مؤسس علم البصريات
مؤسس علم البصريات
يعد ابن الهيثم (Ibn al-Haytham) مفكرًا علميًا رائدًا عمل على فهم وتفسير الرؤية والبصريات والضوء، ولد ابن الهيثم قبل حوالي ألف عام تقريبا، وتعد تجاربه في فهم البصريات من أهم التجارب العلمية الحديثة، التي اعتمدت على التجربة للتحقق من النظرية، كما وقد أثرت أفكاره الرائدة على العلماء الأوروبيين، ولا سيما في عصر النهضة الأوروبية .
إنجازات ابن الهيثم
كان ابن الهيثم من أوائل العلماء الذين درسوا خصائص الضوء وآلية الرؤية، ومن أشهر مقولات ابن الهيثم "إذا كان تعلّم الحقيقة هو هدف العالم، فيجب عليه أن يجعل نفسه عدوًا لكل ما يقرأه" ومن هنا انبثقت فكرة ابن الهيثم بضرورة إجراء تجارب عديدة لاختبار ما هو مكتوب بدلًا من التصديق الأعمى دون تحقق، فقد عمل طويلًا للحصول على دليل تجريبي لأعماله ونظرياته المختلفة، وحقق ابن الهيثم العديد من الإنجازات في الرياضيات والفلك، إضافةً إلى إنجازاته في علم البصريات ، وكان أهمها تأليفه لكتاب البصريات.
إنجازات ابن الهيثم في علم البصريات والرؤية
اختلف العديد من العلماء حول آلية الرؤية وكيفية تفسيرها، إذ اعتقد البعض أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة من العين، والبعض الآخر يعتقد أن هناك شيئًا ما قد دخل إلى العين بطريقةٍ ما للتعبير عن المناظر التي تتم رؤيتها، إلا أن ابن الهيثم حاول إثبات آلية الرؤية عند البشر، والتي تعتمد على انتقال الضوء من الأشياء إلى أعيننا في خط مستقيم، وبالتالي فقد توصل إلى أن عملية الرؤية تحدث نتيجة انعكاس الضوء عن سطح مضيء ليدخل إلى العين فتحدث الرؤية.
كتاب علم البصريات لابن الهيثم
مجلدات كتاب علم البصريات
يتكون كتاب البصريات من سبعة مجلدات، تضمن الرياضيات والبصريات و الفيزياء وعلم النفس وعلم التشريح، كتبه ابن الهيثم في فترة إقامته في الحبس الإجباري في القاهرة، كانت لغة الكتاب الأولى هي العربية، ومن ثم تمّت ترجمته إلى العديد من اللغات المختلفة منها اللاتينية والفارسية والإيطالية والإنجليزيّة خلال القرون العديدة التالية.
دور الكتاب في تطور علم البصريات
كان للكتاب أثر مهم في تطور علم البصريات، إذ إنه قام بوضع أساسيات علم البصريات الحديثة بعد أن قام بنقض المفاهيم السابقة لآلية الرؤية، وقام بالعديد من التجارب العلمية لإثبات نظرياته، لُقِّب ابن الهيثم بأبو البصريات الحديثة، ورائد المنهج العلمي الحديث، ومؤسس الفيزياء التجريبية، وقد تم تصنيف كتاب البصريات لابن الهيثم كواحد من أهم الكتب تأثيرًا في تاريخ الفيزياء، حيث اعتُقد أنه بدايةً لثورة كبيرة في مجال البصريات والإدراك البصري عُرِفت باسم الثورة البصرية.
محتوى كتاب علم البصريات
يحتوي هذا الكتاب على أقدم مناقشات الإدراك البصري والأوهام البصرية وأوصاف للكاميرا المظلمة التي كانت بداية إنتاج الكاميرا الحديثة التي ساهمت بشكل كبير في مجال الطب وطب العيون، إذ يحتوي الكتاب على صياغة كاملة لقوانين الانعكاس للضوء بالإضافة لمعامل الانكسار الذي يعتمد على انتقال الضوء من الوسط الأقل كثافة للوسط الأكبر كثافة، إلا أن هذا الكتاب بقي مهملًا حتى تم شرحه من قِبل عالم الرياضيات كمال الدين أبو الحسن.