كيفية تكوين علاقات اجتماعية ناجحة
العلاقات الاجتماعية
تعرف العلاقات الاجتماعية بأنها الروابط الموجودة بين الناس بدافع التعامل المستمر فيما بينهم، وتتميّز هذه العلاقات بأنّها لا تقوم على تبادل المصالح والمنافع المادية بل تقوم على المنافع المعنوية كإشباع رغبة الإنسان في التواصل مع غيره، بالإضافة إلى تكوين دائرته الخاصة من الأشخاص الذين يجدهم عندما يحتاجهم، وتتضمّن العلاقات بين أفراد الأسرة، والأصدقاء، والجيران بالإضافة إلى زملاء العمل، وأي علاقة فيها نوع من التواصل الجيد، وتعتبر العلاقات الاجتماعية مهمّة جدّاً في حياة الإنسان، لما تضفيه من بهجة وسعادة ومعانٍ إلى حياته وشخصيّته.
أهمية العلاقات الاجتماعية
تعتبر العلاقات الاجتماعيّة ضروريّة للإنسان، فهو كائن اجتماعي بطبيعته، وتكمن أهميتها في الكثير من الأمور ومنها:
تحسين نوعية الحياة
تعمل العلاقات الاجتماعية بمختلف أشكالها على صقل شخصيّة الإنسان بشكل كبير وتغيير تصوّراته حول الحياة وكذلك اعتقاداته ومفاهيمه، ولذلك فإنّها تعتبر مهمّة للغاية من أجل تحسين نوعية الحياة التي يعيشها عن طريق التجاوب مع التغييرات التي تطرأ على أفكاره وتحويلها إلى سلوكات تعمل على تطوير حياة الإنسان وتحسين جوانبها المختلفة من عمل وإنتاج وغيره.
تحفيز الصحة العقلية
تعتبر العلاقات الاجتماعية مهمّة جدّاً بالنسبة لصحّة الإنسان العقليّة والنفسيّة كذلك، فهي تزيد من السعادة بشكل كبير وتعمل على تقليل الشعور بالتعاسة، كما أنّها تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وتجعله يقدّرها أكثر ممّا يعينه على تحقيق أهدافه في المستقبل، كما أن الأشخاص الذين لا يحبّون العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للمشاكل النفسية كالاكتئاب والقلق .
تقليل التوتر
تعمل العلاقات الاجتماعية على حماية الإنسان من التعرّض لنوبات التوتر الكثيرة والشديدة، وهي أيضاً تقلّل منها بشكل كبير، فإن الأشخاص الذين يتعرّضون لمواقف موتّرة ويملكون علاقات اجتماعية وشخصيّة جيدة يتعافون بشكل أكبر وأسرع من الذين ليس لديهم علاقات.
كيفية تكوين علاقات اجتماعية
يوجد العديد من الطرق والأساليب لتكوين علاقات اجتماعيّة صحيّة وسعيدة، ومنها:
المبادرة واللطف
تعتبر المبادرة مهمّة للغاية في تكوين العلاقات، فهي تسرّع من عملية بناء العلاقة، ويجب على الفرد الذي يريد تكوين علاقات أن يكون لطيفاً وطيّباً مع الناس وأيضاً قريباً من قلوبهم وذلك حتّى يحصل على انتباههم واهتمامهم، ويمكن فعل هذا عن طريق التبسّم في وجوه الناس، أو عن طريق إيجاد بعض الاهتمامات المشتركة التي تقرّب الناس من بعضهم.
الاستماع
يحب الناس أن يجدوا من هو مهتم بهم، ويحبّون أيضاً أن يتحدّثوا وخاصّة عن أنفسهم وعن الآراء التي يحملونها، لذا فإنّه من المهم عند تكوين صداقات الاستماع إلى الناس وترك المجال لهم ليعبّروا عن أنفسهم، وهذا ما يجعل الصداقة تسير بشكل أسرع وتصبح أقوى مع الوقت، بسبب الارتياح الذي يقدّمه المستمع للناس.
