ليلى العامرية
من هي ليلى العامرية
هي الشاعرة العربية ليلى بنت مهدي بن سعد، وتكنى بأم مالك العامرية، كما تنسب إلى بني كعب من ربيعة، وعرفت بأنها محبوبة قيس بن الملوح ، إذ تعد من أفضل وأجمل النساء في عصرها، وقد ولدت في البادية العربية سنة 28 هـ، وتوفيت عام 67 هجري، حيث شهدت فترة حكم كل من الخليفة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان .
قصة عشق ليلى وقيس
التقى قيس بن الملوح بها عندما كانت برفقة بعض النسوة من القبيلة، وقد كان يروي ويحفظ الأخبار، بالمقابل كانت ليلى تعشق أحاديث الناس والأشعار، فكثر لقاؤهما، ثم حجبت عنه، ورفض أبوها زواجهما؛ بسبب انتشار خبر الحب بينهما، وتنظيم الأشعار فيها، كما أكرهت على الزواج من شخص آخر، فقالت أبيات شعرية فيه:
كلانا مظهر للناس بغضاَ
وكل عند صاحبه مكين
وكيف يفوت هذا الناس شيء
وما في القلب تظهره العيون
أيضًا روي أن ليلى وقيس ترعرعا معا منذ الصغر عندما كانا يرعيان الغنم، ثم حجبت عنه عندما كبرت، فقال قيس:
تعلقت ليلى وهي ذات تمائم
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم
يا ليت أننا إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم
وقد لقب قيس بن الملوح بمجنون ليلى؛ بسبب حبه وغرامه بالعامرية، فأخذ يلقي الأشعار في الصحراء العربية بين الوحوش، كما قيل أنه كان يتجول بين الشام ونجد والحجاز، حتى وجد ميتًا بين الأحجار، وذلك في سنة 68 هجري، بعد وفاة ليلى العامرية.
وفاة ليلى العامرية
شعرت ليلى العامرية بعد تزويجها من رجل غير قيس بالندم الكبير، حيث أجبرت على فراقه، فأصبحت تحدث نفسها به، وتعض على يديها، ثم أخذ زوجها يضربها إلى أن طلقها، وعادت إلى بيت أهلها، ثم أُبرحت ضربا طوال الليل والنهار حتى شعرت بالانهيار، فأجهشت في البكاء وبقيت لمدة 30 يومًا دون طعام أو شراب، حتى توفيت من شدة ما ألمّ بها عام 67 هجري.
أشعار ليلى العامرية
نُظمت مجموعة من القصائد الشعرية على لسان ليلى العامرية، وهي:
لم يكن المجنون في حالة
هي قصيدة من البحر السريع، ويبلغ عدد أبياتها اثنان، فقالت:
لم يكنِ المَجنونُ في حالةٍ
إلّا وَقَد كنتُ كَما كانا
لكنّهُ باحَ بسرّ الهَوى
وَإِنّني قَد ذبتُ كِتمانا
باح مجنون عامر بهواه
هي قصيدة رومنسية من البحر الخفيف، ويبلغ عدد أبياتها اثنان، فقالت:
باحَ مجنونُ عامرٍ بهواهُ
- وَكَتمت الهَوى فمتّ بِوَجدي
فَإِذا كانَ في القيامةِ نودي
- مَن قتيلُ الهَوى تَقدّمت وَحدي
نفسي فداؤك لو نفسي ملكت إذا
هي قصيدة مدح من البحر البسيط، ويبلغ عدد أبياتها اثنان، فقالت:
نَفسي فِداؤك لَو نَفسي ملكت إِذاً
- ما كانَ غيرك يجزيها ويرضيها
صَبراً عَلى ما قَضاه اللَّه فيك على
- مَرارة في اِصطباري عنكَ أُخفيها
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة متى
هي قصيدة حزينة من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها اثنين، فقالت:
أَلا ليتَ شِعري وَالخطوب كثيرةٌ
- مَتى رحلُ قيسٍ مستقلّ فراجعُ
بِنفسي مَن لا يستقلّ برحلهِ
- وَمَن هوَ إِن لم يحفظ اللَه ضائعُ
أخبرت أنك من أجلي جننت وقد
هي قصيدة قصيرة من البحر البسيط، ويبلغ عدد أبياتها واحد، فقالت:
أُخبرتُ أنّكَ مِن أَجلي جُننتَ وَقد
- فارَقتَ أَهلك لم تعقل ولم تُفقِ
كلانا مظهر للناس بغضا
هي قصيدة هجاء من البحر الوافر، ويبلغ عدد أبياتها أربعة،فقالت:
لانا مُظهرٌ للناسِ بُغضاً
- وكلٌّ عندَ صاحبهِ مكينُ
تبلّغنا العيون بما أَردنا
- وَفي القلبينِ ثمّ هَوىً دفينُ
وَأَسرار اللّواحظِ ليسَ تَخفى
- وَقد تغري بِذي الخَطأ الظنونُ
وَكَيف يَفوتُ هَذا الناس شيء
- وَما في الناسِ تظهرهُ العيونُ
أشعار كتبها قيس بن الملوح بليلى العامرية
نظم شاعر الغزل قيس بن الملوح الهوزاني مجموعة من القصائد الشعرية في محبوبته ليلى العامرية، ومنها:
أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبّي
هي قصيدة شوق من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها 5 أبيات، فقال:
أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبّي
- وَتُبدينَ لي هَجراً عَلى البُعدِ وَالقُربِ
وَأَهواكِ يا لَيلى هَوىً لَو تَنَسَّمَت
- نُفوسُ الوَرى أَدناهُ صِحنَ مِنَ الكَربِ
شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرّاً وَجَهرَةً
- وَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن شِدَّةِ الحُبِّ
وَلَمّا رَأَيتُ الصَدَّ مِنها وَلَم تَكُن
- تَرِقُّ لِشَكواتي شَكَوتُ إِلى رَبّي
إِذا كانَ قُربَ الدارِ يورِثُ حَسرَةً
- فَلا خَيرَ لِلصَبِّ المُتَيَّمِ في القُربِ
وَقالوا لَو تَشاءُ سَلَوتَ عَنها
هي قصيدة عامة من بحر الوافر، ويبلغ عدد أبياتها 4 أبيات، فقال:
وَقالوا لَو تَشاءُ سَلَوتَ عَنها
- فَقُلتَ لَهُم فَإِنّي لا أَشاءُ
وَكَيفَ وَحُبُّها عَلِقٌ بِقَلبي
- كَما عَلِقَت بِأَرشِيَةٍ دِلاءُ
لَها حُبٌّ تَنَشَّأَ في فُؤادي
- فَلَيسَ لَهُ وَإِن زُجِرَ اِنتِهاءُ
وَعاذِلَةٍ تُقَطِّعُني مَلاماً
- وَفي زَجرِ العَواذِلِ لي بَلاءُ