كيفية معرفة بداية الحمل
الحمْل
يُعرَفُ الحملُ بأنَّهُ حالةٌ مؤقتةٌ تحدُثُ للمرأةِ نتيجةَ إخصابِ البويضةِ التي تُفرِزها أثناءَ دورةِ الطَّمثِ لِتدخُلَ سِلسِلة انقساماتٍ تُؤدّي إلى تكوينِ جنينٍ واحدٍ أو أكثر داخِلَ رحمِ الأم، وتَبدأُ هذهِ الفترةُ ببدءِ الإخصابِ لِتستمرَّ مدَّة تسعةِ أشهر. تَستطيعُ النِّساءُ معرفةَ أو توقُّعِ حدوثِ الحملِ عبرَ العديدِ من العلاماتِ والأعراضِ التي تُرافقُ بدايةَ الحالةِ سِيّما المُبكِّرةِ منها والنَّاتجةِ عن ارتِفاعِ مُستوى الهرموناتِ المُفرَزةِ من المَشيمةِ، ويَترافقُ ظُهورُ هذه الأعراض عادةً مع الأعراضِ الاعتياديَّةِ المُصاحِبةِ لدورةِ الحيضِ . ولا يَعني ظُهورُ هذهِ الأعراضِ بالضَّرورةِ ثُبوت الحملِ، بل إنَّ اعتمادَ ثُبوتِ الحملِ وصِدقهِ يتمُّ بإجراء الفحوص المخبريَّةِ والطِبيَّةِ المَعروفة.
أعراض حدوث الحمل
تُسهِم بعضُ الأعراض والعلامات والتغيُّراتِ التي تتعرَّضُ لها المرأةُ في توقُّعِ حُدوثِ الحَملِ ولكنَّها لا تُقدِّمُ دليلاً قطعيّاً على حدوثِه، وتَتبايَنُ هذهِ الأعراضُ في نسبةِ ظهورِها ودرجته لدى النِّساء، بل قد لا تشعُرُ بعضُ النِّساءِ بهذه الأعراض مُطلقاً، إلا أنَّ العلاماتِ المُشتَركةِ المؤكَّدةِ لدى مُعظمِ النِّساءِ تتمثَّلُ فيما يأتي:
انقِطاع الطَّمَث
يُعْتبر انقطاع الطّمث أوَّل العَلامَات المُبكِّرة عَلى حُدُوثِ الحَمْل عِند غَالبِيَّة النِّسَاء اللَّواتِي لا يُعانِينَ مِن أيّ مُشكِلات صِحِّيَّة، فالمَرأَة التي تَعرِف موعِد حيْضِها وحدثَ غِيَاب أو تأخُّر عليهَا فيُمكن أنْ يَعْنِي ذلك أنَّها حَامِلٌ، وانقِطاعِهَا يكُون أوَّل مَراحِل تَكويْن الجَنِين، وعِنْد غِياب فَترةُ الطَّمثِ عادةً تَقومُ النِّساء بِعمَل فَحْص الحَمْل المَنْزِليّ عَن طَرِيق البَول، لكِن هَذا لا يُوجِب أنَّ غِيَاب الطَّمَث دَائِماً يَعني أنَّ هُناكَ حَالَة حَمل، فهُناكَ الكَثِير مِن الحَالاَت التي تَنقَطِع فِيهَا فَتْرَة الطَّمثِ؛ كالرِّضَاعَةِ الطَبِيعِيَّة، والتَوقُّف عَن تَنَاوُل حُبُوب مَنْع الحَمل، وبعْض الأدْوِية النَفسيِّة، ووُصول المَرأة إلَى سِنِّ اليَأس وغيْرِها.
