كيفية عبادة الله
كيف نعبد الله
إن مفهوم العبادة لله -تعالى- واسع شامل، حيث جعل الله العبادة غاية الخلق؛ فقال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فإذا عاش المسلم حياته كما يريدها الله -تعالى-؛ كانت حياته كاملة في جميع جوانبها عبادةً له -سبحانه وتعالى-.
وقال ابن تيمية في تعريف العبادة: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة"؛ حيث يشمل تعريفه صور العبادة الخاصة والعامة، والتي سنبين بعضها بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:
صور العبادة بمفهومها الخاص
العبادة بمفهومها الخاص تشمل أركان وفروض الإسلام الخمسة، وسيتم بيانها فيما يأتي:
- الشهادتان
وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فالشهادتان أساس العقيدة الصحيحة التي تُثبت العبادة لله -تعالى- وحده، وتنفي عن غيره استحقاق العبادة، فهي علم ويقين وصدق بأنه لا معبود بحقٍ إلا الله تعالى-، وإثبات لصدق ونبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- الصلاة
أمر الله -تعالى- المسلمين بخمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة، فالقيام بالصلاة يتطلب أدائها بشكلٍ تام يحقق أركانها وشروطها، مع المحافظة على أدائها بالأوقات المحددة؛ وهي أفعال وأقوال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
- الزكاة
فرض الله -تعالى- الزكاة على المسلمين، وهي حقٌ مالي يؤديه الغني للفقير عند تملك المال، وتحقق النصاب، وحولان الحول، ومما يدل على عظيم شأنها؛ اقترانها بالصلاة في اثنين وثمانين موضعاً في القرآن الكريم.
وقد بين الله -تعالى- مصارف الزكاة ومستحقيها في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
- الصيام
يُقصد بالصيام في الاصطلاح الشرعي؛ الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويشمل الصوم الامتناع عن المفطرات الحسية والمعنوية؛ فلا يرفث، ولا يتعصب، ويبتعد عن جميع المعاصي والآثام.
ووما يدل على عظيم الأجر الذي يحصل عليه الصائم، قول الله -تعالى- في الحديث القدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).
- الحج للمستطيع
أوجب الله -تعالى- الحج على كل مسلم بالغ عاقل وضبطه بشرط الاستطاعة؛ وهي الاستطاعة المادية والجسدية، قال -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
صور العبادة بمفهومها العام
تشمل العبادة بمفهومها العام جميع أنواع النوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه بنية خالصة، وقد ثبت في الحديث القدسي قول الله -تعالى-: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ...)، وسنذكر بعض صور العبادة بمفهومها العام فيما يأتي:
- ذكر الله -تعالى-
إن باب ذكر الله -تعالى- واسع؛ يشمل ذكر الله -تعالى- بأسمائه وصفاته، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والخروج، وركوب السيارة، وغيرها من الأذكار، ويشمل التقرب إلى الله -تعالى- بالدعاء وهو باب الابتهال والطلب من الله -تعالى-.
- الصدقة
الصدقة لها مفهوم عام؛ يشمل جميع ما يُعين المسلم به أخاه المسلم، فالكلمة الطيبة صدقة، والتبسم في وجوه المسلمين صدقة، وأما الصدقة بمفهومها الخاص فتشمل ما ينفقه المسلم تطوعاً في سبيل الله -تعالى-، ويدخل في باب الصدقة أنواع الوقف المختلفة التي يبقى أجرها متصلاً لفاعلها.
- نوافل الصلاة
نوافل الصلاة كثيرة ومتعددة ومنها؛ صلاة الكسوف والخسوف، وركعتي الطواف، وركعتي الإحرام، وتحية المسجد، وركعتي الوضوء، وصلاة الاستخارة، وصلاة الحاجة، وصلاة العيدين، والتراويح، وصلاة الوتر، وصلاة الضحى، وصلاة الأوابين، وصلاة التهجد، والسنن الرواتب.
- نوافل الصيام
تتعد نوافل الصيام لتشمل ما يأتي: صيام يوم عرفة، صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، وصوم ستة أيام من شهر شوال، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، صيام يومي الإثنين والخميس.