزوجية : فمن المهم على الزوجين تحديد جميع الخلافات التي يمرّان بها، وإدراك أنها حالة مؤقتة، ولا يوجد بها أي محور أساسي للخلاف، ويجب عليهما العمل معاً لإيجاد حلولٍ منطقية لها، ومنع تراكمها.
تعريف العلاقات الزوجية
الزواج هو الرابطة العلنية التي تجمع شخصين متحابين معًا بصورة رسمية، وينظمه مجموعة من القوانين والعادات والأعراف التي تحدد حقوق وواجبات الزوجين، وتنظم عدة وظائف إجتماعية، وتلبي الاحتياجات الشخصية كالمودة والرفقة، وتتمثل وظيفتها الأقوى في الإنجاب ورعاية الأطفال، وتعليمهم وحمايتهم في ظل إسرةٍ متحابّة.
ومن المفترض لهذه الرابطة أن تدوم للأبد، ما لم يعكّر صفوها بعض التحديات التي من الممكن أن تؤدي إلى الانفصال أو الطلاق، إن لم يتم مواجهتها بالطريقة الصحيحة من قِبَل الزوجين معًا، وما يحدد ما إذا كانت علاقتهما قد تنهار أم تستجمع قوتها من جديد هو الطريقة التي سيتعامل بها الزوجان مع هذه التحديات، ولذا قد يتطلب حمايته على المدى الطويل التخلّي عن بعض المعتقدات المضللة عن الحب والزواج أو العادات الخاطئة التي كانت لديهما طول الطريق، ومنه سيتمكن الزوجان من تحديد نقاط قوتهما وتعزيزها ودعمها بوسائل وأساليب جديدة تمكنهما من مشاركة الحياة معًا بحبٍ واستقرار.
وما يجب على الزوجين معرفته أنه مع الزمن تحدث الكثير من التغييرات، فالشخصيات تتغير، وتمس هذه التغييرات أيضًا رومانسية الحب بينهما، مما قد يجعله يقل ويضمر أو قد تجعله يزهر ويكبر، وما يتحكم في ذلك هو كيفية تعامل الزوجين مع تلك التحديات والتغييرات في حياتهما.