ألم وثِقََل فِي الظَّهر
يَأْتي هَذا العَرَض فِي أوَّل الأَعْراض الَتي قَد تَشعُر بِها المَرأَة، حَيث تشعُر المَرأة بِألَم شَديد فِي الظَّهر، فهَذا الشُّعورُ غَالِباً ما يَكُون بِسبَبِ ارتِفاع مُستَوى الهُرمُونات التِي تُؤدِّي إلى ارتِخَاء العضَلات والأَربِطَة فِي جَمِيعِ أنْحاَء الجِسم، ويَجِب عَلى المَرأة أنْ تحمِي نَفسَها ضِدَّ أيِّ أمْرٍ قد يتَسبَّب فِي فُقْدانِ الجَنِين فِي مَراحِلِه الأُولَى، وهَذا الثِّقل أوِ الأَلَم قَد لا يُصيبُ جَميعَ النِّساءِ بِنفْس القُوَّة وبِنفْس الزَّمَان أثْناء عمَليَّة الحَمل، إنَّما يُصِيب فِئَةً بِعينِها التِي غالباً ما تكُونُ تُعانِي من آلاَمٍ فِي الظَّهر من قَبل حُدوثِ الحَمل، ومِن الأَفضَل التَأكُّد والاطمِئْنِان واسْتشَارة الطَّبِيب قَبلَ كلِّ شَيء، ويَجِب الحَذَر إذا تَرافَقت آلامُ الظَّهرِالشَّديدَة والمُستَمرَّة مع نَزِيف مِهبَليّ ولَو بَسيط فهَذا يعْني أنَّ هناكَ مُشكلةٌ تُوجِب التَّدخُل الطِبِّي لِحلِّها بِشكلٍ عَاجِل.
آلاَم مُسْتمرَّة أسْفَل البَطْن
تحْدُثُ هَذهِ الآلاَم غَالباً عند انْغِراس الجَنِين فِي بِطَانَةِ الرَّحِم ، ويكُون الأَلم شَبيهاً بآلامِ الحَيْض، وقد تُسبِّب هَذه الآلَام الإفْراز الكثيف للهُرمُونات الَتي تُؤدِّي إلى لِيُونَة مفَاصِل الحَوض وتَحريكَها بعْد أنْ كانَت ثَابِتةً لا تَتحَرك، ويَحدُث ذَلك اسْتِعْداداً لاحْتِواء الجَنين عندَما يكبُر ودُخولِه منْطقة الحَوض عنْد حُدوث الوِلاَدة، وغَالِباً ما تَقلُّ حِدِيَّةُ هذِه الآلاَم مَع انْتِهاءِ الثُّلُثِ الأوَّل مِن الحَمل، ولكنَّ هذَا لا يَعني بأنَّ آلام أسْفل البَطنِ تكُون آمنةً دائماً، فإذَا استَمَرَّت لِفَترة طَويلَة مع ازْدَياد شِدَّتَها ورافَقَتهَا الآلاَم الَتي تَحدثُ أثْناء التَبوُّل، أو الافْرازَات المِهبلِيَّة غَير الطَبيعِيَّة، أو ارتِفاع دَرجة حَرارَة الجِسم، وغَيرِها مِن الأَعرَاض فَيجِب عَلى الفوْر مُراجَعة الطَّبِيبْ.
الشّعُور بالرَّغْبة المُلحَّة فِي النَّوم المُستمِرّ
الشُّعُور بالكَسل أوِ الرَّغبَة المُلحَّة فِي النَّوم مِن العلَامَات المَشهُورَة الَتي تُعرَف عِند الكَثِير مِن النِّسَاء، ويَعُود السَّبب نظراً لارْتِفاع إفْرَازهُرمُون البروجِستِيرُون فِي الدَّم، مِمَّا يُسبِّب النُّعَاس المُفاجِئ والشَّديد، بالإضَافَة إلى التَّعبْ أثْناء اليَوْم، فالنَّوْم المُستَمِرّ مِن أكْثَر الأُمُور الَتِي تُسَيطر عَلى حَيَاة أغْلَب النِّسَاء فِي مَراحِل الحَمْل الأُولى ، وتَستَمرّ كَذلِك حَتَّى الشَّهْر الثَّالِث، وقَد يمتدُّ إلَى الشَّهرِ الرَّابِع عَلى أكثرِ تَقدير.