التحدث عن النفس
يعتبر التحدث عن النفس مهمّاً جدّاً مثل الاستماع للناس وهم يتحدّثون عن أنفسهم؛ وذلك لأنّ الناس لن يثقوا في الشخص الذي لا يعرفون عنه شيئاً، لذا لا بدّ له من أن يقوم بالتعريف عن نفسه وعن شخصيته من خلال بعض الأحاديث الصغيرة التي تجعل الناس يتعرفون إليه ويكتشفون الأمور المهمّة في شخصيته.
ممارسة الأنشطة
يجب على الشخص الذي يريد تكوين صداقات أن يعرض على الناس أن يقوموا بفعل بعض النشاطات سويّاً، فهذا الأمر يشجّعهم على التواصل معه، كما ويخلق جوّاً من المتعة والألفة التي تساعد على تقوية العلاقة مع مرور الوقت، ويجب أيضاً على الشخص أن يذهب إلى الأماكن التي يتواجد فيها الناس بكثرة، كالحفلات والمتنزّهات وغيرها من المناسبات، فهي تعتبر فرصة للتعرّف إلى مزيد من الناس بين الفترة والأخرى.
تخطي الخوف من الرفض
قد يخاف بعض الناس من أن يقابلوا بالرفض من الآخرين، لذا لا يحاولون المبادرة والتعرّف إلى الناس من حولهم، ولكن يجب على الفرد الذي يريد تكوين الصداقات وبناء علاقات اجتماعيّة أن يتجاوز هذا الخوف ، فيعتبر الرفض شيئاً عاديّاً وليس بالمهمّ والكبير مقابل العلاقات الجيدة التي سوف يحصل عليها إذا ما واصل المحاولة في التعرّف على أناس جدد.
تقبل الاختلافات
يعتبر تقبّل الاختلافات من أهمّ مبادئ تكوين العلاقات وخاصّة العلاقات طويلة الأمد؛ وذلك لأن كل شخص يمتلك تصوّرات مختلفة عن الآخر، والقدرة على تبادل هذه التصوّرات ومشاركتها هي التي تكون الصداقات والعلاقات بين الناس، فعلى الشخص أن يعرف أنّ العلاقة كانت لتبدو مملّة لو أنّ الشخص الآخر هو نسخة طبق الأصل عنه، فالاختلاف يعتبر سمة مميّزة في الناس، وعلى الفرد تقبّلها والاستمتاع بهذا الاختلاف والتعلم منه أيضاً.
امتلاك مهارة إيصال المعلومة
تعتبر مهارات التواصل مهمّة جدّاً لبناء العلاقات المختلفة في الحياة، ولذلك فإنّه من المهمّ أن يقوم الفرد بتطوير هذه المهارات للحصول على المزيد من العلاقات الجيّدة في حياته، ومن ضمن هذه المهارات مهارة فنّ إيصال المعلومة، فقد يفترض الإنسان أنّ الشخص الذي أمامه قد فهمه على الرغم من أنّه لم يفعل؛ وذلك لأنّه يفتقر بعض الشيء إلى القدرة على إيصال المعلومة، لذا فإنّ عليه أن يقوم بتطوير هذه القدرة وتحسينها من أجل منع حدوث سوء التفاهم بينه وبين الآخرين.
الثقة بالآخرين
قد يخاف بعض الناس من إعطاء الثقة للآخرين، وقد يكون ذلك لأسباب متعدّدة تتعلق فيهم وبشخصيتهم، ولكن يجب على الشخص الذي يسعى إلى إنشاء علاقات اجتماعيّة أن يتجاهل خوفه من الخذلان، وأن يعطي الثقة التي تحتاجها العلاقة من غير إفراط، فالعلاقات بشكل عام لا تستطيع الاستغناء عن الثقة؛ وذلك لأنّها الرابط الأساسي بين البشر في علاقاتهم الشخصيّة.
التعاطف
عادة ما يحبّ الناس الأشخاص الذين يجعلونهم يشعرون بشكل أفضل، فالعاطفة شيء مهمّ بين البشر، فهي تساعد على فهم الناس بشكل أفضل، ومعرفة ما يفكّرون وما يشعرون به، ممّا يتيح للعلاقة أن تصبح أعمق وأن يصبح الأشخاص منسجمين للغاية.