لماذا يرتدي رواد الفضاء ملابس خاصة
ارتداء ملابس الفضاء
يجب على روّاد الفضاء ارتداء بدلات خاصة بالفضاء عند مغادرة المركبة الفضائيّة، والتعرّض لبيئة الفضاء، التي لا تحتوي على ضغط جوي، أو هواء للتنفس، وهي شديدة البرودة ومليئة بالإشعاعات الخطيرة، وسيموت رائد الفضاء إذا لم يرتدي ملابس الفضاء الخاصّة عند خروجه،وتعتبر بدلة الفضاء ضروريّة لرائد الفضاء؛ لأنهّا تسمح له بالتجول في أمان نسبي في الفضاء، وهي توفّر له ما يلي:
- الهواء المضغوط: توفر بدلة الفضاء ضغط هواء كافٍ؛ للحفاظ على الحالة السائلة للسوائل في الجسم، فهو يحول دون غليان سوائل الجسم، ويكون الضغط في البدلة أقل بكثير من ضغط الهواء العادي على الأرض؛ لذا فإنّها لا تنتفخ، وتكون مرنة قدر الإمكان.
- الأكسجين: يجب أن توفّر البدلات الفضائية الأكسجين النقي لرائد الفضاء؛ بسبب الضغط المنخفض، ويمكن أن يسبب الهواء العادي الذي يتكون من 78% من النيتروجين، و21% من الأكسجين، و 1% من الغازات الأخرى، تركيزات قليلة من الأكسجين في الرئتين والدم عند هذا الضغط المنخفض؛ مما يشكل خطراً على رائد الفضاء.
- درجة الحرارة المنظمة: تعزل معظم بدلات الفضاء باستخدام طبقات من الأقمشة؛ مثل: النيوبرين، وغورتكس، والداكرون، كما تكون مغطاة بطبقات عاكسة خارجية، كالمايلر، أو النسيج الأبيض؛ حتى تستطيع عكس أشعة الشمس.
- الحماية من الجزيئات الصغيرة من الغبار أو الصخور: تحتوي البدلات الفضائية على طبقات متعددة من الأقمشة المتينة؛ مثل الداكرون أو الكيفلار، والتي تحول دون تمزّق البدلة على السطح المعرّض للمركبة الفضائية.
مكونات ملابس الفضاء
تُستخدم العديد من المواد الخام لبناء بدلة الفضاء، وتشمل مواد النسيج مجموعة متنوعة من البوليمرات الصناعية المختلفة، وتتكون الطبقة الداخلية من مادة النايلون المحبوك، وتتكون طبقة أخرى من السباندكس، وهو بوليمر مرن قابل للارتداء، وهناك طبقة أخرى من النايلون المغلف باليوريثان، والتي تشارك في الضغط، ويستخدم الداكرون وهو نوع من البوليستر لطبقة لحجز الضغط.
تشمل الأقمشة الاصطناعية الأخرى المُستخدمة في صناعة البدلة: النيوبرين وهو نوع من المطاط الإسفنجي، والألمنيوم مايلر، والجورتيكس "Gortex"، والكيفلار "Kevlar"، والنوميكس "Nomex"، وتعتبر الألياف الزجاجية المادة الأساسية للجزء العلوي من الجذع، ويستخدم هيدروكسيد الليثيوم في صنع الفلتر الذي يزيل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء أثناء السير في الفضاء ، ويشكل مزيج الزنك الفضي البطارية التي تزود البدلة بالطاقة، وتُنسج الأنابيب البلاستيكية في القماش؛ لنقل مياه التبريد في جميع أنحائها، وتُستخدم مادة البولي كربونات لبناء غلاف الخوذة، وتُستخدم مكونات أخرى مختلفة لتشكيل الدوائر الإلكترونية وضوابط البدلة.
آثار عدم ارتداء ملابس الفضاء
قد يتعرّض رائد الفصاء للعديد من المخاطر عند عدم ارتدائه لبدلة الفضاء، ومنها:
- فقدان الوعي خلال 15 ثانية؛ بسبب عدم توفر الأكسجين.
- غليان الدم، والسوائل الأخرى في الجسم، ثم تجمدها؛ بسبب قلة الضغط الجوي أو انعدامه.
- تمدّد الأنسجة في الجلد، والقلب، والأعضاء الداخلية الأخرى، بسبب غليان السوائل.
- مواجهة تغيرات شديدة في درجة الحرارة، فمثلاً قد تصل درجات حرارة المناطق التي تصلها أشعة الشمس إلى 120 درجة مئوية، وتنخفض إلى -100 درجة مئوية في الظل.
- التعرّض لأنواع مختلفة من الإشعاع ، مثل: الأشعة الكونية، والجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس (الرياح الشمسية).
- الإصابة بجزيئات صغيرة من الغبار أو الصخور التي تتحرك بسرعة عالية "micrometeoroids"، أو الحطام من الأقمار الصناعية أو المركبة الفضائية.