لام الجحود في اللغة العربية
مفهوم لام الجحود
لامُ الجحودِ هي لامٌ مكسورةٌ تدخلُ على الجملة الفعليَّة فتقومُ بنفيها، وتكونُ مسبوقةً بكوْن عام نحو"ما كان ، لم يكن"، وهي حرفُ جرّ يُفيدُ النفيَّ والإنكارَ، تتصلُ بالفعلِ المُضارع فتنصبهُ بأن المُضمرة.
سبب تسمية لام الجحود بهذا الاسم
سُمِّيَّت لامُ الجحودِ بهذا الاسم لأنَّها أداةٌ تفيدُ النفيِّ القاطعِ والإنكارِ التام لما قبلها وما بعدها، حيث تدخلُ على الجملةِ الفعليَّة فتنفيها، فكلمة "الجحودِ" تعني النفيِّ والإنكارِ، وهذهِ اللامُ تؤكدُ النفيّ الواقع على الفعلِ الناقصِ ، ولتوضيح ذلك ما يأتي:
- ما كانَ المؤمِنُ لِيكذِبَ.
المقصود في هذه الجملةِ أنَّ المؤمنُ لا يكذِبُ أبدًا مهما كانت الأسبابُ، أو أنَّه لم يُخلقْ ليكذِب، فدخولُ لام الجحود على الجملةِ ينفي عن المؤمنِ صفةُ الكذبِ نفياً قاطعًا.
شروط عمل لام الجحود
هناكَ شروطٌ معيَّنةٌ لعملِ لامِ الجحودِ تتلخّص فيما يأتي:
- أن تكونَ مسبوقةً بالفعل الناسخ "كانَ" أو "يكنْ" أو"يكونُ".
- أن يكونَ الفعلُ الناسخُ مسبوقًا بما النافيَّة أو لم النافيَّة، نحو "ما كانَ" في حالةِ الماضي، و" لم يكن" في حالةِ المضارعِ.
- أن يكونَ اسم كان اسمًا ظاهرًاً غيرُ مقدَّرً أي "مُضمرًا" أو ضميرًا مُتصلَّاً أو مُستترًا.
- أن يكونَ خبر كان محذوفًا وتقديرهُ كلمة "مريدًا".
طريقة إعراب لام الجحود
تُعرب لامِ الجحودِ على أنَّها حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ لا محلَّ لهُ من الإعرابِ، والفعلُ المُضارعُ الَّذي يأتي بعدها يكونُ منصوبًا بأن المصدريَّة المُرتبطة بالأفعالِ الناسخةِ، كما في الجمل الآتيَّة:
- قول اللهِ تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِم}.
ما: حرف نفي .
كان: فعلٌ ماضٍّ ناقص مبنيّ على الفتح.
اللهُ: لفظ الجلالة اسم كان مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ على آخرهِ، وخبرها محذوفٌ وتقديرهُ "مريدًا" أي "ما كانَ اللهُ مريدًا أن يعذِّبهم".
ليعذِّبهم: لامُ الجحودِ: حرفُ جرّ مبنيٌّ على الكسرِ لا محلَّ لهُ من الإعراب، ويعذّب: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن المُضمرة وعلامةُ نصبهِ الفتحة الظاهرة على آخرهِ.
الفاعل ضميرٌ مُستترٌ تقديرهُ "هو"، وهم: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ في محلِ نصبِ مفعول به.
المصدر المؤول "المُكوَّن من أن المُضمرة والفعل المضارع يعذبهم" في محل جر بحرفِ الجرِّ وتقديرهُ "تعذيبهم".
- قولِ اللهِ تعالى:{إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَظَلَموا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيغْفِرَ لَهُم وَلَا لِيَهدِيَهُمْ طَريْقًا}.
لم: حرفُ نفي وجزم.
يكن: فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ مجزومٌ بالسكونِ، وحُرِّكَ بالكسرِ لمنعِ التقاء الساكنين.
اللهُ: لفظُ الجلالةِ اسم يكن مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ على آخرهِ، وخبرها محذوفٌ وتقديرهُ "مريدًا".
ليغفر: لامُ الجحود: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ لا محلَّ لهُ من الإعراب، يغفرَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن المُضمرةِ وعلامةُ نصبهِ الفتحة الظاهرة على آخرهِ، والفاعل ضميرٌ مستترٌ تقديرهُ "هو".
والمصدر المؤول "المكوَّن من أن المضمرة والفعل المضارع يغفر" في محل جر بحرفِ الجرِّ وتقديرهُ "الغفران لهم"، ويكونُ تقديرُ الجملةِ " لم يكن اللهُ مريدًا الغفرانَ لهم".
- فما كانَ الإنسانُ ليظفرَ بما يُريد وهو راضٍ بحياةِ الكسلِ.َ
فما: الفاء: حرفُ عطفٍ ، ما: حرفُ نفي.
كان: فعلٌ ماضٍّ ناقصٍ مبنيّ على الفتح.
الإنسان: اسم كان مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ على آخرهِ، وخبرها محذوفٌ وتقديرهُ "مريدًا".
ليظفر: لامُ الجحود: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ لا محلَّ لهُ من الإعراب، يظفر: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن المُضمرةِ وعلامةُ نصبهِ الفتحة الظاهرة على آخرهِ، والفاعل ضميرٌ مُستترٌ تقديرهُ "هو".
والمصدر المؤول "المكوَّن من أن المُضمرة والفعل المضارع يظفر" في محل جر بحرفِ الجرِّ.
أمثلة على لام الجحود
هناكَ العديدُ من الجملِ التي ضمَّت في ثناياها لام الجحودِ، ومثالُ ذلك ما يأتي:
- قولهِ تعالى:{مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المؤمنين عَلى مَا أَنْتُمْ عَليِهِ حَتْى يَمِيْزَ الخَبيثَ مِنَ الطيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ}.
- ما كانَ الحرُّ ليقبلَ الضيمَ.
- قولهِ تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم}.
- قولهِ تعالى:{وَمَا كُنَّا لِنهتَدِيَ لَولَا أنْ هَدَانَا اللهُ}.
- قولهِ تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلَا فِي الأَرضِ}.
الفرق بين لام التعليل ولام الجحود
هناكَ بعضُ الفوارقِ التي تُميّزٍُ لام التعليلِ عن لامِ الجحودِ، وهيَّ كالآتي:
- تتصل لام التعليل مُباشرةً بالفعلِ المُضارعِ وتعمل على نصبه، ويكونُ ما قبلها سببًا وعِلَّةً لما بعدها، ومثالُ ذلكَ قولهِ تعالى: {إِنَّا فَتحْنا لَكَ فَتحًا مُبينًا، لِيغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأخر}.
تتصل لام الجحودِ بالفعلِ المُضارعِ وتنصُبه ولكن لا بُدَّ أن يسبقها فعل ناقص نحو" كان، يكون، يكن "، ومثالُ ذلكَ قولهِ تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرى بِظُلْمٍ وَأهلُها مُصلِحون}.