بعض الافْرازَات المِهبليَّة الزَهرِيَّة
وتَُشبه هَذه الإفْرَازَات إفرَازات الحَيْض، ولكنَّها ليْست غَزِيرة، وتَأتِي عَلى هَيئَة إفْرَازَاتٍ مُتَقطِّعةٍ لَونُها زَهرِيّ فاتِح، أي ليْست حمْرَاءَ تدلُّ عَلى دمٍ وليْسَت بَيضَاءَ لِتكُون كَما المُعْتَاد، والسَّبَب الرَئِيسيّ لِهَذه الافْرازَات إمَّا بِسبَبْ غَرسِ الجَنين فِي بِطانَة الرَّحِم ، أوْ أنَّه فِي مْرحَلَة الحَمل يَكُون عُنُقُ الرَّحِم وجُدْرَان المِهبَل ليِّنَان وتُفرَز هَذهِ الافرازَات لِحِمايَتِها مِن الالتِهَابات والفِطريَّات والبَكتيريَا.
الدّوار
الدُّوَار مِن أكْثَر الأَعْراض شُيوعاً عِند النِّساء الحَوامِل؛ حَيثُ يَعمَل هُرمُون البْروجِستِيرُون عَلى زِيادَة تَوسُّع الأَوعِيَة الدَموِيَّة وزِيَادَة تَدفُّق الدَّم إلَى القَدمَين والرَّحِم، مِمَّا يُسبِّب انْخِفاضاً فِي ضَغطِ الدَّم وبالتّالي الشُّعور بِالدُّوار، وقَد يَكُون أيْضاً لانْخِفَاض مُستَوى السُّكَّر فِي الدَّم دوراً هامّاً فِي حُدُوثِه عِندَ بَقَاءِ الحَامل فتْرة طَويلَة دُون تَنَاوُل الطَّعام، وقَد تَستَمرِّالمَرأَة الحَامِل بالشُّعور بالدُّوَار حتَّى انْتِهاءِ الشَّهر الرّابِع، وقد تُعاني فِئَة منَ النِّساء إلى وقْتِ الوِلادَة، ومِن المُمْكِن أَن تَمتدَّ قليلاً لتَصِل إلَى مَا بعْد الوِلادَة.
الغَثيَان والقَيء
يظهرُ الغَثيانُ غَالِباً فِي بِدايَة الحَمل، حَيثُ يجِب عَلى الجِسْم الاعْتِياد عَلى إفرَاز الهُرمُونات بِنِسب عَالِيَة، ويَحدُث الغثيان عَلى مَدارِ اليَوم لَكِنَّهُ يَزيدُ فِي الصَّبَاح عِندمَا تَكُون المَعِدة فَارِغَة، ويَخْتَلِف الغثيان بيْن النِّساءِ؛ فهُناكَ مَن لا يُعَانِينَ مِنهُ أبَداً، وهُنَاك مَن يَستَمِر مَعَهُنَّ إلَى نِهايَة الحَمْلِ، وكَذَلِك مَع نَوبَات القََيْء المُستَمِرّة. يُمكِن التَّخْفِيف مِنهَا بِتَناوُل الحُبُوب الجَافَّة فِي الصَّباح، وشُرْب كَمِيَّات كَافِيَة مَن المَاء، كَمَا أنَّ تَنَاوُل الزَّنجبِيل مُفيدٌ أيْضاً فِي تَخفِيف القَيء والغَثَيان، وتَنَاوُل وجْبَاتٍ صَغِيرةٍ كُل ثَلاث سَاعَات، لكن هُناَك حَالاَت تَحتَاج المَرأَة فِيهَا إلَى التَدخُّل الدَوائِيّ، فإذَا كَانَت شَدِيدَة ومُستَمِرّة َقد تُؤَثِّر عَلى اسْتِمرارِيَّة الحَمل بِشكل مُستَقِرّ.