كيفية تلقين الميت
كيفية تلقين الميت
كيفية تلقين الميت حال احتضاره وقبل دفنه
يندب تلقين المحتضر الذي قربت وفاته كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وذلك حتى تكون آخر كلام قد خرج به من الدنيا، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَقِّنوا موتاكم لا إلهَ إلا اللهُ، فإنَّ مَن كان آخرَ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ عند الموتِ دخلَ الجنةَ يومَا الدَّهرِ ، وإن أصابَه قبلَ ذلك ما أصابَه)، وقد ذهب جمهور العلماء على أنّ التلقين المراد به في هذا الحديث هو ما يكون حال الاحتضار، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد لقّن عمه أبا طالب كلمة التوحيد حال احتضاره لكنّه أبى ذلك ولم يستجب له وكان آخر كلامه بأنّه سيبقى على دين عبد المطلب.
كيفية تلقين الميت بعد دفنه
رُوِي حديث في كيفية تلقين الميت بعد دفنه عن أبي أمامة وقال فيه: (إذا أنا متُّ فاصنعوا بي كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات أحد من إخوانكم فسوّيتم التراب على قبره؛ فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فيقول: أرشدنا يرحمك الله، ولكن لا تشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيّاً وبالقرآن إماماً. فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لُقِّن حُجَّته؟!) فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمه، قال: (ينسبه إلى أمه حواء: يا فلان بن حواء) ، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ العلماء قالوا بضعف هذا الحديث وبعضهم جعله موضوعاً، لذا تعددت أقوالهم في حكم تلقين الميت بعد دفنه كما يأتي:
- الحنفية والمالكية: قالوا بكراهة تلقين الميت بعد دفنه، ولا يشرع بعد دفن الميت إلّا الدعاء له بالمغفرة والرحمة والثبات عند السؤال، لما ثبت عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ ، فقالَ : استغفِروا لأخيكُم ، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ).
- الشافعية والحنابلة: قالوا باستحباب تلقين الميت بعد دفنه ، فالحديث وإن كان ضعيفاً لكن يُعمَل به لأمرين:
- أوّلهما: أنّ الحديث الضعيف يُعمل به في فضائل الأعمال.
- ثانيهما: أنّ الحديث يُعضد بشواهد من الأحاديث الصحيحة التي تُثبت سماع الميت، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)، ولا شكّ أنّ الميت بأمسّ الحاجة لسماع كلمات التلقين في تلك اللحظات.