لماذا يسمى الأسد ملك الغابة
أسباب تسمية الأسد ملك الغابة
يعود سبب تسمية الأسد بملك الغابة إلى سببين رئيسيين، وهما: صفاته الجسميّة، وصفاته السلوكيّة التي يمتلكها ويتميّز بها عن غيره من الحيوانات الأخرى، وفيما يأتي هذين السببين بالتفصيل:
الصفات الجسمية
يتمتع الأسد بالعديد من الصفات الجسميّة التي تُميزه عن غيره من الحيوانات، وتجعله قويًا، ومنها ما يأتي:
القوة الجسدية
يتميّز الأسد بجسم عضلي قوي جدًا، وكتلة عظام قليلة مقارنةً بالأنواع الأخرى من القطط، وهذا ما يمنحه سرعة حركية مُميزة، كما يمتلك أقدام أماميّة ثقيلة وقوية بما يكفي لكسر ظهر الحمار الوحشي، إضافةً إلى امتلاكه أسنان وفكين قويين قادريين على سحب الفريسة وقتلها بسهولة.
يصطاد الأسد الثدييات ، مثل: الغزلان، والظباء، والحمير الوحشية، ويعمل في مجموعات لصيد الحيوانات الكبيرة، مثل: الزرافات، والجاموس، والتماسيح، فهو قادر على اصطياد الحيوانات التي يتراوح وزنها ما بين 45-453 كغم، كما يسرق أيضًا طعام الفهود والضباع والحيوانات المفترسة الأخرى، وعندما بنقص الغذاء يتغذّى على الحيوانات الصغيرة، مثل: القوارض، والزواحف.
الحواس القوية
يتميّز الأسد بحواسه القوية جدًا، إذ يمتلك حاسة سمع قوية تُمكّنه من سماع صوت فريسة تبعد عنه أكثر من 1.6 كم، كما يمتلك حاسة بصر مثالية أفضل من بصر الإنسان بـ5 أضعاف، إضافةً إلى حاسة الشم الشديدة لديه، التي تُساعده على تحديد موقع الفريسة، وفيما إذا كانت قريبة منه، وكذلك تحديد متى كانت موجودة في منطقة ما.
وجود اللبدة
تُضفي لبدة الأسد وهي الشعر الكثيف الذي ينمو حول عنقه جمالًا ووقارًا ومظهرًا ملوكيًّا للأسد، ورغم أنّ النمور أكبر من الأسود، فإنّ لبدة الأسد تُعطيه حجمًا أكبر من حجمه الحقيقي، إضافةً إلى أنّها تمنحه مظهرًا مُخيفًا وتجعله يبدو مروعًا أكثر، إذ يُقال في بعض الأحيان إنّ الضباع كانت لتُصبح ملوك الغابة لولا مظهرها القبيح، لكن بسبب جمال ورشاقة الأسد جعله ذلك يُصبح الملك المثالي.
الصفات السلوكية
يمتلك الأسد صفات مميّزة لا تشاركه فيها الحيوانات الأخرى، ومن هذه الصّفات ما يأتي:
عدم الخوف من الحيوانات الأخرى
لا يحتاج للاختباء في الغابة فهو يعيش في الأماكن المفتوحة، وذلك لشدة قوته، وعدم جرأة الحيوانات الأخرى على تحدّيه أو إزعاجه، لدرجة أنّ الفيلة لا تُزعجه إلّا عند الضرورة، وذلك عندما تُريد إبعاده عن حفر الماء، ويُستثنى من ذلك أنّ مجموعة من قطيع الضباع قد تتحدّى فخر الأسد وترغب بقتله.
تُعد الضباع أسوأ عدو للأسد لأنّها تشترك معه في الطعام نفسه، ولذلك غالبًا ما تتقاتل الأسود والضباع مع بعضها للحصول على الطعام.
التمتع بالهيبة والكبرياء
يتمتع الأسد بالهيبة والكبرياء لامتلاكه مظهرًا ووقفةً ملوكية، كما أنّه حيوانًا اجتماعيًّا، ويمتلك صوتًا هائلًا عندما يزأر بصوته المدوي والذي يُمكن سماعه على بعد أميال عبر غابات السافانا، كما أنّه لا يحتاج أن يُخفي نفسه، أو أن يتجنّب أي حيوان آخر.
إضافةً إلى قدرته على السيطرة على الأراضي التي يعيش عليها مثل الملوك الحقيقية تمامًا، كما أنّها تُسيطر على الحيوانات التي تعيش على أراضيها، باستثناء الضباع التي لا تخضع لسيطرتها أو تخاف منها باعتبارها عدو مشترك.
وبفضل هيبة الأسد وكبريائه، فهو يمتلك القدرة في الحفاظ على النظام، ووضع قوانين يُعاقب بها من لا يلتزم بها، كما يُحافظ على التوازن البيئي، فهو يقتل بعض الحيوانات، مثل الظباء التي يُسبب اكتظاظها في غابات السافانا على تدمير الموارد العشبية.
العيش في قطيع
تعيش الأسود في مجموعات تُسمى الكبرياء، وغالبًا ما تتكوّن المجموعة من 40 فردًا بما في ذلك الإناث وصغارها، إضافةً إلى واحد أو أكثر فقط من الذكور البالغين، ويختلف حجم المجموعة بحسب وفرة الغذاء، فإذا أصبح الغذاء نادرًا، فإنّ الذكور الصغار يُجبرون على الخروج من المجموعة، وعندما يكبرون يعودون للتنافس مع الذكور البالغين للعودة إلى المجموعة.
وما يجعل الأسد يعيش بالفعل حياة الملوك بأنّه يتولى فقط المهام الدفاعيّة، ونادرًا ما يُشارك في عمليات الصيد، وذلك اعتمادًا على نوع الفريسة، بينما تُربي الإناث الأشبال وترعى عمليات الصيد، إذ تُطارد فريستها من زوايا مختلفة على بعد 30 مترًا، ثم تُهاجمها.
ينضم الذكور أحيانًا إلى الإناث في الصيد إذا كانت الفريسة قوية وتحتاج إلى ذلك، كما أنّ الفريسة في بعض الأحيان تخاف من الأسد، ممّا يصعب عليها الهروب.